(وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَحُولُ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ)
يصيبنا الألم لفوات شيء من دنيانا
ونحن نعلم أنها دار وضيعة رخيصة لا تستحتق الاكتراث لفواتها برمتها فكيف بشيء منها.
لكن قلوبنا لا تنفك تتألم.!!!
لأن القلوب ليست بإيدينا بل بيد الله ينزل فيها السكينة والرضا متى شاء...
يصيبنا الخوف والقلق
ونحن نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
وأنه لا ينفعنا حذر ولا خوف ولا قلق
لكننا نواصل في مخاوفنا وقلقنا!!
لأننا لا نطيق أن نصب تلك القناعات طمأنينة في،قلوبنا..
حين ينصحنا الآخرون؛
بالإيمان والرضا والتوكل والصبر
نعرف كل ما يقولونه ونؤمن به مثلهم بل ربما نلقي محاضرة فيه ونكتب
لكننا
نخاف ونتألم ونقلق
القناعات لا تكفي؛
لأن الذي يرسلها للقلوب هو الله وحده..
لا يكقي أن تعرف و تعلم
لكن لا بد أن يأذن الله.
قد يحال بينك وبين قلبك
ليس لفقدانك الإيمان بالقدر والتوكل
بل لذنوب أخرى
أو لضعف في التذلل والافتقار
وتحقيق (إياك نعبد وإياك نستعين)
لا يمر لقلبك لحظة راحة أو سكينة أو طمأنينة أو أمن إلا بعد أن يأذن الله بأن تنفذ وتمر
وللمفسرين أقوال في معنى (يحول بين المرء وقلبه)
الأول: يحول بين الكافر والإيمان، وبين المؤمن والكفر. وهو قول ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، وغيرهم. الثاني: يحول بين المرء وعقله فلا يدري ما يعمل. وهو قول مجاهد. الثالث: يحول بين المرء وقلبه أن يَقْدِر على إيمانٍ أو كفرٍ إلا بإذنه. وهو قول السدي. الرابع: معناه أنه قريب من قلبه لا يخفى عليه شيء أظهره أو أسرَّه. وهو قول قتادة
واختار الطبري رحمه الله عموم المعنى الذي يدخل فيه ما ذكره المفسرون حيث ذكرأن الحول بين الشيء والشيء إنما هو الحجز بينهما، وإذا حجز -جلَّ ثناؤه- بين عبدٍ وقلبه في شيءٍ أن يدركه أو يفهمه، لم يكن للعبد إلى إدراك ما قد منع اللهُ قلبَه إدراكَه سبيل....
مختارات