جباه ساجدة..
حاجة الأمة العظيمة للجباه الساجدة والقلوب الضارعة في محاريب الذل، والضراعة والفقر والاستغاثة والابتهال إلى الله تبارك اسمه، كشفًا للضر، ومحقًا للباطل، وصدًّا لصولات المجرمين ممن يعيثون في الأمة قتلا وعدوانًا=أمر لا يعلم قدره إلا الله تعالى!
وسبحان الذي اصطفى عباده، واصطفى لهم رُبُطَ الصدق في الميدان وفي المحاريب وفي الخلوات وفي السجدات!
وسبحان الذي يدفع صولة العدو بسجدة الفقر ودمعة الذل!
وهذا شأن المؤمن في الدنيا والآخرة، يحمل هم غيره، وتتداعى الرحمات من قلبه حبا لإخوانه!
وما زلت أقف طويلًا عند قوله ﷺ عن المؤمنين وقد اطمأنت بهم منازلهم في الجنة، لا يشغلهم ما هم فيه من النعيم عن مصائر إخوانهم، ولو كانوا في النار!
فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون: ربَّنا! إخوانَنا! كانوا يُصلُّون معنا! ويصومون معنا! ويعملون معنا! فيقول الله تعالى: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخْرِجوه.
ويُحرِّم الله صورَهم على النار، فيأتونهم، وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا"
سبحان الله! ما شغلهم النعيم عن إخوانهم! بل ذهبوا إلى ربنا ليشفعوا فيهم ويلحوا في ضراعتهم على ربهم! ويحب ربنا سبحانه وبحمده هذا منهم! ويأذن لهم أن يذهبوا بأنفسهم لاستخراجهم من جاحمة النار!
سبحان الذي اصطفى لنا هذا الدين العظيم، واصطفى لبيانه والدلالة عليه والهداية إليه خير خلقه وأعظمهم وأرحمهم ﷺ!
مختارات