ظلم المبتعد عن ربه لنفسه…
قال لي: ليس العجب ممن نجا كيف نجا! إنما العجب ممن هلك كيف هلك!
.
هممت بتصحيح ما أورد؛ لأن المأثور على الضد من هذا، غير أني رأيته قد هُدِي إلى معنى شريف جليل، ينظر إلى سعة رحمة الله تعالى، وما قاله ﷺ " كل أمتي يدخلون الجنة، إلا من أبى"
فالكل في ضمانة الرحمة وأمان النجاة، إلا من أبى فرفض واستكبر، وأوصد دون الأنوار بابه، وأسدل عليه من قسوةٍ حجابَه!
فهو في شقوة ظلمه لنفسه، محجوبٌ عما به حياته وسكينته وأُنسه!
فكان هو الظالم لنفسه، " يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم! فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسَه"!
وقد قال ﷺ: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه"، فقال بعض العلماء العارفين: والعبد لا يعلم متى موته؛ فهو مطالب بحسن الظن في ربه على الدوام!
.
ووالله لا يحل حبس هرة عن الطعام، ولا منع النفس من سقيا الماء!
فكيف تكون حياة من حبس نفسه عن الحياة؟!
ولذلك كثر في القرآن التأكيد على ظلم المبتعد عن ربه لنفسه!
" وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين"
" وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم".
" ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"!
نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا!
فنعم الرب ربنا! وسعنا برحمته، وظلمنا أنفسنا بمعصيته!
فاللهم غفرا!
مختارات