الجزء الأول
A
العلم قسمان :
العلم قسمان
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية، إذا قام به قائمٌ، سقط فرضه عن أهل ذلك الموضع، واختلفوا في تلخيص ذلك، والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لا يسَع الإنسانَ جهلُه من جملة الفرائض المفترضة عليه".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية، إذا قام به قائمٌ، سقط فرضه عن أهل ذلك الموضع، واختلفوا في تلخيص ذلك، والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك ما لا يسَع الإنسانَ جهلُه من جملة الفرائض المفترضة عليه".
بين رواية أحاديث الفضائل والأحكام
بين رواية أحاديث الفضائل والأحكام :
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"أهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل، فيروونها عن كلٍّ، وإنما يتشددون في أحاديث الأحكام".
وقال رحمه الله :
"أحاديث الفضائل تسامَحَ العلماء قديمًا في روايتهما عن كلٍّ، ولم ينتقدوا فيها كانتقادهم في أحاديث الأحكام، وبالله التوفيق".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"أهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل، فيروونها عن كلٍّ، وإنما يتشددون في أحاديث الأحكام".
وقال رحمه الله :
"أحاديث الفضائل تسامَحَ العلماء قديمًا في روايتهما عن كلٍّ، ولم ينتقدوا فيها كانتقادهم في أحاديث الأحكام، وبالله التوفيق".
ولا تكن الخامسةَ فتهلِكَ
ولا تكن الخامسةَ فتهلِكَ
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند أثر: ((اغدُ عالمًا أو متعلمًا، أو مستمعًا أو محبًّا، ولا تكن الخامسة فتهلك)):
"الخامسة التي فيها الهلاك معاداةُ العلماء، وبُغضهم، ومن لم يحبهم فقد أبغضهم، أو قارب ذلك، وفيه الهلاك، والله أعلم"؛ [والحديث أخرجه البزار وغيره، وهو ضعيف كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (2836)].
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند أثر: ((اغدُ عالمًا أو متعلمًا، أو مستمعًا أو محبًّا، ولا تكن الخامسة فتهلك)):
"الخامسة التي فيها الهلاك معاداةُ العلماء، وبُغضهم، ومن لم يحبهم فقد أبغضهم، أو قارب ذلك، وفيه الهلاك، والله أعلم"؛ [والحديث أخرجه البزار وغيره، وهو ضعيف كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (2836)].
لَيُصلُّون على معلم الناس الخيرَ
لَيُصلُّون على معلم الناس الخيرَ
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند حديث:
((إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملةَ في جُحرها، وحتى الحوت في البحر، لَيُصلُّون على معلم الناس الخيرَ)) ، قال :
"الصلاة ها هنا الدعاء والاستغفار، وهو بمعنى، قول: الملائكة تضع أجنحتها ؛ أي تدعو، والله أعلم ".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند حديث:
((إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملةَ في جُحرها، وحتى الحوت في البحر، لَيُصلُّون على معلم الناس الخيرَ)) ، قال :
"الصلاة ها هنا الدعاء والاستغفار، وهو بمعنى، قول: الملائكة تضع أجنحتها ؛ أي تدعو، والله أعلم ".
كراهة بعض العلماء لكتابة العلم
كراهة بعض العلماء لكتابة العلم
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"من كره كتاب العلم، إنما كرهه لوجهين ؛
أحدهما : ألَّا يُتخذ مع القرآن كتاب يُضاهى به،
ثانيهما : ولئلا يتكل الكاتب على ما كتب فلا يحفظ فيقل الحفظ "؛
كما قال الخليل رحمه الله:
ليس بعلمٍ ما حوى القمطر
ما العلم إلا ما حواه الصدر
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"من كره كتاب العلم، إنما كرهه لوجهين ؛
أحدهما : ألَّا يُتخذ مع القرآن كتاب يُضاهى به،
ثانيهما : ولئلا يتكل الكاتب على ما كتب فلا يحفظ فيقل الحفظ "؛
كما قال الخليل رحمه الله:
ليس بعلمٍ ما حوى القمطر
ما العلم إلا ما حواه الصدر
حاطب الليل
حاطب الليل
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" العرب تضرب المثل بحاطب الليل للذي يجمع كل ما يسمع من غثٍّ وسمين، وصحيح وسقيم، وباطل وحق ؛ لأن المحتطب بالليل ربما ضمَّ أفعى فنهشته، وهو يحسبها من الحطب،
وفي مثل هذا يقول بشر بن المعتمر:
وحاطب يحطب في بجادِه
في ظلمة الليل وفي سوادِه
يحطب في بجاده الأيم الذكر
والأسود السالخ مكروه النظر
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" العرب تضرب المثل بحاطب الليل للذي يجمع كل ما يسمع من غثٍّ وسمين، وصحيح وسقيم، وباطل وحق ؛ لأن المحتطب بالليل ربما ضمَّ أفعى فنهشته، وهو يحسبها من الحطب،
وفي مثل هذا يقول بشر بن المعتمر:
وحاطب يحطب في بجادِه
في ظلمة الليل وفي سوادِه
يحطب في بجاده الأيم الذكر
والأسود السالخ مكروه النظر
من فوائد حديث أبي هريرة رضي الله عنه
من فوائد حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
" إن الناس يقولون: أكْثَرَ أبو هريرة ، ولولا آيتان في كتاب الله عز وجل ما حدثت حديثًا... "،
قال: " في هذا الحديث من الفقه معانٍ ؛ منها: أن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حكمه حكمُ كتاب الله عز وجل المُنزل، ومنها: إظهار العلم ونشره وتعليمه، ومنها : ملازمة العلماء والرضا باليسير للرغبة في العلم، ومنها: الإيثار للعلم على الاشتغال بالدنيا وكسبها ".
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
" إن الناس يقولون: أكْثَرَ أبو هريرة ، ولولا آيتان في كتاب الله عز وجل ما حدثت حديثًا... "،
قال: " في هذا الحديث من الفقه معانٍ ؛ منها: أن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حكمه حكمُ كتاب الله عز وجل المُنزل، ومنها: إظهار العلم ونشره وتعليمه، ومنها : ملازمة العلماء والرضا باليسير للرغبة في العلم، ومنها: الإيثار للعلم على الاشتغال بالدنيا وكسبها ".
قيمة كل امرئ ما يُحسن
قيمة كل امرئ ما يُحسن
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند قول علي رضي الله عنه :
" قيمة كل امرئ ما يحسن "،
قال: " قول عليٍّ رضي الله عنه: قيمة كل امرئ - أو قدر كل امرئ - ما يحسن ؛ من الكلام العجيب الخطير، وقد طار الناس به كل مطير، ونظَمه جماعة من الشعراء إعجابًا به وكلفًا بحسنه،
فمن ذلك ما يُعزى إلى الخليل بن أحمد قوله:
لا يكون السري مثل الدني
لا ولا ذو الذكاء مثل العيي
لا يكون الألد ذو المقول المر
هف عند القياس مثل الغبي
قيمة المرء كل ما يحسن المرء
قضاء من الإمام علي
في أبيات قد ذكرتها في غير هذا الموضع.
وقال غيره:
تلوم عليَّ أن رحت للعلم طالبًا
أجمع من عند الرواة فنونه
فيا لائمي دعني أغالي بمهجتي
فقيمة كل الناس ما يحسنونه
وقال أبو العباس الناشي :
تأمل بعينك هذا الأنام
فكن بعض من صانه عقله
فحلية كل فتى فضله
وقيمة كل امرئ نبله
فلا تتكل في طلاب العلا
على نسب ثابت أصله
فما من فتى زانه قوله
بشيء يخالفه فعله
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند قول علي رضي الله عنه :
" قيمة كل امرئ ما يحسن "،
قال: " قول عليٍّ رضي الله عنه: قيمة كل امرئ - أو قدر كل امرئ - ما يحسن ؛ من الكلام العجيب الخطير، وقد طار الناس به كل مطير، ونظَمه جماعة من الشعراء إعجابًا به وكلفًا بحسنه،
فمن ذلك ما يُعزى إلى الخليل بن أحمد قوله:
لا يكون السري مثل الدني
لا ولا ذو الذكاء مثل العيي
لا يكون الألد ذو المقول المر
هف عند القياس مثل الغبي
قيمة المرء كل ما يحسن المرء
قضاء من الإمام علي
في أبيات قد ذكرتها في غير هذا الموضع.
وقال غيره:
تلوم عليَّ أن رحت للعلم طالبًا
أجمع من عند الرواة فنونه
فيا لائمي دعني أغالي بمهجتي
فقيمة كل الناس ما يحسنونه
وقال أبو العباس الناشي :
تأمل بعينك هذا الأنام
فكن بعض من صانه عقله
فحلية كل فتى فضله
وقيمة كل امرئ نبله
فلا تتكل في طلاب العلا
على نسب ثابت أصله
فما من فتى زانه قوله
بشيء يخالفه فعله
لو قدرتُ أن أُطعمك العلم
لو قدرتُ أن أُطعمك العلم
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند قول الشافعي رحمه الله للربيع بن سليمان :
" يا ربيع، لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه "،
قال: "أخذه الخاقاني فقال:
ألَا فاحفظوا وصفي لكم ما اختصرته
ليدريه من لم يكن منكم يدري
ففي شربة لو كان علمي سقيتكم
ولم أُخفِ عنكم ذلك العلم بالدخرِ
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند قول الشافعي رحمه الله للربيع بن سليمان :
" يا ربيع، لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه "،
قال: "أخذه الخاقاني فقال:
ألَا فاحفظوا وصفي لكم ما اختصرته
ليدريه من لم يكن منكم يدري
ففي شربة لو كان علمي سقيتكم
ولم أُخفِ عنكم ذلك العلم بالدخرِ
من تكلم بالخير غنم ، ومن سكت سلم
من تكلم بالخير غنم، ومن سكت سلم
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" الكلام بالخير أفضل من السكوت ؛ لأن أرفع ما في السكوت السلامة، والكلام بالخير غنيمة، وقد قالوا : من تكلم بالخير غنم ، ومن سكت سلم ، والكلام في العلم أفضل من الأعمال ، وهو يجري عندهم مجرى الذكر والتلاوة، إذا أُريد به نفي الجهل ، ووجه الله تعالى، والوقوف على حقيقة المعاني ".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" الكلام بالخير أفضل من السكوت ؛ لأن أرفع ما في السكوت السلامة، والكلام بالخير غنيمة، وقد قالوا : من تكلم بالخير غنم ، ومن سكت سلم ، والكلام في العلم أفضل من الأعمال ، وهو يجري عندهم مجرى الذكر والتلاوة، إذا أُريد به نفي الجهل ، ووجه الله تعالى، والوقوف على حقيقة المعاني ".
من أدب العالم ترك الدعوى لِما لا يحسنه
من أدب العالم ترك الدعوى لِما لا يحسنه
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" ومن أدب العالم ترك الدعوى لِما لا يحسنه، وترك الفخر بما يحسنه، إلا أن يضطر إلى ذلك ؛ كما اضطر يوسف عليه السلام حين قال: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ ، وذلك أنه لم يكن بحضرته من يعرف حقه، فيُثني عليه بما هو فيه ويعطيه بقسطه، ورأى هو أن ذلك المقعد لا يقعده غيره من أهل وقته، إلا قصَّر عما يجب لله عز وجل من القيام به من حقوقه، فلم يَسَعْهُ إلا السعي في ظهور الحق بما أمكنه، فإذا كان ذلك، فجائز للعالم حينئذٍ الثناء على نفسه، والتنبيه على موضعه، فيكون حينئذٍ تحدث بنعمة ربه عنده على وجه الشكر لها ".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" ومن أدب العالم ترك الدعوى لِما لا يحسنه، وترك الفخر بما يحسنه، إلا أن يضطر إلى ذلك ؛ كما اضطر يوسف عليه السلام حين قال: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ ، وذلك أنه لم يكن بحضرته من يعرف حقه، فيُثني عليه بما هو فيه ويعطيه بقسطه، ورأى هو أن ذلك المقعد لا يقعده غيره من أهل وقته، إلا قصَّر عما يجب لله عز وجل من القيام به من حقوقه، فلم يَسَعْهُ إلا السعي في ظهور الحق بما أمكنه، فإذا كان ذلك، فجائز للعالم حينئذٍ الثناء على نفسه، والتنبيه على موضعه، فيكون حينئذٍ تحدث بنعمة ربه عنده على وجه الشكر لها ".
كما لم تغرم ثمنًا فلا تأخذ ثمنًا
كما لم تغرم ثمنًا فلا تأخذ ثمنًا
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند قول أبي العالية : " مكتوب عندهم في الكتاب الأول:
ابن آدم علِّم مجانًا، كما علِمتَ مجانًا "،
قال أبو عمر :
" معناه عندهم: كما لم تغرم ثمنًا فلا تأخذ ثمنًا، والمجان عندهم الذي لا يأخذ لعلمه ثمنًا ".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند قول أبي العالية : " مكتوب عندهم في الكتاب الأول:
ابن آدم علِّم مجانًا، كما علِمتَ مجانًا "،
قال أبو عمر :
" معناه عندهم: كما لم تغرم ثمنًا فلا تأخذ ثمنًا، والمجان عندهم الذي لا يأخذ لعلمه ثمنًا ".
أدلة الأدلة الشرعية
أدلة الأدلة الشرعية
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله :
" أما كتاب الله فيغني عن الاستشهاد عليه ؛ ويكفي من ذلك قول الله تعالى: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ ، وكذلك السنة يكفي فيها قوله تعالى: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ ، وقوله: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ ، وأما الإجماع فمأخوذ من قول الله تعالى: ﴿ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ؛ الآية ؛ لأن الاختلاف لا يصح معه هذا الظاهر ".
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله :
" أما كتاب الله فيغني عن الاستشهاد عليه ؛ ويكفي من ذلك قول الله تعالى: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ ، وكذلك السنة يكفي فيها قوله تعالى: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ ، وقوله: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ ، وأما الإجماع فمأخوذ من قول الله تعالى: ﴿ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ؛ الآية ؛ لأن الاختلاف لا يصح معه هذا الظاهر ".
إجماع الصحابة رضي الله عنهم
إجماع الصحابة رضي الله عنهم
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند حديث :
((لا تجتمع أمتي على ضلالة)) :
" وعندي أن إجماع الصحابة لا يجوز خلافهم ؛ لأنه لا يجوز على جميعهم جهل التأويل، وفي قول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ دليل على أن جماعتهم إذا اجتمعوا حُجة على من خالفهم، كما أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حجة على جميعهم، ودلائل الإجماع من الكتاب والسنة كثيرة، ليس كتابنا هذا موضعًا لتقصِّيها، وبالله التوفيق ".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله عند حديث :
((لا تجتمع أمتي على ضلالة)) :
" وعندي أن إجماع الصحابة لا يجوز خلافهم ؛ لأنه لا يجوز على جميعهم جهل التأويل، وفي قول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ دليل على أن جماعتهم إذا اجتمعوا حُجة على من خالفهم، كما أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حجة على جميعهم، ودلائل الإجماع من الكتاب والسنة كثيرة، ليس كتابنا هذا موضعًا لتقصِّيها، وبالله التوفيق ".
الحديث علم وفقه
الحديث علم وفقه
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" في الخبر الأول : ((لِما رأيت من حرصك على الحديث)) ، وفي هذا : ((لِما رأيت من حرصك على العلم)): " فسمَّى الحديث علمًا على الإطلاق ، ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها غيره، فرُبَّ حاملِ فقهٍ غيرُ فقيه، ورُبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه)) ، فسمَّى الحديث فقهًا مطلقًا وعلمًا ".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" في الخبر الأول : ((لِما رأيت من حرصك على الحديث)) ، وفي هذا : ((لِما رأيت من حرصك على العلم)): " فسمَّى الحديث علمًا على الإطلاق ، ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها غيره، فرُبَّ حاملِ فقهٍ غيرُ فقيه، ورُبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه)) ، فسمَّى الحديث فقهًا مطلقًا وعلمًا ".
الاجتهاد
الاجتهاد
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"هذا يوضح لك أن الاجتهاد لا يكون إلا على أصول يُضاف إليها التحليل والتحريم، وأنه لا يجتهد إلا عالمٌ بها، ومن أشكل عليه شيء لزمه الوقوف، ولم يجُز له أن يحيل على الله قولًا في دينه، لا نظير له من أصل ولا هو في معنى أصل ، وهذا الذي لا خلاف فيه بين أئمة الأمصار قديمًا وحديثًا، فتدبَّره ".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"هذا يوضح لك أن الاجتهاد لا يكون إلا على أصول يُضاف إليها التحليل والتحريم، وأنه لا يجتهد إلا عالمٌ بها، ومن أشكل عليه شيء لزمه الوقوف، ولم يجُز له أن يحيل على الله قولًا في دينه، لا نظير له من أصل ولا هو في معنى أصل ، وهذا الذي لا خلاف فيه بين أئمة الأمصار قديمًا وحديثًا، فتدبَّره ".
لا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة
لا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة :
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله عند حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" لا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة "،
قال رحمه الله :
" هذه سبيل الاجتهاد على الأصول عند جماعة الفقهاء ؛ ولذلك لا يردُّون ما اجتهد فيه القاضي، وقضى به، إذا لم يرد إلا إلى اجتهاد مثله، وأما من أخطأ منصوصًا من كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الكافة، أو نقل العدول، فقوله وفعله عندهم مردود إذا ثبت الأصل، فافهم، وبالله التوفيق ".
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله عند حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" لا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة "،
قال رحمه الله :
" هذه سبيل الاجتهاد على الأصول عند جماعة الفقهاء ؛ ولذلك لا يردُّون ما اجتهد فيه القاضي، وقضى به، إذا لم يرد إلا إلى اجتهاد مثله، وأما من أخطأ منصوصًا من كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الكافة، أو نقل العدول، فقوله وفعله عندهم مردود إذا ثبت الأصل، فافهم، وبالله التوفيق ".
القياس
القياس
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"لا خلاف بين فقهاء الأمصار وسائر أهل السنة، وهم أهل الفقه والحديث في نفي القياس في التوحيد، وإثباته في الأحكام، إلا داود بن علي بن خلف الأصفهاني ثم البغدادي، ومن قال بقولهم، فإنهم نفوا القياس في التوحيد والأحكام جميعًا، وأما أهل البدع فعلى قولين في هذا الباب سوى القولين المذكورين، منهم من أثبت القياس في التوحيد والأحكام جميعًا، ومنهم من أثبته في التوحيد، ونفاه في الأحكام".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
"لا خلاف بين فقهاء الأمصار وسائر أهل السنة، وهم أهل الفقه والحديث في نفي القياس في التوحيد، وإثباته في الأحكام، إلا داود بن علي بن خلف الأصفهاني ثم البغدادي، ومن قال بقولهم، فإنهم نفوا القياس في التوحيد والأحكام جميعًا، وأما أهل البدع فعلى قولين في هذا الباب سوى القولين المذكورين، منهم من أثبت القياس في التوحيد والأحكام جميعًا، ومنهم من أثبته في التوحيد، ونفاه في الأحكام".
جرح الأئمة
جرح الأئمة
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته، وثبتت في العلم إمامته، وبانت ثقته، وبالعلم عنايته لم يلتفت فيه إلى قول أحدٍ، إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة يصح بها، جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قاله؛ لبراءته من الغلِّ والحسد، والعداوة والمنافسة، وسلامته من ذلك كله، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر، وأما من لم تثبت إمامته، ولا عرفت عدالته، ولا صحَّت لعدم الحفظ والإتقان روايته، فإنه يُنظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه، ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه ".
قال أبو عمر ابن عبدالبر رحمه الله :
" والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته، وثبتت في العلم إمامته، وبانت ثقته، وبالعلم عنايته لم يلتفت فيه إلى قول أحدٍ، إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة يصح بها، جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قاله؛ لبراءته من الغلِّ والحسد، والعداوة والمنافسة، وسلامته من ذلك كله، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر، وأما من لم تثبت إمامته، ولا عرفت عدالته، ولا صحَّت لعدم الحفظ والإتقان روايته، فإنه يُنظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه، ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه ".
حكمــــــة
قال مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ أبو إياس المزني البصري رحمه الله : مَنْ لَمْ يَكْتُبِ الْعِلْمَ فَلَا تَعُدُّوهُ عَالِمًا .
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ رحمه الله : اجْعَلْ مَا تَكْتُبُ بَيْتَ مَالٍ، وَمَا فِي صَدْرِكَ لِلنَّفَقَةِ.
أن أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ رحمهما الله يَقُولَانِ : كُلُّ مَنْ لَا يَكْتُبِ الْعِلْمَ لَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْغَلَطُ .
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ رحمه الله : اجْعَلْ مَا تَكْتُبُ بَيْتَ مَالٍ، وَمَا فِي صَدْرِكَ لِلنَّفَقَةِ.
أن أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ رحمهما الله يَقُولَانِ : كُلُّ مَنْ لَا يَكْتُبِ الْعِلْمَ لَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْغَلَطُ .
حكمــــــة
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رحمه الله قَالَ: كَانَ يُقَالُ : جَالِسِ الْكُبَرَاءَ وَخَالِلِ الْعُلَمَاءَ وَخَالِطِ الْحُكَمَاءَ .
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ غليه السلام:
جَالِسُوا مَنْ تُذَكِّرُكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَمَنْ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَمَنْ يُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ.
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ غليه السلام:
جَالِسُوا مَنْ تُذَكِّرُكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَمَنْ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَمَنْ يُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ.