متفرقات
حكمــــــة
قال ابن القيم :
ولا كان أحد يُمزِّق ثيابه من السلف الصالح، وهم كانوا أعلمَ بالله وأفقهَ في دينه من أن يُقدِموا على محرَّم في الشريعة باتفاق الأمة، وهو إتلاف المال وإضاعته، ويعدُّونه قربةً إلى الله تعالى، ولا كان فيهم رقّاصٌ، بل لمّا حدثَ التغبيرُ في أواخر المائة الثانية، وكان أهله من خيار طائفتهم، وكان مبدأ حدوثه من جهة المشرق التي منها يطلع قرن الشيطان، وبها الفِتَن، قال الشافعي: «خلّفت ببغداد شيئًا أحدثتْه الزنادقة يسمّونه التغبير، يصدُّون به الناس عن القرآن .
الكلام على مسألة السماع ٢٠٢/١
حكمــــــة
قال ابن رجب :
وإنَّما كانَ سُؤالُهُ عَنْ عَمَلٍ صالِحٍ يَتَقَرَّبُ بِهِ إلى اللَّهِ بَعْدَ التَّوْبَةِ حَتّى يَمْحُوَ بِهِ أثَرَ الذَّنْبِ بِالكُلِّيَّةِ، فَإنَّ اللَّهَ شَرَطَ فِي قَبُولِ التَّوْبَةِ ومَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ بِها العَمَلَ الصّالِحَ ، كَقَوْلِهِ : ﴿إلّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحًا﴾ [مريم ٦٠] [مَرْيَمَ ٦٠] ، وقَوْلِهِ : ﴿وإنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحًا﴾ [طه ٨٢] [طَهَ ٨٢] وقَوْلِهِ : ﴿ فَأمّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحًا فَعَسى أنْ يَكُونَ مِنَ المُفْلِحِينَ﴾ [القصص ٦٧] [القَصَصِ ٦٧] ، وفِي هَذا مُتَعَلَّقٌ لِمَن يَقُولُ : إنَّ التّائِبَ بَعْدَ التَّوْبَةِ فِي المَشِيئَةِ، وكانَ هَذا حالَ كَثِيرٍ مِنَ الخائِفِينَ مِنَ السَّلَفِ . وقالَ بَعْضُهُمْ لِرَجُلٍ: هَلْ أذْنَبْتَ ذَنْبًا ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَعَلِمْتَ أنَّ اللَّهَ كَتَبَهُ عَلَيْكَ ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فاعْمَلْ حَتّى تَعْلَمَ أنَّ اللَّهَ قَدْ مَحاهُ .
جامع العلوم والحكم ٤٣٧/١
حكمــــــة
قال ابن رجب :
وكذلك أكثرُ السَّلفِ يجمعون بين العِلْمِ بالله الَّذِي يقتضي خشيتهُ ومحبتهُ والتبتُّلَ إلَيْهِ، وبين العِلْم باللهِ الَّذِي يقتضي معرفة الحلالِ والحرامِ والفتاوى والأحكام. ومنهم من كان متوسعًا في كلا العلمين كالحسن البصري، وسفيان، وأحمد بن حنبل. ومنهم من كان نصيبهُ من أحدهما أوفرَ من نصيبه من الآخر .
مجموع الرسائل ٤٨١/٢
حكمــــــة
قال ابن القيم :
انتفاعه بسماع القرآن مشروطٌ بحياته-يقصد الميت- فلما مات انقطع عمله كله، واستماع القرآن من أفضل الأعمال الصالحة، وقد انقطع بموته، ولو كان ذلك ممكنًا لكان السلف الطيب من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم أولى بهذا الحظ العظيم لمسارعتهم إلى الخير وحرصهم عليه ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، فالذي لا شك فيه أنه لا يجب حضور التربة، ولا تتعيَّن القراءة عند القبر .
إعلام الموقعين ٨٢/٦
حكمــــــة
قال ابن القيم :
وقد يقع في كلام السلف تفسير اللفظ العام بصورة خاصة على وجه التمثيل لا على تفسير معنى اللفظة في اللغة بذلك فيغير به المعنى فيجعله معنى اللفظة في اللغة كما قال بعضهم في قوله ﴿ثُمَّ لَتُسْألُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر٨] إنه الماء البارد في الصيف فلم يرد به أن النعيم المسؤول عنه هو هذا وحده .
الصواعق المرسلة ٦٩٩/٢
حكمــــــة
قال ابن رجب:
وقد اشترى جماعةٌ من السَّلف أنفسَهم من الله بأموالهم، فمنهم من تصدَّق بماله كحبيب أبي محمد، ومنهم مَن تصدَّق بوزنه فضة ثلاثَ مرّاتٍ أو أربعًا، كخالد الطحّان .
ومنهم من كان يجتهد في الأعمال الصالحة ويقول : إنّما أنا أسيرٌ أسعى في فكاك رقبتي، منهم عمرو بنُ عُتبة، وكان بعضُهم يسبِّحُ كلَّ يوم اثني عشر ألفَ تسبيحة بقدر دِيَتِه، كأنّه قد قتل نفسه، فهو يَفْتَكُّها بديتها .
جامع العلوم والحكم ٦٥٣/٢
حكمــــــة
قال ابن رجب:
وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناما لأجر ذلك منهم: عامر بن عبد قيس وعمرو بن عتبة بن فرقد مع اجتهادهما في العبادة في أنفسهما وكذلك كان إبراهيم بن أدهم يشترط على أصحابه في السفر الخدمة والأذان وكان رجل من الصالحين يصحب إخوانه في سفر الجهاد وغيره فيشترط عليهم أن يخدمهم فكان إذا رأى رجلا يريد أن يغسل ثوبه قال له: هذا من شرطي فيغسله وإذا رأى من يريد أن يغسل رأسه قال: هذا من شرطي فيغسله فلما مات نظروا في يده فإذا فيها مكتوب من أهل الجنة فنظروا إليها فإذا هي كتابة بين الجلد واللحم .
لطائف المعارف ٢٣٢
حكمــــــة
قال ابن القيم:
ذكر ابْن عبد البر عَن بعض السّلف انه قالَ من كانَ حسن الفَهم رَدِيء الِاسْتِماع لم يقم خَيره بشره وذكر عبد الله بن احْمَد فِي كتاب العِلَل لَهُ قالَ كانَ عُرْوَة بن الزبير يحب مماراة ابْن عَبّاس فَكانَ يخزن علمه عَنهُ وكانَ عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة يلطف لَهُ فِي السُّؤال فيعزه بِالعلمِ عزا وقالَ ابْن جريج لم أستخرج العلم الَّذِي استخرجت من عَطاء إلّا برفقي بِهِ وقالَ بعض السّلف إذا جالست العالم فَكُن على ان تسمع احرص مِنك على ان تَقول وقد قالَ الله تَعالى إن فِي ذَلِك لذكرى لمن كانَ لَهُ قلب اَوْ القى السّمع وهُوَ شَهِيد فَتَأمل ما تَحت هَذِه الالفاظ من كنوز العلم وكَيف تفتح مراعاتها للْعَبد أبواب العلم والهدى وكَيف ينغلق باب العلم عَنهُ من اهمالها وعدم مراعاتها .
مفتاح دار السعادة ١٦٩/١
حكمــــــة
قال ابن القيم رحمه الله :
قالُوا: فَهَؤُلاءِ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ وجَمِيعُ السَّلَفِ وشُرَيْحٌ وعُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ وأبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يُجِيزُونَ شَهادَةَ الِابْنِ لِأبِيهِ والأبِ لِابْنِهِ، قالَ ابْنُ حَزْمٍ: وبِهَذا يَقُولُ إياسُ بْنُ مُعاوِيَةَ وعُثْمانُ البَتِّيُّ وإسْحاقُ بْنُ راهْوَيْهِ وأبُو ثَوْرٍ والمُزَنِيُّ وأبُو سُلَيْمانَ وجَمِيعُ أصْحابِنا، يَعْنِي داوُد بْنَ عَلِيٍّ وأصْحابَهُ.
وقَدْ ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ أنَّ الَّذِينَ رَدُّوا شَهادَةَ الِابْنَ لِأبِيهِ والأخَ لِأخِيهِ هُمْ المُتَأخِّرُونَ، وأنَّ السَّلَفَ الصّالِحَ لَمْ يَكُونُوا يَرُدُّونَها.
إلى أن قال: وهَذا هُوَ القَوْلُ الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ، وبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ .
إعلام الموقعين ٨٩/١
حكمــــــة
قال ابن رجب :
وقالَ بَعْضُ السَّلَفِ: ما نِمْتُ نَوْمًا قَطُّ، فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أنِّي أسْتَيْقِظُ مِنهُ. وكانَ حَبِيبٌ أبُو مُحَمَّدٍ يُوصِي كُلَّ يَوْمٍ بِما يُوصِي بِهِ المُحْتَضِرُ عِنْدَ مَوْتِهِ مِن تَغْسِيلِهِ ونَحْوِهِ، وكانَ يَبْكِي كُلَّما أصْبَحَ أوْ أمْسى، فَسُئِلَتِ امْرَأتُهُ عَنْ بُكائِهِ، فَقالَتْ: يَخافُ - واللَّهِ - إذا أمْسى أنْ يُصْبِحَ، وإذا أصْبَحَ أنْ يُمْسِيَ. وكانَ مُحَمَّدُ بْنُ واسِعٍ إذا أرادَ أنْ يَنامَ قالَ لِأهْلِهِ: أسَتُودِعُكُمُ اللَّهُ، فَلَعَلَّها أنْ تَكُونَ مَنِيَّتِي الَّتِي لا أقُومُ مِنها فَكانَ هَذا دَأْبَهُ إذا أرادَ النَّوْمَ. وقالَ بَكْرٌ المُزَنِيُّ: إنِ اسْتَطاعَ أحَدُكُمْ أنْ لا يَبِيتَ إلّا وعَهْدُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ مَكْتُوبٌ، فَلْيَفْعَلْ، فَإنَّهُ لا يَدْرِي لَعَلَّهُ أنْ يَبِيتَ فِي أهْلِ الدُّنْيا، ويُصْبِحُ فِي أهْلِ الآخِرَةِ. وكانَ أُوَيْسٌ إذا قِيلَ لَهُ: كَيْفَ الزَّمانُ عَلَيْكَ؟ قالَ: كَيْفَ الزَّمانُ عَلى رَجُلٍ إنْ أمْسى ظَنَّ أنَّهُ لا يُصْبِحُ، وإنْ أصْبَحَ ظَنَّ أنَّهُ لا يُمْسِي فَيُبَشَّرُ بِالجَنَّةِ أوِ النّارِ؟ وقالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ما أنْزَلَ المَوْتَ كُنْهَ مَنزِلَتِهِ مَن عَدَّ غَدًا مِن أجْلِهِ، كَمْ مِن مُسْتَقْبِلٍ يَوْمًا يَسْتَكْمِلُهُ، وكَمْ مِن مُؤَمِّلٍ لِغَدٍ لا يُدْرِكُهُ، إنَّكُمْ لَوْ رَأيْتُمُ الأجَلَ ومَسِيرَهُ، لَبَغَضْتُمُ الأمَلَ وغُرُورَهُ، وكانَ يَقُولُ: إنَّ مِن أنْفَعِ أيّامِ المُؤْمِنَ لَهُ فِي الدُّنْيا ما ظَنَّ أنَّهُ لا يُدْرِكُ آخِرَهُ .
جامع العلوم والحكم ٣٨٥/٢
حكمــــــة
قال ابن رجب:
ومِن هُنا كانَ الصَّحابَةُ ومَن بَعْدَهُمْ مِنَ السَّلَفِ الصّالِحِ يَخافُونَ عَلى أنْفُسِهِمُ النِّفاقَ ويَشْتَدُّ قَلَقُهُمْ وجَزَعُهُمْ مِنهُ، فالمُؤْمِنُ يَخافُ عَلى نَفْسِهِ النِّفاقَ الأصْغَرَ، ويَخافُ أنْ يَغْلِبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ عِنْدَ الخاتِمَةِ، فَيُخْرِجُهُ إلى النِّفاقِ الأكْبَرِ، كَما تَقَدَّمَ أنَّ دَسائِسَ السُّوءِ الخَفِيَّةِ تُوجِبُ سُوءَ الخاتِمَةِ .
جامع العلوم والحكم ١٧٤/١
حكمــــــة
قال ابن رجب :
وكان بعض الصالحين في جيبه ورقة يفتحها كل ساعة فينظر فيها، وفيها مكتوب: ﴿واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإنَّكَ بِأعْيُنِنا﴾ [الطور ٤٨].
والصبر الجميل هو أن يكتم العبد المصيبة ولا يخبر بها.
قال طائفة من السَّلف في قوله تعالى: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف ٨٣] قالوا: لا شكوى معه.
كان الأحنف بن قيس قد ذهبت عينه من أربعين سنة ولم يذكرها لأحد.
وذهبت عين عبد العزيز بن أبي روّاد من عشرين سنة، فتأمله ابنه يومًا فَقالَ له: يا أبت، قد ذهبت عينك! فَقالَ: نعم يا بني، الرضا عن الله أذهب عين أبيك من عشرين سنة .
جامع الرسائل ١٥٣/٣
حكمــــــة
قال ابن القيم:
قال تعالى {وما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إيمانَكُمْ﴾ [البقرة ١٤٣]، وفيه قولان:
أحدهما: ما كان الله ليضيع صلاتكم إلى بيت المقدس، بل يجازيكم عليها؛ لأنها كانت بأمره ورِضاه.
والثاني: ما كان ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى، وتصديقكم بأن الله شرعها ورضيها.
وأكثر السلف والخلف على القول الأول وهو مستلزم للقول الآخِرِ.
بدائع الفوائد ١٥٨٥/٤
حكمــــــة
قال ابن رجب :
وقد استحبَّ كثير من السَّلفِ كثرةَ الدعاء بهذا في أيام
التشريقِ.
قال عكرمة: كان يُستحبُّ أن يُقالَ في أيامِ التشريقِ: (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ).
وعن عطاءٍ، قال: ينبغِي لكُلِّ من نَفَر أن يقولَ حين ينفرُ متوجهًا إلى
أهلِه: (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ).
خرَّجهما عبدُ بن حُميدٍ في «تفسيره» وهذا الدعاءُ من أجمع الأدعيةِ للخير.
وكانَ النبي - ﷺ - يكثرُ منه.
ورُوي أنّه كان أكثرَ دعائِهِ، وكانَ إذا دعا بدعاءٍ
جعله معه، فإنّه يجمعُ خيرَ الدنيا والآخرةِ .
لطائف المعارف ٢٩٠
حكمــــــة
قال ابن رجب :
ما مضى من العمر وإن طالت أوقاته فقد ذهب لذاته وبقيت تبعاته وكأنه لم يكن إذا جاء الموت وميقاته قال الله: ﴿أفَرَأيْتَ إنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ*ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ، ما أغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ﴾ [الشعراء ٢٠٥، ٢٠٧] تلا بعض السلف هذه الآية وبكى وقال: إذا جاء الموت لم يغن عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم .
لطائف المعارف ٣٠٢
حكمــــــة
قال ابن رجب:
قال أبو داود: قيل لأحمد: من توضأ يحرك خاتمه؟ قال: إن كان ضيقًا لابد أن يحركه، وإن كان واسعًا يدْخلُهُ الماءُ أجزأه.
ومراده أجزأه عدم تحريكه. وهذا يشعر بأن التحريك أولى، وهو قول جمهور أهل العِلْم من السَّلف: كالحسن، وابن سيرين، وميمون بن مهران، وعمر بن عبد العزيز، وعمرو بن دينار، وعروة بن الزبير، وحماد ومالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وغيرهم .
مجموع الرسائل ٧٠٢/٢
حكمــــــة
قال ابن رجب :
ودُعي طائفةٌ من السلفِ الصالح إلى ولايةِ القضاءِ فاستُمهلوا ثلاثةَ أيامٍ
فدعَوا اللَّهَ لأنفسِهِم بالموتِ فماتوا.
واطُّلعَ على حال بعض الصالحينَ ومعاملاتِهِ التي كانتْ سرًّا بينه وبينَ ربِّه.
فدعا اللَّهَ أن يقبضهُ إليه خوفًا من فتنةِ الاشتهارِ، فماتَ فإنّ الشهرةَ بالخيرِ فتنةٌ، كما جاءَ فى الحديثِ
«كفى بالمرءِ فتنة أن يشارَ إليه بالأصابع فإنّها فتنةٌ .
التفسير ٢٠٩/٢
حكمــــــة
قال ابن رجب:
ولَوْ كانَ مُحْتاجًا إلى نَقْدٍ، فَلَمْ يَجِدْ مَن يُقْرِضُهُ، فاشْتَرِي سِلْعَةً بِثَمَنٍ إلى أجَلٍ فِي ذِمَّتِهِ، ومَقْصُودُهُ بَيْعُ تِلْكَ السِّلْعَةِ، لِيَأْخُذَ ثَمَنَها، فَهَذا فِيهِ قَوْلانِ لِلسَّلَفِ، ورَخَّصَ أحْمَدُ فِي رِوايَةٍ، وقالَ فِي رِوايَةٍ: أخْشى أنْ يَكُونَ مُضْطَرًّا؛ فَإنْ باعَ السِّلْعَةَ مِن بائِعِها لَهُ، فَأكْثَرُ السَّلَفِ عَلى تَحْرِيمِ ذَلِكَ، وهُوَ مَذْهَبُ مالِكٍ وأبِي حَنِيفَةَ وأحْمَدَ وغَيْرِهِمْ .
جامع العلوم والحكم ٢١٦/٢
حكمــــــة
قال ابن القيم :
ولَوْ رُزِقَ مِنَ المَعْرِفَةِ حَظًّا وافِرًا لَعَدَّ المَنعَ نِعْمَةً، والبَلاءَ رَحْمَةً. وتَلَذَّذَ بِالبَلاءِ أكْثَرَ مِن لَذَّتِهِ بِالعافِيَةِ. وتَلَذَّذَ بِالفَقْرِ أكْثَرَ مِن لَذَّتِهِ بِالغِنى. وكانَ فِي حالِ القِلَّةِ أعْظَمَ شُكْرًا مِن حالِ الكَثْرَةِ.
وهَذِهِ كانَتْ حالَ السَّلَفِ .
مدارج السالكين ٢٠٧/٢
حكمــــــة
قال ابن القيم:
وقَدْ دارَتْ أقْوالُ السَّلَفِ عَلى أنَّ فَضْلَ اللَّهِ ورَحْمَتَهُ هِيَ الإسْلامُ والسُّنَّةُ وعَلى حَسَبِ حَياةِ القَلْبِ يَكُونُ فَرَحُهُ بِهِما، وكُلَّما كانَ أرْسَخَ فِيهِما كانَ قَلْبُهُ أشَدَّ فَرَحًا حَتّى إنَّ القَلْبَ لَيَرْقُصُ فَرَحا إذا باشَرَ رُوحَ السُّنَّةِ أحْزَنَ ما يَكُونُ النّاسُ، وهُوَ مُمْتَلِئٌ أمْنًا أخْوَفَ ما يَكُونُ النّاسُ .
اجتماع الجيوش الإسلامية ٣٨
حكمــــــة
قال ابن رجب:
وقَدْ رُوِيَ عَنِ السَّلَفِ تَفْسِيرُ حُسْنِ الخُلُقِ فَعَنِ الحَسَنِ قالَ: حُسْنُ الخُلُقِ: الكَرَمُ والبِذْلَةُ والِاحْتِمالُ. وعَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: حُسْنُ الخُلُقِ: البِذْلَةُ والعَطِيَّةُ والبِشْرُ الحَسَنُ، وكانَ الشَّعْبِيُّ كَذَلِكَ. وعَنِ ابْنِ المُبارَكِ قالَ: هُوَ بَسْطُ الوَجْهِ، وبَذْلُ المَعْرُوفِ، وكَفُّ الأذى. وسُئِلَ سَلّامُ بْنُ أبِي مُطِيعٍ عَنْ حُسْنِ الخُلُقِ، فَأنْشَدَ:
تَراهُ إذا ما جِئْتَهُ مُتَهَلِّلًا … كَأنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أنْتَ سائِلُهُ
ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرُ رُوحِهِ … لَجادَ بِها فَلْيَتَّقِ اللَّهَ سائِلُهُ
هُوَ البَحْرُ مِن أيِّ النَّواحِي أتَيْتَهُ … فَلُجَّتُهُ المَعْرُوفُ والجُودُ ساحِلُهُ
وقالَ الإمامُ أحْمَدُ: حُسْنُ الخُلُقِ أنْ لا تَغْضَبَ ولا تَحْتَدَّ، وعَنْهُ أنَّهُ قالَ: حُسْنُ الخُلُقِ أنْ تَحْتَمِلَ ما يَكُونُ مِنَ النّاسِ. وقالَ إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ: هُوَ بَسْطُ الوَجْهِ، وأنْ لا تَغْضَبَ، ونَحْوَ ذَلِكَ قالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ .
جامع العلوم والحكم ٤٥٧/١
حكمــــــة
قال ابن رجب:
وأما قلة العيال فهو مما يغبط به المؤمن أحيانًا لاسيما مع فقره وحاجته، ولهذا يقال: «قلة العيال أحد اليسارين». فإن كثرة العيال قد يحمل المؤمن عَلى طلب الرزق لهم من الوجوه المكروهة، ولهذا وقع في كلام كثير من السَّلف ذم العيال، فكان سفيان الثوري يقول: لا يُعبأ بصاحب عيالٍ، فقلما رأيت صاحب عيال إلا خلط.
مجموع الرسائل ٧٤٤/٢
حكمــــــة
قال ابن رجب:
والنِّيَّةُ: هِيَ قَصْدُ القَلْبِ، ولا يَجِبُ التَّلَفُّظَ بِما فِي القَلْبِ فِي شَيْءٍ مِنَ العِباداتِ، وخَرَّجَ بَعْضُ أصْحابِ الشّافِعِيِّ لَهُ قَوْلًا بِاشْتِراطِ التَّلَفُّظِ بِالنِّيَّةِ لِلصَّلاةِ، وغَلَّطَهُ المُحَقِّقُونَ مِنهُمْ، واخْتَلَفَ المُتَأخِّرُونَ مِنَ الفُقَهاءِ فِي التَّلَفُّظِ بِالنِّيَّةِ فِي الصَّلاةِ وغَيْرِها، فَمِنهُمْ مَنِ اسْتَحَبَّهُ، ومِنهُمْ مَن كَرِهَهُ. ولا يُعْلَمُ فِي هَذِهِ المَسائِلِ نَقْلٌ خاصٌّ عَنِ السَّلَفِ، ولا عَنِ الأئِمَّةِ إلّا فِي الحَجِّ وحْدَهُ، فَإنَّ مُجاهِدًا قالَ: إذا أرادَ الحَجَّ، يُسَمِّي ما يُهِلُّ بِهِ .
جامع العلوم والحكم ٩٢/١
حكمــــــة
قال ابن القيم:
ومن مسائل أحمد بن أحرم بن خزيمة بن عباد بن عبد الله ابن حسان بن عبد الله بن المغفل المزني الصحابي:
سمعته وقال له رجل: (جمعنا الله تعالى وإياك في مستقر رحمته) فقال: «لا تقل هكذا».
قلت: اختلف السلف في هذه الدعوة وذكرها البخاري في كتاب الأدب المفرد له وحكى عن بعض السلف أنه كرهها وقال: «مستقر رحمته ذاته» هذا معنى كلامه وحجة من أجازها ولم يكرهها الرحمة هنا المراد الرحمة المخلوقة ومستقرها الجنة وكان شيخنا يميل إلى هذا القول انتهى .
بدائع الفوائد ٧٢/٤
حكمــــــة
قال ابن رجب:
وقد استحب لها طائفة مِن السلف أن تتوضأ في وقت كل صلاة مفروضة، وتستقبل القبلة، وتذكر الله بمقدار تلك الصلاة، مِنهُم: الحسن وعطاء وأبو جعفر محمد بنِ علي، وهوَ قول إسحاق.
وروي عَن عقبة بنِ عامر، أنه كانَ يأمر الحائض بذلك، وأن تجلس بفناء مسجدها.
خرجه الجوزجاني.
وقال مكحول: كانَ ذَلِكَ مِن هدي نساء المسلمين في أيام حيضهن .
فتح الباري ١٣٠/٢
حكمــــــة
قال ابن رجب:
خرج رجل من السلف إلى الجمعة فوجد الناس قد سبقوه إلى الظل فقعد في الشمس فناداه رجل من الظل أن يدخل إليه فأبى أن يتخطى الناس لذلك ثم تلا: ﴿واصْبِرْ عَلى ما أصابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِن عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [لقمان ١٧] كان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار فإن الساعة تقوم في يوم الجمعة ولا ينتصف ذلك النهار حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار قاله ابن مسعود وتلا قوله: ﴿أصْحابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وأحْسَنُ مَقِيلًا﴾ [الفرقان:٢٤] .
لطائف المعارف ٣٢١
حكمــــــة
قال ابن رجب:
ولهذا قال طائفة كثيرة من السَّلف منهم عمر بن عبد العزيز، والفضيل، وأبو سليمان، وابن المبارك، وغيرهم: إن الراضي لا يتمنى غير حاله التي هو عليها بخلاف الصابر.
وقد رُوي عن طائفة من الصحابة هذا المعنى أيضًا، وأنهم كانوا لا يتمنون غير ما هم عليه من الحال، منهم عمر وابن مسعود .
مجموع الرسائل ١٥١/٣
حكمــــــة
قال ابن القيم :
ومن مكايده التي بلغ فيها مراده: مكيدةُ التَّحليل، الذي لعن رسول الله - ﷺ - فاعله، وشبَّهه بالتَّيس المستعار، وعَظُم بسببه العار والشَّنار، وعَيَّر المسلمين به الكفارُ، وحصل بسببه من الفساد ما لا يُحصيه إلا ربُّ العباد، واستُكْرِيَتْ له التُّيوس المستعارات، وضاقت به ذرعًا النفوس الأبيّات، ونفرت منه أشدَّ من نِفارها من السفاح، وقالت: لو كان هذا نكاحًا صحيحًا لم يَلْعَنْ رسول الله - ﷺ - من أتى بما شرعه من النكاح، فالنكاح سنته، وفاعل السنَّة مقرّب غير ملعون، والمحلِّلُ -مع وقوع اللعنة عليه- بالتيس المستعار مقرون، وسماه السلف بمسمار النار .
إغاثة اللهفان ٤٧٣/١
حكمــــــة
قال ابن القيم:
وقالَ أصْحابُ الشّافِعِيِّ: كَثْرَةُ القِراءَةِ أفَضْلُ، واحْتَجُّوا بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: («مَن قَرَأ حَرْفًا مِن كِتابِ اللَّهِ، فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثالِها، لا أقُولُ: الم حَرْفٌ، ولَكِنْ ألِفٌ حَرْفٌ، ولامٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ»). رَواهُ الترمذي وصَحَّحَهُ.
قالُوا: ولِأنَّ عُثْمانَ بْنَ عَفّانَ قَرَأ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ، وذَكَرُوا آثارًا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ السَّلَفِ فِي كَثْرَةِ القِراءَةِ .
زاد المعاد ٣٢٨/١
حكمــــــة
قال ابن رجب:
وقال الحسن: «كان يُقال: مَن عَيَّرَ أخاهُ بِذَنْبٍ تابَ مِنهُ لَمْ يَمُتْ حَتّى يَبْتَلِيهُ اللهُ بِهِ».
ويُروي من حديث ابن مسعود بإسناد فيه ضعف: «البَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالمَنطِقِ، فلو أن رجلًا عير رجلًا برضاع كلبة لرضعها».
وقد رُوي هذا المعنى جماعة من السَّلف.
ولمّا ركب ابنَ سيرين الدَّيْنُ وحُبس به قال:»إني أعرف الذنبَ الَّذِي أصابني هذا، عيَّرت رجلًا منذ أربعين سنة فقلت له: يا مُفلس.
مجموع الرسائل ٤١٣/٢
حكمــــــة
قال ابن رجب:
وأيضًا فكُلُّ زمانٍ فاضلٍ من ليلٍ أو نهار، فإنّ آخرَه أفضلُ من أوَّلِه، كيومِ
عرفَةَ، ويومِ الجُمعة، وكذلك الليلُ والنَّهار عمومًا؛ آخِرُهُ أفضل من أوَّلهِ.
ولذلك كانتِ الصلاةُ الوسطى صلاةَ العصْر، كما دلَّتِ الأحاديثُ الصحيحةُ
عليه، وآثار السَّلفِ الكثيرةُ تدُلُّ عليهِ، وكذلكَ عشرُ ذي الحجةِ والمحرمِ «
آخرُهما أفضلُ من أوَّلهِما .
التفسير ٦٠٦/٢
حكمــــــة
قال ابن القيم:
ولما كان الإنس أكمل من الجن وأتم عقولًا ازدادوا عليهم بثلاثة أصناف أُخر ليس شيء منها للجن، وهم: الرسل، والأنبياءُ والمقربون. فليس فى الجن صنف من هؤلاءِ، بل حيلتهم الصلاح: وذهب شذاذ من الناس إلى أن فيهم الرسل والأنبياءَ محتجين على ذلك بقوله تعالى: ﴿يا مَعْشَرَ الجِنَّ والإنْسِ ألَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنكُمْ﴾ [الأنعام ١٣٠]، وبقوله: ﴿وإذ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ﴾ إلى قوله: ﴿مُنْذِرِينَ﴾ [الأحقاف ٢٩]، وقد قال الله تعالى: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ﴾ [النساء ١٦٥]، وهذا قول شاذ لا يلتفت إليه ولا يعرف به سلف من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام، وقوله تعالى: ﴿ألَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ﴾ [الأنعام ١٣٠]، لا يدل على أن الرسل من كل واحدة من الطائفتين، بل إذا كانت الرسل من الإنس وقد أُمرت الجن باتباعهم صح أن يقال للإنس والجن: ألم يأتكم رسل منكم ونظير هذا أن يقال للعرب والعجم: ألم يجئكم رسل منكم يا معشر العرب والعجم؟ فهذا لا يقتضى أن يكون من هؤلاءِ رسل ومن هؤلاء .
طريق الهجرتين ٤١٦
حكمــــــة
قال ابن القيم:
فَإذا عرفت هَذِه الأقْوال الباطِلَة فلتعلم أن مَذْهَب سلف الأمة وأئمتها أن المَيِّت إذا ماتَ يكون فِي نعيم أو عَذاب وأن ذَلِك يحصل لروحه وبدنه وأن الرّوح تبقى بعد مُفارقَة البدن منعمة أو معذبة وأنَّها تتصل بِالبدنِ أحْيانًا ويحصل لَهُ مَعها النَّعيم أو العَذاب ثمَّ إذا كانَ يَوْم القِيامَة الكُبْرى أُعِيدَت الأرْواح إلى الأجساد وقامُوا من قُبُورهم لرب العالمين ومعاد الأبدان مُتَّفق عَلَيْهِ بَين المُسلمين واليَهُود والنَّصارى .
الروح ٥٢/١
حكمــــــة
قال ابن رجب :
ودل ذلك على جواز الأذان قبل طلوع الفجر، وهو قول مالك، والأوزاعي، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي يوسف، وأبي ثور، وداود، وأبي خيثمة، وسليمان بن داود الهاشمس، وأبي بكر بن أبي شيبة وغيرهم من فقهاء أهل الحديث.
وعليه عمل أهل الحرمين، ينقلونه خلفًا عن سلف، حتى قال مالك في «الموطإ»: لم يزل الصبح ينادى لها قبل الفجر.
وذكر الشافعي، أنه فعل أهل الحرمين، وأنه من الأمور الظاهرة عندهم، ولم ينكره منكر .
الفتح ٣٣٨/٥
حكمــــــة
قال ابن القيم:
وأكْثَرُ السَّلَفِ فَسَّرُوا الفِتْنَةَ هاهُنا بِالشِّرْكِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [البقرة ١٩٣] [البَقَرَةِ ١٩٣]. ويَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إلّا أنْ قالُوا واللَّهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام ٢٣] [الأنْعامِ: ٢٣] أيْ: لَمْ يَكُنْ مَآلُ شِرْكِهِمْ وعاقِبَتُهُ، وآخِرُ أمْرِهِمْ، إلّا أنْ تَبَرَّءُوا مِنهُ وأنْكَرُوهُ .
زاد المعاد ١٥١/٣
حكمــــــة
قال ابن القيم :
وأما قول كثير من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم لا بأس أن يجعل المصاب
على رأسه ثوبا يعرف به قالوا لأن التعزية سنة وفي ذلك تيسير لمعرفته حتى يعزيه ففيه نظر وأنكره شيخنا ولا ريب أن السلف لم يكونوا يفعلوا شيئا من ذلك ولا نقل هذا عن أحد من الصحابة والتابعين والآثار المتقدمة كلها صريحة في رد هذا القول .
عدة الصابرين ٩٩
حكمــــــة
قال ابن القيم :
ولقد أنكر السَّلف التمسُّح بحجر المقام الذي أمر الله أن يُتخذ منه مُصلىّ، كما ذكر الأزرقي في كتاب مكة عن قتادة، في قوله تعالى: ﴿واتَّخِذُوا مِن مَقامِ إبْراهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة ١٢٥]، قال: «إنما أمروا أن يصلوا عنده، ولم يؤمروا بمسحه، ولقد تكلفت هذه الأمة شيئًا ما تكلفته الأمم قبلها ؛ ذُكر لنا من رأى أثره وأصابعه، فما زالت هذه الأمة تمسحه حتى اخْلَوْلَق .
إغاثة اللهفان ٣٨٣/١