أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
بَاب الْعَفو والتجاوز وكظم الغيظ
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
قَالَ رجل للْمَنْصُور حِين ظفر بِأَهْل الشَّام وَقد أجلبوا عَلَيْهِ وخالفوا مَعَ عبد الله بن عَليّ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الانتقام عدل والتجاوز فضل وَنحن نعيذ أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يرضى لنَفسِهِ بأوكس النَّصِيبَيْنِ وَلَا يبلغ أرفع الدرجتين.
بَاب ترويح الْقُلُوب وتنبيهها
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
قَالَ إِبْرَاهِيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى نَبينَا يَقُول الله فِي صحف إِبْرَاهِيم على الْعَاقِل أَن يكون لَهُ ثَلَاث سَاعَات سَاعَة يُنَاجِي فِيهَا ربه وَسَاعَة يُؤَدب فِيهَا نَفسه وَسَاعَة يخلي فِيهَا بَين نَفسه وَبَين لذاتها فِيمَا يحل ويجمل فَإِن هَذِه السَّاعَة عون لَهُ على سَائِر السَّاعَات.
بَاب الْأَجْوِبَة المسكتة وَحسن البديهة
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
دخل معن بن زَائِدَة على الْمَنْصُور فأسرع الْمَشْي وقارب فِي الخطو فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور كبر سنك يَا معن قَالَ فِي طَاعَتك قَالَ إِنَّك مَعَ ذَلِك لجلد قَالَ على أعدائك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ وَإِن فِيك لبَقيَّة قَالَ هِيَ لَك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ.
بَاب ذمّ العي وحشو الْكَلَام
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
قَالَ نصر بن أَحْمد:
لِسَان الْفَتى حتف الْفَتى حِين يجهل... وكل امريء مَا بَين فَكَّيْهِ مقتل
وَكم فاتح أَبْوَاب شَرّ لنَفسِهِ... إِذا لم يكن قفل على فِيهِ مقفل
إِذا مَا لِسَان الْمَرْء أَكثر هذرة... فَذَاك لِسَان بالبلاء مُوكل
إِذا شِئْت أَن تحيا سعيدا مُسلما... فدبر وميز مَا تَقول وَتفعل.
بَاب حمد الصمت وذم الْمنطق قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
اجْتمع أَرْبَعَة حكماء فَقَالَ أحدهم أَنا على رد مَا لم أقل أقدر مني على رد مَا قلت وَقَالَ الآخر لِأَن أندم على مَا لم أقل خير من أَن أندم على مَا قلت وَقَالَ الثَّالِث إِذا تَكَلَّمت بِالْكَلِمَةِ ملكتني وَإِن لم أَتكَلّم بهَا ملكتها وَقَالَ الرَّابِع عجبت مِمَّن يتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ إِن ذكرت عَنهُ ضرته وَإِن لم تذكر عَنهُ لم تَنْفَعهُ.
بَاب حمد الصمت وذم الْمنطق قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ عنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى نَبينَا أفضل السَّلَام
الْبر ثَلَاثَة الْمنطق وَالنَّظَر والصمت فَمن كَانَ مَنْطِقه فِي غير ذكر الله تَعَالَى فقد وهى وَمن كَانَ نظره فِي غير اعْتِبَار فقد سَهَا وَمن كَانَ صمته فِي غير تفكر فقد لَهَا.
بَاب اخْتلَافهمْ فِي البلاغة
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
سَأَلَ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان صحارا الْعَبْدي
مَا تَعدونَ البلاغة فِيكُم فَقَالَ الإيجاز قَالَ وَمَا الإيجاز قَالَ أَن تَقول فَلَا تخطيء وتسرع فَلَا تبطيء
ثمَّ قَالَ أَقلنِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ قد أقلتك قَالَ أَلا تخطيء وَلَا تبطيء.
بَاب فِي تَعْلِيم الْإِعْرَاب وَاجْتنَاب اللّحن وذم الْغَرِيب فِي الْخطاب
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
كتب أَبُو غَسَّان رفيع الْمَعْرُوف ب دماذ الى عُثْمَان النَّحْوِيّ الْمَازِني
تفكرت فِي النَّحْو حَتَّى مللت... وأتعبت نَفسِي بِهِ وَالْبدن
وأتعبت بكرا وَأَصْحَابه... بطول الْمسَائِل فِي كل فن
خلا أَن بَابا عَلَيْهِ العفا... ء للفاء يَا ليته لم يكن
فَكنت بِظَاهِرِهِ عَالما... وَكنت بباطنه ذَا فطن
وللواو بَاب إِلَى جنبه... من المقت أَحْسبهُ قد لعن
إِذا قلت هاتوا لماذا يُقَال... لست بآتيك أَو تأتين
أجِيبُوا لما قيل هَذَا كَذَا... على النصب قَالُوا بإضمار أَن.
بَاب فِي تَعْلِيم الْإِعْرَاب وَاجْتنَاب اللّحن وذم الْغَرِيب فِي الْخطاب
أدب المجالسة وَحمد اللِّسَان - ابن عبد البر
قَالَ عَليّ بن مُحَمَّد العبرتاني
رَأَيْت لِسَان الْمَرْء وَافد عقله... وعنوانه فَانْظُر بِمَاذَا تعنون
فَلَا تعد إصْلَاح اللِّسَان فَإِنَّهُ... يخبر عَن مَا عِنْده وَيبين
ويعجبني زِيّ الْفَتى وجماله... وَيسْقط من عَيْني سَاعَة يلحن
عَليّ أَن للإعراب حدا وَرُبمَا... سَمِعت من الْأَعْرَاب مَا لَيْسَ يحسن
وَلَا خير فِي اللَّفْظ الكريه سَمَاعه... وَلَا فِي قَبِيح الظَّن فِي الْفِعْل أحصن.