فوائد من كتاب احفظ الله يحفظك لعائض القرنى
حكمــــــة
صحّ عند الترمذي وأحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما – قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «يَا غُلاَمُ، إِنِّى أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ ». وزاد أحمد في مسنده: «وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» قال أحد العلماء: تأملت في هذا الحديث فكدتُ أدهش لما فيه من المعاني الجليلة.
حكمــــــة
إن الله سبحانه وتعالى خلق خلقه، وهو يحفظهم ويتولاهم، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64]. رأي رجلٌ عصفوراً يطير من شجرة إلى شجرة، وبفمه لحمة ينقلها إلى أعلى نخلة، فصعد الرجل إلى أعلى النخلة، فوجد في أصل النخلة حية عمياء كبيرة السن، فكان إذا اقترب منها العصفور وَشْوَشَ لها، فتفتح فاهها فيلقي فيه قطعة اللحم. حية رزقها يصلها إلى رأس النخلة، بعصفور وهي عمياء، ويصرصر لها العصفور فترفع فكَّها. من الذي دلّ العصفور؟ إنه الواحد الأحد!! إنه رب العصفور!! من الذي رزق الحية؟ إنه الحيّ القيوم، ربُّ الحيّة. (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود:6].
حكمــــــة
حفظ الله تعالى المرءَ في دينه كثيراً ما يغيب عن الأذهان بالرغم من أهميته وخطورته.. فيحفظ الله قلبه من الشبهات والشكوك، ويحميه من الشرك والنفاق، ويحفظه من الحيرة والتردد، ومن كل مبدأ دخيل هدام.. والناس من حوله صرعى بلا هدف ولا وجهة.. وهو قد حفظه الله، فعرف درب الخير والفلاح. ويحفظه عند ساعة الاحتضار، عند فراق هذه الدنيا، في تلك اللحظة الحرجة التي يحرص الشيطان على اصطياد المرء فيها، ولكن المؤمن الصادق يثبته الله بقوله الثابت، ويحفظه ويسدده، ويوفقَّه لقول كلمة التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله ".
حكمــــــة
دعا نبي الله إبراهيم عليه السلام قومه، فلما ضاقوا به ذرعاً أجمعوا أمرهم على إلقائه في النار، ووضعوا إبراهيم في المنجنيق، وأشعلوا له ناراً، وأوقدوها وقالوا: ألقوه في النار. فأتى جبريل في تلك اللحظة إلى إبراهيم عليه السلام، فقال: يا إبراهيم، هل لك إليَّ حاجة؟ قال: أما إليك فلا! وأمّا إلى الله فبلى؟
حكمــــــة
في البخاري عن ابن عباس موقوفاً، قال: " حسبنا الله ونعم الوكيل " قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران:173] ألقوه نبي الله إبراهيم في النار، وهو في الهواء، يقول: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. وفي أثناء وقوعه قال الله للنار: (كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء:69]، فخرج ونجا من كيدهم. (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64]، فمن الذي يطفئ النار؟ إنه الله!! ومن الذي ينجي من اليم؟ إنه الله!! ومن الذي يصل الحبل بعبده؟ إنه الله.
حكمــــــة
موسى عليه السلام أرسله الله سبحانه إلى فرعون الطاغية، فذهب إليه ليدعوه إلى الله سبحانه وتعالى، وقبل أن يدخل إلى إيوانه وديوانه يعرف أن الموت في الديوان، من الذي في الديوان؟ إنه فرعون الجبار!! فرعون الإرهابي!! الفتَّاك!! الدكتاتوري المجرم!! قال موسى: (رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى) [طه:45]. فأتى كلام الذي هو خير حافظ وهو أرحم الراحمين: (لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) [طه:46]. وتكلم معه موسى بقوة، وحفظه الله تعالى. واتفق موسى وفرعون على تحديد يوم الزينة موعداً بين موسى والسحرة، واجتمع الناس، وحضر موسى عليه السلام. وجاء السحرة، فقال لهم موسى: ألقوا، فألقوا حبالهم وعصيهم، وصار يُخيل للناظر إليها أنها تسعى!! فأوجس موسى في نفسه خيفة، فأتاه كلام الذي هو خير حافظ وهو أرحم الراحمين: (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) [طه:68].
حكمــــــة
يقول الأستاذ سيد قطب عند قول الله تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:139]. لا تهنوا فعقيدتكم أعلى، فأنتم تسجدون لله وحده، وهم يسجدون لشئ من خلقه، أو لبعض من خلقه، ومنهجكم أعلى، فأنتم تسيرون على منهج من صنع الله، وهم يسيرون على منهج من صنع خلق الله، ودوركم أعلى.. ومكانكم أعلى.
حكمــــــة
دخل المهدي الخليفة العباسي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المسجد أكثر من خمسمائة رجل من طلبة الحديث، أهل العمائم والمحابر والأقلام، وفيهم مالك بن أنس، فقام الناس جميعاً إلا ابن أبي ذئب، أحد العلماء، من رواة البخاري ومسلم، فقال المهدي: يا ابن أبي ذئب، قام الناس لي جميعاً إلا أنت، قال: والله الذي لا إله إلا هو، لقد أردت أن أقوم لك، فلما تهيأت للقيام تذكرت قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [المطففين:6]. فتركت هذا القيام لذاك اليوم، قال: اجلس، والله ما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت.
حكمــــــة
قتيبة بن مسلم، القائد البطل، حاصر كابل وطوَّقها، ولما اقتربت ساعة الصفر، وسُلّت السيوف، وتنزّل النصر من الله، (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ) [آل عمران:160] قال قتيبة: التمسوا لي محمد بن واسع الأزدي، أحد الصالحين الأخيار، أين هو؟ فذهبوا فوجدوه قد صلى الضحى، وركَّز رمحه واعتمد عليه، وهو يدعو الله بالنصر: يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، نصرك الذي وعدتنا. فجاء الخبر إلى قتيبة، فبكى – يرحمه الله – وقال: والله الذي لا إله إلا هو، إن أصبع محمد بن واسع خير عندي من مائة ألف سيف شهير، ومن مائة ألف شاب طرير. (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
حكمــــــة
في خبر موسى والخضر، أنهما أتيا أهل قرية فاستطعما أهلها، فأبوا أن يُضيِّفُوهما، فوجدا فيها جداراً يريدُ أن ينقض فأقامه الخضر، ثم بيّن الخضر لموسى سبب فعله ذلك بقوله: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) [الكهف:82]. فصلاح أبي اليتيمين كان سبباً لحفظ الله تعالى لذريته بعد موته، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
حكمــــــة
عمر بن عبد العزيز –رحمه الله تعالى - الخليفة الأموي الراشد، لما حضرته الوفاة لم يكن عند أولاده من المال شيء. خليفة أنفق المال في سبيل الله، فجمع أولاده وهم سبعة ذكور، وسبع إناث، فقال لهم وقد دمعت عيناه: إني ما خلّفت لكم مالاً، إنما خلّفت لكم الواحد الأحد، (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) [الأعراف:196]. إن كنتم طائعين سوف يحفظكم الله، وإن كنتم عصاة فلا أعينكم على معصية الله، وهذا اجتهاد منه ورأي له – يرحمه الله - ثم مات بعد ذلك، فحفظ الله أولاده من بعده، حتى قال العلماء: وكان أبناؤه من أغنى الأغنياء في الناس.
حكمــــــة
من صور حفظ الله تعالى للعبد حفظه لجوارحه: المحبّ الطبري، أحد علماء الإسلام، أتى إلى سفينة فركبها، فلما اقتربت من الشاطئ، وهو في السبعين من عمره أراد أن ينزل إلى الشاطئ، فقفز، فأراد الشباب وهم معه أن يقفزوا، فما استطاعوا، فقالوا له: كيف استطعت وأنت شيخ، وما استطعنا ونحن شباب؟ قال: هذه أعضاء حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر. (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). العين يحفظها الله إذا حفظت الله، والسمع يحفظه الله يوم يحفظ الله، واليد والقدم وسائر الأعضاء يحفظها الله عندما نحفظ الله.
حكمــــــة
إتجه عقبة بن نافع الفهري – رحمه الله - إلى أفريقية، حين بعثه معاوية – رضي الله عنه – فافتتحها، واختط مدينة القيروان، وكان موضعها إذ ذاك غابة مليئة بالأشجار، وفيها من السباع والحيات والحشرات ما لا يمكن لبشر أن يدخلها فضلاً عن أن يسكنها!! فقام عقبة ودعا الله تعالى، ولجأ إليه، فجعلت تلك الدواب تخرج منها بأولادها من الأوكار والجحور، فبنى المدينة بعد ذلك لقد حفظ عقبة ربَّه في رخائه، فحفظه الله في مختلف أحواله، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
حكمــــــة
كان صلة إذا قام يصلي الليل يأخذ بردة بألف دينار ويطيبها، ويقول: اللهم إنك جميل تحب الجمال، ما لبستها إلا لك، فيلبسها في الليل، فإذا أتى النهار خلعها، خرج من الجيش بعد أن نام الناس، ودخل الغابة، وقام ليصلي يتنفل ويبكي، وهو في الجبهة في سبيل الله قريباً من كابل قام يصلي فأتى الأسد عليه فدار عليه وهو يصلي، فما تحول ولا تحرك، ولا اضطرب، فلما انتهى من ركعتين التفت إلى الأسد، وقال: يا حيدرة ياليث، إن كنتَ أُمرت بقتلي وأكلي فاقتلني وكُلني، فإنه ليس معي سلاح إلا حماية الله تعالى، وإن كنت ما أمرت بقتلي ولم تسلط عليّ فاذهب واتركني أُصلي. فقام الأسد فلوى ذنبه وذهب، كأنه جرو الكلب، حتى دخل جحره!! (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
حكمــــــة
يُروى عن أحد الصالحين، وهو مالك بن دينار، أنه قال: نِمتُ في حديقة فاستيقظت من نومي، وأنا في الحديقة، وإذا بحيّة أخذت زهرة في فمها، وهي تُزيل الذباب والبعوض عن وجهي، سبحان الله من الذي علَّمها؟ من الذي دلَّها؟ من الي سخّرها لهذا العبد الصالح؟ إنه الواحد الأحد!. (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
حكمــــــة
نتائج عدم حفظ الله تعالى: إن من لم يحفظ الله تعالى فإن الله تعالى لا يحفظه، ومن لم يحفظه الله فإن مردَّه في الدنيا سوء المعاش، وفقدان السعادة، وفي الآخرة مصيره إلى نار جهنم، ما دامت السموات والأرض، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه:124].
حكمــــــة
ها هو فرعون يملك مصر، والأنهار تجري في بلاده، والثمار والخيرات تتدفق من مصر، لكنه لم يحفظ الله تعالى، فلم يحفظه الله سبحانه وتعالى، فأغرقه وقومه في اليم وهو مُليم. (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) [الدخان:25-29].
حكمــــــة
القاهر أحد الخلفاء العباسيين قال: أكتنز للدهر أحفظ المال للأيام السود، فحفر بركاً في الأرض وملأها ذهباً وفضة! ولم يعتمد على الله، وقال لأبنائه: يا أبنائي، لا تخشوا الفقر، ملأت لكم في هذه الحفر ما لو وزِّع على أهل بغداد لكان كل بغدادي تاجراً فماذا فُعِلَ به لما خالف أمر الله وفرَّط؟ أُخذ من خلافته وخُلع عنها، وسملت عيناه، ثم أُخذت أملاكه، وصودرت إلى الخليفة من بعده، وأصبح يقوم في الجامع الكبير ببغداد، ويقول: من مال الله يا عباد الله، قالوا: فانظروا إليه يوم ضيَّع الله كيف ضيَّعه الله؟! (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق:37].
حكمــــــة
كيف يحفظ العبدُ ربَّه؟ علَّق النبي صلى الله عليه وسلم حفظ الله لعبده بحفظ المرء لله، بقوله: " احفظ الله يحفظك ". فمن الذي يحفظ الله ليحفظه الله؟ لأن الله سبحانه يقول: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) [ق:32]. ومعنى الأواب: الرجّاع إلى الله، كثير التوبة والندم والاستغفار، كثير العبادة، كثير الإنابة. ومعنى الحفيظ: الذي يحفظ حدود الله تعالى. وحفظ الله تعالى باختصار يكون بتقوى الله سبحانه. تقوى الله: أداء ما أمر، واجتناب ما نهى، وتصديق ما أخبر. تقوى الله: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية. تقوى الله: أن يكون أخوف من تخاف منه هو الله، لأن كل شيء إذا اقتربت منه أمنته إلا الله، إذا اقتربت منه خفته، يقول الله سبحانه: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28].
حكمــــــة
من علامات التقوى: المحافظة على الصلوات: لقد سمّى الله سبحانه المواظبة على الصلاة وأداءها حفظاً فقال سبحانه: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلواتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [المؤمنون:9]. فمن حفظ الصلاة في أوقاتها وخشوعها وخضوعها وجماعتها حفظه الله يوم يضيع الناس (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [العنكبوت:45].
حكمــــــة
كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - وهو مطعون في سكرات الموت، وعيناه تهراق بالدموع يقول: الله الله في الصلاة، لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، من حفظ الصلاة حفظه الله، ومن ضيَّع الصلاة ضيَّعه الله. وكان - رضي الله عنه - يكتب لرؤساء الأقاليم والأمراء: عليكم بالصلاة فإنها أول الإسلام، وآخر ما تفقدون من دينكم. والله سبحانه يقول: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة:238].
حكمــــــة
اعلم أخي المسلم، أنك لا تحافظ على الصلاة إلا بثلاث طرق: 1- أداؤها في وقتها: فلو أخرتها إلى أن يخرج الوقت ما قبلها الله إلا بعذر، وتُلفُّ ويُرمى بها وجه صاحبها، وتقول: ضيَّعك الله كما ضيَّعتني!! وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فمن حفظها حفظه الله يوم تضيع الأفهام، وتضل العقول، وتندهش الأفكار. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لابن مسعود – رضي الله عنه – لما سأل: ما أفضل العمل؟ قال: الصلاة على وقتها. 2- أداؤها في جماعة: فلا صلاة إلا في جماعة إلا من عذر، يوم ينادى بها في المساجد، يوم يقول لك المؤذن: حي على الصلاة.. حي على الفلاح، فتقوم من فراشك، وتذهب للمسجد، ليحفظك علام الغيوب. 3- أداؤها بخشوع وخضوع: وذلك بأن تعيش مع الإمام وهو يقرأ عليك، وتستمع لهذا القرآن العجيب، والنبأ العظيم، الذي طرق الدنيا، ولتعلم أن مواقف الناس في الآخرة وفي العرصات كمواقفهم في الصلاة، ذكر ذلك ابن القيم – رحمه الله تعالى.
حكمــــــة
حفظ العبد لقلبه: من حفظ الله تعالى حفظ العبد لقلبه من الشهوات والشبهات. هذه المضغة إذا ضاعت ضاع منك كل شيء، قطعة اللحم هذه هي القلب، يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موضِّحاً ومبيِّناً أهمية هذا القلب: ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.!! القلب إذا أصلحته بالذكر والطاعة، صلحت اليد والعين والسمع والرجل والبطن والفرج. إن كل الناس خاسر يوم القيامة، ولن يغني عن أحد مال أو أولاد أو زوجه إلا من أتى ومعه قلب سليم. (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:88-89].
حكمــــــة
قالوا: القلب السليم الذي لم تداخله شهوة ولا شبهة. وقالوا: هو القلب الذي ليس فيه إلا الله. وقالوا: هو الذي امتلأ بلا إله إلا الله محمد رسول الله. إنه القلب الذي سلم من أمراض الشبهات وأمراض الشهوات، سلم من الشك والشرك.. سلم من الرياء والنفاق.. سلم من الكِبر والعُجب.. سلم من الحقد والحسد.. سلم من كل داء، وامتلأ بتوحيد الله تعالى وتعظيمه، امتلأ بالإخلاص والصدق، امتلأ بالتوكل والاعتماد على الله.. امتلأ بالخوف من الله.. كقلب إبراهيم عليه السلام، الذي يقول عنه ربنا سبحانه وتعالى: (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الصافات:83-84].
حكمــــــة
يقول الله سبحانه: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) [التغابن:11]. من يسجد لله يهد قلبه.. من يأت إلى المسجد يهد قلبه.. من يرفع يديه يهد قلبه، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69]. والله لا يجعل من يأتي إلى الدروس والمحاضرات والخير والذكر كمن أعرض وجلس في مقاهي اللغو والزور والفاحشة، ومع الغناء الماجن، ومع كل قول رخيص، لا والله. (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم:35-36].
حكمــــــة
إن الذي إذا سمع الهدى وأعرض عنه ونأى وابتعد، فإنه على خطر عظيم، (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوْا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِيْ طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُوْنَ) [الأنعام:110]. إن على المؤمن أن يُسلم قلبه لله سبحانه، ليديه سواء السبيل، يقول سبحانه: إ(ِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق:37]. وكل الناس لهم قلوب، ولكن المقصود القلب الفقيه المبصر. (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج:46]. (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الرعد:19]. ولذلك لام الله سبحانه وتعالى قوماً ما استفادوا من جوارحهم، فقال فيهم: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ). [الأعراف:179].
حكمــــــة
فلينتبه المسلم لقلبه وليراقبه، وليحذر من أمراضه، فإن للقلب أدواء خفية، قلَّما يتنبه لها المء أو يسلم منها، وليعلم أن الأعمال الصالحة إنما تعظم بقدر ما قام بالقلب من تعظيم الله تعالى ومحبته، ورُبَّ رجلين عملا عملاً متماثلاً وبينهما في الأجر كما بين السماء والأرض، والسبب ما قام في قلب كل منهما، " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ".
حكمــــــة
من حفظ العبد لربه أن يحفظ لسانه، واللسان هذا أمره عجيب، وخبره غريب، فإن السيئات والذنوب والمعاصي من الألسنة. فلا إله إلا الله كم هتك من عرض، ولا إله إلا الله كم أوقع في معصية، ولا إله إلا الله كم لطخ من سمعة، وكم هدم من بيت. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ الشهير: " ألا أخبرك بمِلاك ذلك كلّه؟ قال: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه وقال: كُفَّ عليك هذا، قال: يا نبي الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم). رواه الترمذي، وابن ماجة.
حكمــــــة
إن الله سبحانه يقول في مدح أوليائه الصالحين (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) [المؤمنون:3]. واللغو: كل ما لا ينفع في الآخرة، أو كل ما يضر في الآخرة!! ويقول سبحانه في مدح أوليائه الصالحين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]. ويقول رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم: " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) رواه البخاري (6474).
حكمــــــة
العجيب أن الإنسان يحرص كثيراً على حفظ جوارحه، ويشعر بمرارة الذنب الذي ارتكبه بتلك الجوارح، ما عدا اللسان، فقَّلما يحترس المرء من خطره، ويتجنب سقطه رغم خطورته. فكم انطلق اللسان في المعاصي، وكم سجَّل الملكان من الكلام السيئ القبيح في كتاب سوف يراه صاحبه ويقرؤه، ويتندم يوم لا ينفع الندم (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]. كم من كلمة قالها صاحبها مستخفّاً بها وقد هوت به في نار جهنم سبعين خريفاً؟! وكم من كلمة خير قالها صاحبها لا يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها رضوانه أبداً؟! كم ينطلق اللسان في الغيبة والنميمة؟ّ أو الاستهزاء والسخرية، أو الكذب والخداع؟ أو اللغو والجدال؟!! من حفظ المرء للسانه أن يوجِّهه لكل ما يخدم هذا الدين، والذبّ عن حياضه.
حكمــــــة
حفظ العبد سمعه: من حفظ العبد لربه أن يحفظه في سمعه، فيوجِّه سمعه إلى ما ينفعه ويفيده في آُخراه ودنياه. يستمع لكتاب الله تعالى.. يستمع للمحاضرات.. يستمع للمواعظ، يستمع لأخبار وأحوال المسلمين أينما كانوا. المؤمن لا يستمع إلى ما حرّم الله، فلا يستمع إلى الغيبة والنميمة.. أذنه بعيدة عن الأغاني.. بعيدة عن المعازف.. بعيدة عن كل معصية وذنب. (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء:36]. المسلم يعلم أن السمع نعمة عظيمة، وأنه مسئول عنها، فحاله كما ذكر الله (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [الفرقان:72]. قال بعض المفسرين: لا يسمعون الكلام الباطل الزور، وقيل: لا يؤدون شهادة الزور. فالسامع الذم شريك له ومطعم المأكول للآكل.
حكمــــــة
حفظ العبد بصره: البصر كم جنى على القلب من ويلات..؟ وكم جنى من مصائب..؟ العين إذا انطلقت إلى الحرام، فهي سهم من سهام إبليس، ومن غضّ طرفه عن الحرام أبدله الله إيماناً يجد حلاوته في صدره، (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30]. العين إذا شردت فإنما هي سهم يقع في القلب. قال أحد الصالحين: كم من نظرة أودت في حفرة، وكم من عين أدخلت في نار، وكم من التفاتة أعقبت ندماً يوم القيامة، نعوذ بالله من ذلك.
حكمــــــة
إن على المؤمن أن يوجِّه بصره للنظر في ملكوت السموات والأرض، والتفكر بما فيهما من الآيات العظيمة (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [يونس:101]. (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) [الغاشية:17-20].
حكمــــــة
إن على المؤمن أن يصرف بصره عن المحرمات، عن النساء.. عن الصور الخليعة.. وليحذر كل الحذر، فرُبَّ نظرة أودت بصاحبها، ورُبَّ نظرة أعقبها حزن وحسره، فإذا حفظ المسلم بصره ولم يصرفه إلى الحرام، بل وجَّهه لطاعة مولاه وخالقه، فإن الله سبحانه يحفظه ويتولاه. وكفى بحفظه وتوليه نعمة وعطية. (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].
حكمــــــة
حفظ العبد بطنه: مما يلزم المسلم حفظه أن يحفظ بطنه عن المطعم الحرام، فلا يأكل إلا مما أباحه الله سبحانه.فيتخلى عن كل مصدر للمال محرم كالربا والغش، وبيع أو تأجير ما حرَّم الله، ولا يأكل إلا مما أباحه الله سبحانه، ويطيّب مأكله ومشربه ليجيب الله دعوته.. عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيِّباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاًإ ِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون:51]. وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة:172]. قال: وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمدُّ يديه إلى السماء يا رب! يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟! " رواه مسلم والترمذي.
حكمــــــة
على المؤمن أن يحفظ أعضائه بلا استثناء، فيحفظ فرجه عما لا يحل له، (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزوَاجِهِم أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) [المعارج:29-30]. وعليه أن يحفظ قدمه فلا يمشي بها إلى ما حرم الله سبحانه، بل يجعلها تسير إلى طاعة الله.. إلى المساجد.. إلى حِلق العلم.. إلى المحاضرات.. إلى صلة ارحامه.. إلى زيارة إخوانه في الله.. إلى كل خير وفلاح. وعلى المؤمن أن يحفظ يديه فلا يستعملهما إلا فيما أباحه الله.. وليحذر أن تكون يداه وسيلة لمعصية مولاه (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النور:24]. (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [فصلت:19-20]. وإذا حفظ المؤمن أعضاءه وجوارحه، وسخَّرها لطاعة الله، فإن الله يحفظه، وهوأرحم الراحمين.