فوائد من كتاب احفظ الله يحفظك لعائض القرنى
فوائد من كتاب احفظ الله يحفظك لعائض القرنى
العجيب أن الإنسان يحرص كثيراً على حفظ جوارحه، ويشعر بمرارة الذنب الذي ارتكبه بتلك الجوارح، ما عدا اللسان، فقَّلما يحترس المرء من خطره، ويتجنب سقطه رغم خطورته. فكم انطلق اللسان في المعاصي، وكم سجَّل الملكان من الكلام السيئ القبيح في كتاب سوف يراه صاحبه ويقرؤه، ويتندم يوم لا ينفع الندم (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]. كم من كلمة قالها صاحبها مستخفّاً بها وقد هوت به في نار جهنم سبعين خريفاً؟! وكم من كلمة خير قالها صاحبها لا يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها رضوانه أبداً؟! كم ينطلق اللسان في الغيبة والنميمة؟ّ أو الاستهزاء والسخرية، أو الكذب والخداع؟ أو اللغو والجدال؟!! من حفظ المرء للسانه أن يوجِّهه لكل ما يخدم هذا الدين، والذبّ عن حياضه.