فوائد من كتاب المحتضرين 2
حكمــــــة
قال أبو بكر بن عياش: « دخلت على عاصم وهو يموت، وهو يقرأ: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)، خفض كما يقرؤها. وما أعلمه يعقل قال: ودخلت على أبي حصين قبل أن يموت وهو يقرأ: (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) قال: ودخلت على الأعمش قبل أن يموت، فقال: لا تأذن بي أحدا، فإذا صليت الفجر فاخرج بي فاطرحني ثم قال: ودخلت مع القراء على حبيب بن أبي ثابت قبل أن يموت، وتحته رقعة، وهو يقول: آه آه. فلما خرجنا من عنده مات »
حكمــــــة
عن الحسن قال: « احتضر رجل من الصدر الأول، فبكى، فاشتد بكاؤه، فقيل له: ما يبكيك رحمك الله؟ إن الله غفور رحيم فقال: أما والله ما تركت بعدي شيئا أبكي عليه، وما أبكي من دنياكم إلا على ثلاث: الظمأ في يوم هاجرة بعيد ما بين الطرفين. أو ليلة يبيت الرجل فيها يراوح ما بين جبهته وقدميه. أو غدوة أو روحة في سبيل الله »
حكمــــــة
عن عكرمة بن خالد قال: أنه دخل على نافع بن أبي علقمة الكناني - وهو أمير على مكة - يعوده فرآه ثقيلا، فقال له: اتق الله وأكثر ذكره، فولى بوجهه إلى الجدار، فلبث ساعة، ثم أقبل علي فقال: « يا أبا خالد، ما أنكر ما تقول، ولوددت أني كنت عبدا مملوكا لبني فلان بن كنانة - أشقى أهل بيت من كنانة - وأني لم أل من هذا العمل شيئا قط »
حكمــــــة
عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: مرض عبد الرحمن بن عوف، فظننا أنه لما به. فأغمي عليه، فخرجت أم كلثوم، فصرخت عليه، فلما أفاق قال: « أغمي علي؟ قلنا: نعم. قال: أتاني رجلان فقالا لي: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين فأخذا بيدي، فانطلقا بي، فلقيهما رجل فقال: أين تنطلقان بهذا؟ قالا: ننطلق به إلى العزيز الأمين. قال: لا تنطلقا به، إن هذا ممن سبقت له السعادة في بطن أمه »
حكمــــــة
عن زياد مولى ابن عياش، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلنا على حذيفة في مرضه الذي مات فيه، فقال: « اللهم إنك تعلم لولا أني أرى أن هذا اليوم أول يوم من أيام الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا ؛ لم أتكلم بما أتكلم به. اللهم إنك تعلم أني كنت أختار الفقر على الغنى، وأختار الذلة عن العز، وأختار الموت على الحياة ؛ فحبيب جاء على فاقة. لا أفلح من ندم »
حكمــــــة
عن، زيد بن أسلم قال: أغمي على المسور بن مخرمة، ثم أفاق فقال: « أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وصل الله أحب إلي من الدنيا وما فيها، عبد الرحمن بن عوف في الرفيق الأعلى (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا). عبد الملك والحجاج يجران أمعاءهما في النار »
حكمــــــة
عن أنس بن مالك قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: كيف أصبحت أبا عبد الرحمن؟ قال: « أصبحنا بنعمة الله إخوانا. قلنا: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أجد قلبي مطمئنا بالإيمان. قلنا: ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟ قال: أشتكي ذنوبي وخطاياي. قال: ما تشتهي شيئا؟ قال: أشتهي مغفرة الله ورضوانه. قلنا له: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: الطبيب أمرضني »