رسائل الى المرأة في الحج
الرسالة التاسعة إنه الخوف من عدم القبول
أيتها الأخت الفاضلة.. إنها والله نعمة عظيمة أن وفقك الله لأداء فريضة الحج والإقبال عليه بالذكر والدعاء في هذه البقاع المقدسة والأيام الفاضلة.. ولكن هناك ثمة هم يعتلج في قلوب المؤمنين.. ألا تعرفين ما هو؟... إنه الخوف من عدم القبول!!
فكم من الناس ليس له من حجه إلا المشقة والتعب؟!.. وكم منهم من قال لبيك اللهم لبيك.. فقيل له لا لبيك ولا سعديك.. وحجك مأزور لا مأجور.. ولهذا كان السلف يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل أم لا؟ ولهذا قال علي رضي الله عنه: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل. ألم تسمعوا قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27]
أختي في الله: أن من أهم علامات قبول العمل:
التوبة النصوح من جميع الذنوب الماضية والعزيمة الصادقة على الاستقامة على الطاعة في الأيام القادمة فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها.. وما أقبح السيئة بعد السيئة تمحقها إثرها..
أيتها الأخت الكريمة: إنك اليوم تتقلبين في عز الطاعة.. فاحذري أن تتردي غدا في ذل المعصية وتسقطي في هوان الغفلة.
يا حفيدة عائشة: أنت أرفع قدراً من موضة وافدة وأسمى منزلة من تمثيلية هابطة وأجل شرفاً من مجلة ساقطة.. كما إن سمعك والله أطهر من أن تلوثه نغمات موسيقية أو نزغات شيطانية..
يا حفيدة عائشة: أبناؤك أمانة في عنقك فربيهم على الإيمان واغرسي فيهم حب الله ورسوله.. وجنبيهم المنكرات وحذريهم من رفقة السوء.
وكوني لهم قدوة في طاعتك لربك وحسن خلقك.
يا حفيدة عائشة: إن زوجك يحب أن يراك زوجة صالحة.. إذا نظر إليك سرته وإذا أمرك أطعته كما أن من حقه عليك أن تأمريه بالمعروف وتدليه عليه وتنهيه عن المنكر وتحذريه منه.
يا حفيدة عائشة: إن الصاحب ساحب.. فأحسني اختيار من تصحبين ولتكن من الصالحات العابدات واحذري صحبة العابثات الغافلات ولو كن أقرب الناس إليك وألصقهن بك فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل أو كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام..
الرسالة الثامنة محظورات شرعية
احذري.... من التبرج ولتكن ثيابك سابغة ساترة بدنك. ومتى ما مر بك رجال أجانب وجب عليك ستر الوجه ولو كنت محرمة.
احذري.. الاختلاط بالرجال الأجانب في جميع مناسك الحج - قدر الإمكان - واجتهدي في أداء المناسك في الأوقات التي يقل فيها الزحام نسبياً مثل الرمي في المساء.
احذري.. الابتداع في الدين وتقليد الجهلة في أخطائهم وعليك أن تتعلمي أحكام النسك الذي تريدين أداءه قبل القيام به وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم) ولذا ننصحك باقتناء أحد كتب المناسك.
احذري.. الغيبة والنميمة والمراء والجدل وكثرة الكلام في أمور الدنيا، خاصة وأنت في هذه البقاع الطاهرة والأيام الفاضلة فأكثري فيها من الذكر والدعاء.
احذري.. استفتاء العوام من الناس ممن ليست لهم معرفة بالعلم الشرعي وليكن سؤالك عما أشكل عليك من الأحكام الشرعية لأهل الذكر الذين أمرنا الله تعالى بسؤالهم قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7].
احذري.. الطواف بالبيت وأنت على غير طهارة. كما يحرم عليك دخول المسجد وأنت حائض أو نفساء أو جنب ولا يمنعك حياؤك أن تخبري محرمك بذلك.
احذري.. إضاعة الوقت فيما لا ينفع ولا تكثري من التجول في الأسواق فإن كان و لا بد للحاجة فاحرصي على قضائها بأسرع وقت وليكن محرمك معك.
احذري.. التكبر على أخواتك المسلمات والسخرية منهن وتعرفي على النساء الصالحات معك في المخيم (أو الحملة) وطدي صلتك بهن لكي يكّن عوناً لك على طاعة الله قال صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله).
احذري.. التسخط والتبرم والتشكي من متاعب المناسك ومصاعب الحج واعلمي أنك في جهاد تؤجرين عليه بتكفير السيئات ورفع الدرجات. قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في عمرتها: (إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك)؛ الحديث صحيح رواه الحاكم وقال صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه) متفق عليه.
احذري.. الاغترار بما أديت من الطاعات والتفاخر بما عملت من القربات، واعلمي أن الرياء محبط للعمل قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم، اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) الحديث صحيح.
الرسالة السابعة المرأة وأطفالها في الحج
- قد تصطحب بعض النساء أطفالهن معهن إلى الحج ولذلك أحببت أن نلخص جملة الأحكام المتعلقة بحج الصغار واعتمارهم.
من هم الصغار؟
نقصد بالصغار الأطفال من الذكور والإناث الذين لم يبلغوا الحلم أي لم يبلغوا سن البلوغ.
- يصح حج الصبي والصبية ولكن لا يجزئهما عن حجة الإسلام. وفي حديث ابن عباس (أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت: " ألهذا حج؟ " قال: (نعم، ولك أجر)؛ رواه مسلم قال الترمذي. أجمع أهل العلم على أن الصبي إذا حج قبل أن يدرك سن البلوغ فعليه الحج إذا بلغ ولا تجزئ عنه تلك الحجة حجة الإسلام المفروضة عليه.
- يفعل بالصغير في الإحرام ما يفعله الكبير في إحرامه فيجرد الصغير مما لا يجوز لبسه بالنسبة للرجال إن كان ذكرا وتجرد مما لا يجوز لبسه بالنسبة للنساء إن كانت أنثى.
- يصح الإحرام عن الطفل (ذكراً كان أم أنثى) من قبل وليه ولو كان الولي محرما وسواء حج عن نفسه أو لم يحج بعد حجة الإسلام الواجبة عليه.
- كل ما يمكن للطفل فعله من أعمال الحج بنفسه لزمه فعله ولا ينوب غيره عنه فيه كالوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ونحوهما وما عجز عنه قام الولي نيابة عنه مثل التلبية والرمي؛ قال جابر - رضي الله عنه -: " حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم " رواه أحمد.
- ولكن من أراد أن يرمي عن الصبيان فلا بد أن يرمي عن نفسه أولا ثم يرمي عنهم ثانيا.
- بالنسبة للطواف إن أمكن للصغير المشي مشى وطاف بنفسه وإلا طيف به محمولاً أو راكباً ولا فرق بين أن يكون الحامل له محرما أو غير محرم أسقط الفرض عن نفسه أم لم يسقطه.
تنبيهات:
- لا يترك الصغار يلعبون في ساحات الحرم وأروقته حتى لا يتسبب ذلك في إزعاج المصلين وبهذا يأثم الولي لأن الصغار لا يدركون تأثير تصرفاتهم.
- الأطفال غير المميزين والذين لا يستطيعون قضاء حاجاتهم في الحمامات يجب على المرأة ان تقوم بتحفيظهم حفاظا على طهارة سجاد الحرم وساخاته.
الرسالة السادسة زينة المرأة في الحج
لوحظ في هذه الأيام ما تفعله بعض النساء من الاهتمام بزينتهن أثناء فترة الحج ونظراً لما قد يقع من مخالفات ومحظورات في هذا الأمر نسوق هذا المبحث ولكن قبل ذكر بعض الأحكام المتعلقة بالزينة لا بد أن تعلم المرأة المسلمة أنها جاءت إلى هذه البقاع الطاهرة المقدسة لكي تنشغل بعبادة الله والتقرب إليه بأداء مناسك الحج وغيرها من الطاعات والقربات.. وقد قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَات} [البقرة:203] وقال: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]، {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200] مما يعني أن المرء ينبغي أن يكون متصلا بالله عز وجل مشغولا بما يقربه من مولاه.. وقد قال بعض أهل العلم أن المستحب أن يبقى الحاج أشعث واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً).. وقال النووي رحمه الله: يستحب لها: ترك الترف والزينة في سفرها وترك الشبع المفرط إذا ثبت هذا فإليك أيتها الأخت بعض الأحكام المتعلقة بزينة المرأة في الحج التي يجب على المرأة الالتزام بها.
- يحرم على المحرمة أن تقص شيئا من شعرها (سواء كان شعر الرأس أو غيره من شعر البدن فهي سواء في الحرمة).
- يحرم على المحرمة أن تتطيب أو تلبس الملابس المطيبة أو تدهن بدنها بدهن مطيب كما يحرم على المرأة المحرمة وغير المحرمة أن تتطيب ثم تخرج لتختلط بمجامع الرجال الأجانب في مناسك الحج وغيرها من الأمكنة لما يترتب على ذلك من فتنة وفساد عظيم. وإذا كانت المرأة المسلمة قد نهيت من الخروج إلى المسجد وهي متطيبة فما بالك بالخروج للأسواق.. فلا شك أن الحرمة أعظم و النهي في ذلك أشد أما في حالة كونها غير محرمة وهي في معزل عن الرجال الأجانب فلها أن تتطيب كما فعلت عائشة رضي الله عنها.
- للمحرمة أن تدهن بدنها بدهن لا طيب فيه قال ابن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن للمحرم أن يدهن بدنه.
- يجوز للمرأة أن تحرم وبيدها أسورة ذهب أو خواتم ونحو ذلك ويشرع لها ستر ذلك عن الرجال غير المحارم خشية الفتنة بها وقد روى الإمام أحمد في المناسك عن عائشة أنها قالت: تلبس المحرمة ما تلبس وهي حلال من خزها وقزها وحليها. ومع هذا إلا أن بعض أهل العلم قد قال بكراهية الحلي والزينة للمرأة في الحج لما فيه من منافاة ما ينبغي أن تكون عليه المسلمة في هذه العبادة من تجرد عن زخرف الحياة الدنيا ومتاعها؛ ولذلك قال ابن المنذر رحمه الله لا يجوز المنع منه - يقصد الحلي ونحوه – بغير حجة ويحمل كلام أحمد والخزفي في المنع على الكراهية لما فيه من الزينة. لا بأس بنظر المرأة المحرمة في المرآة ونقل ابن المنذر عدم الكراهية عن ابن عباس وأبي هريرة وطاووس والشافعي. وقال بعض أهل العلم: بكراهة ذلك إلا للضرورة.
- للمرأة أن تختضب بالحناء عند الإحرام لما روي عن ابن عمر أنه قال من السنة أن تخضب المرأة يديها بالحناء ولأنه من الزينة فاستحب عند الإحرام كالطيب و لا بأس بالخضاب في حال إحرامها فقد قال عكرمة: كانت عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يختضبن بالحناء وهن حرم.
- يكره للمحرمة أن تكتحل بالإثمد أو الأسود؛ لورود بعض الآثار في كراهية اكتحال المحرمة بهما إلا لحاجة أما من أجل الزينة فينبغي للمحرمة أن تتجنبه.. فإن اكتحلت المحرمة بهما فلا فدية عليها.
الرسالة الخامسة المرأة الحائض في الحج
لا تقلقي أيتها الأخت عند نزول دم الحيض وأنت في الحج فهذا شيء قد كتبه الله على بنات آدم.. وديننا - ولله الحمد - دين يسر ورفع للحرج، وقد شرع للحائض أحكاماً تتناسب مع حالتها ووضع مناسك مراعاة لظروفها فلله الحمد والمنة.. وإليك جملة من الأحكام والفتوى قد تحتاجين إليها في حال حيضتك.
- القاعدة التي ينبغي أن تعرفها كل امرأة هي: أن الحائض تفعل ما يفعله الحاج في جميع مناسك الحج إلا الطواف بالبيت فلا تطوف حتى تطهر؛ ودليل ذلك ما أخرجه البخاري في قصة عائشة رضي الله عنها عندما حاضت وهي في طريقها إلى الحج. قالت: فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال: (ما يبكيك)، قلت: " لوددت أني لم أحج هذا العام " قال: (لعلك نفست) (أي حضت) قلت: " نعم " قال: (فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم. فافعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري).
- لا حرج على المرأة أن تحرم بالحج والعمرة وهي حائض إذ أن الحيض لا يمنع انعقاد النية بالنسك.
- يستحب أن تغتسل الحائض عند الإحرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس لما نفست بعبد الرحمن بن أبي بكر (اغتسلي واستثفري).
- لا حرج على المرأة الحائض أن تلبي وتقرأ الأدعية المكتوبة في كتب مناسك الحج ولا بأس أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب (أي دون أن تمس المصحف) لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن وإنما ورد في الجنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب لحديث علي بن أبي طالب أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن)؛ ولكنه حديث ضعيف (أي لا يصلح حجة الاحتجاج به في منع الحائض والنفساء من قراءة القرآن؛ كما يجوز لها - للحائض والنفساء - أن تقرأ في كتب التفاسير وكتب الأحكام من باب أولى.
- إن أحرمت امرأة بالعمرة وحاضت قبل أن تطوف فإنها تبقى على إحرامها بالعمرة فإن طهرت قبل اليوم التاسع (يوم الوقوف بعرفة وأمكنها إتمام عمرتها أتمتها ثم أحرمت بعد ذلك بالحج وذهبت إلى عرفة لإكمال بقية المناسك فإن لم تطهر قبل يوم عرفة فإنها تدخل الحج على العمرة فتقول: " اللهم إني أحرمت بحج مع عمرتي " فتصير قارنة وتقف مع الناس و تكمل بقية المناسك - كما يفعل الحاج - غير أنها تؤخر الطواف والسعي يوم العيد حتى تطهر فإن طهرت طافت طواف الإفاضة وسعت سعي الحج ويكفيها ذلك عن طواف وسعي المعتمرة وعليها هدي قران كما على المتمتع.
- إذا حاضت المرأة قبل طواف الوداع سقط عنها طواف الوداع أما إذا حاضت قبل طواف الإفاضة فعليها أن تنتظر حتى تطهر فتطوف بالبيت وهي طاهر ولا يسقط عنها طواف الإفاضة بأي حال من الأحوال.
تنبيه:
- إذا حاضت قبل طوافها الإفاضة فيجب عليها البقاء بمكة حتى تطهر وتكمل حجها، فإن لم تستطع البقاء في مكة فلا مانع من سفرها مع محرمها إلى بلدها أو غيره ثم ترجع مع محرمها بعد الطهر لكي تكمل مناسك حجها.. ولكن لا يجوز لزوجها أن يقربها حتى تطوف طواف الإفاضة (التحلل الثاني).
- إذا حاضت المرأة قبل طواف الإفاضة ولا تستطيع الانتظار ولا العودة مرة أخرى إلى مكى.. فماذا تفعل؟
قال الشيخ ابن عثيمين " إذا كان الأمر كما ذكر: امرأة لم تطف طواف الإفاضة وحاضت ويتعذر أن تبقى في مكة أو أن ترجع إليها لو سافرت قبل أن تطوف ففي الحالة يجوز لها أن تستعمل واحداً من أمرين: فإما أن تستعمل إبراً توقف هذا الدم وتطوف وإما أن تتلجم بلجام يمنع سيلان الدم إلى المسجد وتطوف للضرورة وهذا القول ذكرناه هو القول الراجح وبه قال شيخ الإسلام ابن تيمية ".
- لا حرج في استعمال المرأة حبوب منع العادة الشهرية في أيام الحج لأن فيها فائدة ومصلحة حتى تطوف مع الناس وحتى لا تتعطل رفقتها بشرط السلامة من الضرر.
- يجوز للمرأة الحائض أن تجلس في المسعى انتظاراً لرفقتها لأن المسعى لا يعتبر المسجد الحرام.
- النفساء كالحائض فيما ذكرناه من الأحكام.
الرسالة الرابعة كيف تعتمر المرأة وتحج؟
في هذا المبحث عرض لثلاثة أمور:
أولا: ذكر مجمل الخطوات التي تتبعها المرأة التي تريد الحج (التمتع).
ثانيا: تلخيص لأعمال المتمتعة على شكل مخطط توضيحي.
ثالثا: تلخيص لأعمال (المفردة) و (القارنة) على شكل مخطط توضيحي.
وإليك - أيتها الأخت - هذه الأمور بالترتيب:
أولا: مجمل الخطوات التي تتبعها المرأة التي تريد الحج متمتعة:
ملحوظة: نسك التمتع هو أفضل الأنساك لو لم يسق الهدي لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث عليه وأمر به أصحابه وقال صلى الله عليه وسلم: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي)؛ رواه مسلم أي لم يمنعه من التحلل إلا سوق الهدي وإلا لكان متمتعاً.
ما يستحب للمرأة قبل إحرامها بالعمرة أو الحج:
- الاغتسال: ولو كانت المرأة حائضاً أو نفساء لقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس حين نفست في ذي الحليفة في حجة الوداع: (اغتسلي وَاسْتَثْفِري بثوب وأحرمي)؛ رواه مسلم.
- التطيب في البدن: فقد كانت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يتطيبن قبل إحرامهن وكان يراهن النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكر عليهن ذلك قالت عائشة: " كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنضمخ جباهنا بالمسك المطيب عند الإحرام فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراها النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهاها ".
- التنظف: بقص الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة.
- الخضاب: تخضب يديها بحناء.
وكل ذلك مستحب وليس بواجب قال ابن المنذر: " أجمع أهل العلم على أن الإحرام جائز بغير اغتسال وأنه (أي الاغتسال للإحرام) غير واجب ".
وتحرم المرأة - بعد ذلك - بلباسها المعتاد فلها أن تحرم بما شاءت من الثياب المباحة ويحرم عليها تغطية وجهها بنقاب أو خمار أو ثوب وكذلك لا تلبس القفازين (وهو غطاء اليدين) ولكن يجب عليها ستر وجهها عند وجود رجال أجانب بخمارها أو بثوب تسدله من على رأسها على وجهها درءً للفتنة كما كانت تفعل عائشة رضي الله عنها ونساء السلف.
وتحرم المرأة - كالرجل - من أماكن متعددة في الشرع لا يجوز تجاوزها لمن أرادت الحج أو العمرة إلا وهي محرمة و هذه الأماكن تسمى بالمواقيت (المكانية) وهي: ذو الحليفة - رابغ (وكانت قديما الجحفة) - يلملم - قرن المنازل - ذات عرق.. والمرأة التي منزلها دون هذه المواقيت تحرم لحجها من منزلها مثل أهل مكة وجدة وأهل مكة يحرمون للعمرة من أدنى الحل خارج مكة.
تنبيه: السنة أن تحرم المرأة من الميقات فإن أحرمت من قبل الميقات فإحرامها صحيح و لا شيء عليها ولكنها تركت السنة.
- من جاوزت الميقات بدون إحرام رجعت وأحرمت من الميقات ولا شيء عليها فإن أحرمت بعد أن تجاوزت الميقات ولم ترجع إليه فعليها دم (شاة تذبح ويوزع لحمها على فقراء الحرم).
- يستحب أن يكون الإحرام عقب صلاة فرض أو تطوع كسنة الوضوء أو الضحى أو الوتر وتحية المسجد، والنية بالإحرام بالقلب.
- ثم تنطق بما نوت من الأنساك فتقول التي أرادت التمتع (لبيك عمرة) ثم تبدأ بالتلبية (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). ويستحب الإكثار من التلبية ولكن لا ترفع صوتها بها إلا بقدر ما تسمع نفسها ورفيقتها التي بجانبها لأن أمور المرأة مبنية على أساس الستر لها وخفض الصوت هو الذي يتفق وهذا الأساس.
- وبمجرد الدخول في الإحرام يحرم عليها عدة أمور تسمى محظورات الإحرام وقد ذكرناها في مبحث (محظورات الإحرام).
فإذا وصلت المحرمة إلى المسجد الحرام قدمت رجلها اليمنى في الدخول ودعت بدعاء دخول المسجد (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) فإذا وصلت إلى الكعبة قطعت التلبية قبل أن تشرع بالطواف.
- ثم تأتي الحجر الأسود فتستلمه إن تيسر لها استلامه فإن لم تستطع بدأت بالطواف بمحاذاته وتشير إليه قائلة (بسم الله والله أكبر) ثم تجعل البيت عن يسارها وتطوف سبعة أشواط.
- وإذا وصلت الركن اليماني استلمته إن تيسر لها استلامه وإلا مضت دون أن تشير إليه بيدها وتقول بين الركنين (اليماني والحجر الأسود): {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201] وتدعو في سائر الأشواط بما أحبت ولو قرأت القرآن أو رددت بعض الأذكار فلا بأس.
إذا أكملت المحرمة طوافها جاءت إلى مقام إبراهيم وصلت ركعتين تقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ... } الآيات، وفي الثانية بعد الفاتحة (قل هو الله أحد) فإن لم يتيسر لها صلاة الركعتين خلف المقام ففي أي مكان في المسجد.
تنبيهات حول الطواف:
- يشترط لصحة الطواف الطهارة (الكبرى والصغرى) فلا يجوز للمرأة أن تطوف بالبيت وهي حائض أو نفساء أو بغير وضوء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة وقد حاضت وهي في الحج (افعلي كما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري)؛ متفق عليه.
- لا ترمل المرأة في الطواف ولا تضطبع ويستحب لها أن لا تدنو من البيت حال طواف الرجال وازدحامهم.
- لا ينبغي للمرأة المسلمة أن تزاحم الرجال عند الحجر الأسود ولا يجوز لها أن تكشف وجهها أمام الرجال الأجانب لتقبيل الحجر لأن في ذلك مفسدة عظيمة وفتنة كبيرة.
- من أعظم المنكرات والكبائر والموبقات تبرج النساء في الطواف والسعي وسائر الحرم بالتعطر وإظهار الحلي وما فيه من الشهرة من اللباس وكشفهن لوجوههن وخاصة عند استلام الحجر وتقبيله فإن الفتنة من أعظم الإلحاد والإفساد في الحرم قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]، والإلحاد هو الميل عن الحق قصدا فالسيئة معظمة في الحرم بمكة فرب امرأة طافت تبتغي الغفران فخرجت بسبب تبرجها وفتنتها محملة بالأوزار حيث استحوذ عليها الشيطان: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِم الشَّيْطَانُ فَانْسَاهُمْ ذِكْرَ الله} [المجادلة: 19].
- تجتهد المرأة في الطواف في الأوقات التي تقل فيها زحمة الرجال بقدر الإمكان.
- ثم تذهب إلى المسعى فإذا وصلت الصفا قرأت {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158] ولا تقرؤها إلا في هذا الموضع ثم تستقبل الكعبة وترفع يديها فتحمد الله وتدعو بما شاءت. وكان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم الله أكبر (ثلاثا) لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ثم تتجه ماشية إلى المروة فإذا وصلت إلى المروة تكون قد أكملت شوطا وتستمر في سعيها بين الصفا والمروة سبعة أشواط وفي أثناء سعيها تقول ما أحبت من ذكر وقراءة قرآن ودعاء.
تنبيه:
- لا يشترط الطهارة لصحة السعي ولكن تستحب.
- لا تركض المرأة بين العلمين أو الميلين الأخضرين؛ لأنها مأمورة بالاستتار.
- وبعد الانتهاء من السعي تقصر المرأة شعرها قدر أنملة (أي سنتيمتر واحد تقريباً) من جميع ضفائرها وبهذا تتحلل من عمرتها وتحل لها جميع محظورات الإحرام.
تنبيه:
لا يجوز للمرأة أن تكشف شعرها أمام الرجال الأجانب من أجل أن تقصر من شعرها بل يجب أن تذهب إلى مكان لا يراها فيه الرجال كي تقصر من شعرها.
أعمال الحج:
في ضحى يوم التروية - وهو اليوم الثامن من ذي الحجة - تحرم المرأة بالحج من المكان الذي هي فيه وتفعل قبل الإحرام بالحج ما فعلته قبل إحرامها بالعمرة من الاغتسال والتطيب والتنظيف ثم تلبي بالحج وتقول: لبيك حجا ثم تبدأ بالتلبية: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
ثم تذهب إلى منى إن كانت خارجها - فتصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قاصرة الصلاة الرباعية من غير جمع لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا.
فإذا طلعت الشمس من يوم التاسع (يوم عرفة) سارت من منى إلى عرفة ويسن لها أن تنزل بنمرة إلى الزوال إن تيسر ذلك ثم تتحول منها إلى عرفة وإلا مضت إلى عرفة ابتداءً فتقف فيها حتى الغروب وتصلي هناك الظهر والعصر جمعاً وقصراً (إذا أذن الظهر صلت الظهر ركعتين ثم أقامت لصلاة العصر وصلتها ركعتين أيضاً).
تنبيه:
الجمع والقصر لجميع الحجاج حتى أهل مكة.
لا يشترط للوقوف بعرفة الطهارة وقد وقفت عائشة بعرفة وهي حائض.
- ثم تتفرغ للدعاء والذكر وقراءة القرآن والدعاء في يوم عرفة خير دعاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وتراعي في دعائها: استقبال القبلة، رفع اليدين، حضور القلب، الإلحاح في الدعاء وعدم الاعتداء فيه.
- ويجب الوقوف بعرفة حتى تغرب الشمس لفعله صلى الله عليه وسلم هذا ولمخالفة أهل الجاهلية الذين كانوا يدفعون (أي يغادرون) إلى مزدلفة قبل الغروب.
تنبيه: من غادر عرفة قبل الغروب فعليه دم أي ذبح شاة كفارة تركه واجب البقاء بعرفة إلى غروب الشمس.
- فإذا غربت الشمس غادرت عرفة متجهة نحو مزدلفة ملبية ذاكرة لله عز وجل فإذا وصلتها صلت المغرب والعشاء فيها قصراً وجمعاً، تقيم فتصلى المغرب ثلاث ركعات ثم تقيم وتصلي العشاء ركعتين.
الوقوف بمزدلفة مشروع في حق النساء كما هو مشروع في حق الرجال ولكن رخص للمرأة أن تخرج من مزدلفة بعد منتصف الليل إلى منى لترمي جمرة العقبة قبل الزحمة لحديث عائشة قالت: استأذنت سودة (أم المؤمنين) رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة تدفع قبله - أي تخرج من مزدلفة قبل طلوع الفجر - وقبل حطمة الناس - أي زحمتهم - وكانت امرأة ثبطة فأذن لها) (ومعنى ثبطة: أي بطيئة الحركة لعظم جسمها).
- لا بأس بخروج محارم المرأة ومن معه ضعفه (كالصبية أو المرضى وكبار السن) من مزدلفة قبل طلوع الفجر لحديث ابن عباس قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضعفة من جمع (أي مزدلفة بليل)؛ رواه مسلم.
- ما يفعله بعض العامة من لقط حصى الجمار من حين وصوله إلى مزدلفة قبل الصلاة واعتقاد كثير منهم أن ذلك مشروع فهو غلط ولا أصل له والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أن يلتقط الحصى إلا بعد انصرافه من المشعر إلى منى ومن أي موضع لقط الحصى أجزأه ذلك ولا يتعين لقطه من مزدلفة بل يجوز لقطه من منى والسنة التقاط سبع في هذا اليوم يرمي بها جمرة العقبة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أما في الأيام الثلاثة فيلتقط من منى كل يوم إحدى وعشرين حصاة يرمى بها الجمرات الثلاث ولا يستحب غسل الحصى بل يرمى بها من غير غسل لأن ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا يرمى بحصى قد رمي به.
- فإذا وصلت المرأة منى في يوم العاشر من ذي الحجة ويسمى يوم النحر وهو يوم العيد - أتت جمرة العقبة (الجمرة الكبرى) فرمتها بسبع حصيات الواحدة تلو الأخرى سبع مرات ويستحب أن تكبر مع كل حصاة فتقول (الله أكبر وتقطع التلبية مع ابتداء الرمي. بعد رمي جمرة العقبة تنحر هديها - إن تيسر - وإلا وكلت محرمها أو غيره ولها أن تؤخر الذبح لأن مدة الذبح يمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق في أصح أقوال أهل العلم فتكون مدة الذبح يوم النحر وثلاثة أيام بعده.
- ثم تقصر من شعرها مقدار أنملة (سنتمتر واحد تقريبًا) لتحذر المرأة من أن تكشف شعرها أمام الرجال الأجانب من أجل التقصير لأن ذلك محرم عليها بل تستتر في مكان لا يراها فيه الرجال الأجانب.
- وبأدائها لهذا النسك تكون حل لها كل شيء من محظورات الإحرام إلا الجماع وهذا يسمى بالتحلل الأول.
- ثم تذهب إلى مكة فتطوف بالبيت طواف الإفاضة وتصلي ركعتين خلف المقام وإلا في أي مكان في المسجد وتسعى بعد ذلك سعي الحج.
تنبيه:
- إن حاضت المرأة قبل طواف الإفاضة أو كانت حائضاً ولم تطهر فإنها تنتظر حتى تطهر لأنه لا يجوز للحائض أن تطوف بالبيت فإن اضطرت للرجوع إلى بلدها ولا تتمكن من البقاء والرجوع مرة أخرى إلى مكة جاز لها أن تطوف وهي حائض للضرورة كما أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية وقد ذكرناه مفصلا في مبحث الحائض في الحج فليراجع).
- ثم ترجع إلى منى مرة أخرى إذ يجب المبيت بمنى في الليلة الأولى والثانية من أيام التشريق أما ليلة الثالث عشر من ذي الحجة فالمسلم مخير بين التعجل - وعندئذ لا بد في مغادرة منى قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر - وبين التأخر فيبيت ليلة الثالث عشر وهذا أفضل أجرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم تأخر.
- وفي أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر (والثالث عشر لمن تأخرت) ترمي المرأة الجمرات الثلاث بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات تكبر مع كل حصاة ويستحب لها أن تدعو بما شاءت بعد رميها للجمرة الصغرى والوسطى.. أما إذا انتهت من رمي جمرة العقبة فإنها تمضي ولا تدعو عندها، هكذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ويجب رمي الجمرات بالترتيب (الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى).
تنبيه:
- تلتقط الحصى لرمي الجمار من منى.
- ينبغي أن تحرص المرأة على اختيار الوقت الذي تقل فيه الزحمة مثل الرمي في المساء.
- إن أحبت المرأة التعجل رمت الجمار في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة وغادرت منى قبل غروب الشمس من ذلك اليوم.
تنبيه: فإن غربت شمس يوم الثاني عشر وهي في منى لم تخرج منها حتى ترمي من غد (اليوم الثالث عشر) بعد الزوال.
- بعد انتهاء أيام الرمي سواء للمتعجلة أم المتأخرة يجب أن تأتي مكة فتطوف طواف الوداع إلا أنها إذا كانت حائضا أو نفساء سقط عنها طواف الوداع ولا شيء عليها.. فتنصرف راجعة إلى بلدها.
وبهذا تنتهي أعمال الحج للمتمتعة.
ثانيا: تلخيص أعمال المتمتعة: وتقول عند إحرامها لبيك اللهم عمرة، وعندما تصل مكة تطوف بالبيت سبعة أشواط مبتدئة بالحجر الأسود ثم تصلي بعد الطواف ركعتين خلف المقام.
السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط مبتدئة بالصفا.
التقصير: تقصر من شعرها قدر أنملة (1 سنتيمتر تقريباً)وبهذا تتحلل وتنتهي أعمال العمرة.
أعمال الحج:
- أعمال العمرة
- الإحرام من الميقات في أشهر الحج.
يوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) الإحرام بالحج من المكان الذي هي فيه وتقول: لبيك اللهم حجًّا.
يوم التاسع (بعد الزوال) الوقوف بعرفة حتى غروب الشمس.
يوم التاسع (ليلة العاشر من ذي الحجة) البقاء في مزدلفة حتى منتصف الليل (للنساء والضعفة)
يوم العيد (يوم النحر)
رمي جمرة العقبة بسبع حصيات، ذبح الهدي
التقصير من الشعر قدر أنملة
طواف الإفاضة مع سعي الحج.
المبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر (لمن أرادت التعجل) وليلة الثالث عشر (لمن أرادت التأخر) مع رمي الجمار الثلاث في تلك الأيام بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات.
طواف الوداع:
(المرأة الحائض يسقط عنها طواف الوداع).
انتهت مناسك حج التمتع.
ثالثا: تلخيص أعمال الحج لمن أرادت نسك " الإفراد " أو القرآن:
لا تختلف أعمال " المفردة " عن أعمال " القارنة " إلا في أمرين:
النية: فتقول من أرادت الحج (مفردة) عند إحرامها: لبيك حجا أما القارنة فتقول عند إحرامها: لبيك عمرة وحجا أو أنها تحرم بالعمرة ثم تدخل عليها الحج قبل طواف العمرة.
الهدي: يجب على القارنة أن تذبح هديا فإن لم تستطع فتصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعت إلى أهلها إن لم تكن من أهل مكة.
أما المفردة فليس عليها هدي
وإليك أيتها الأخت مجمل أعمال الحج لهذين النسكين:
الإحرام عند الميقات:
تقول القارنة: لبيك اللهم حجاً وعمرة
تقول المفردة: لبيك اللهم حجاً
طواف القدوم، والسعي لمن أرادت أن تقدم سعي الحج (والبقاء على الإحرام وعدم التحلل منه حتى يوم العيد..)
يوم التاسع (بعد الزوال) الوقوف بعرفة حتى الغروب.
يوم التاسع (ليله العاشر) من ذي الحجة البقاء في مزدلفة حتى منتصف الليل (للنساء والضعفة)
يوم العيد.. (يوم النحر) العاشر من ذي الحجة.
رمي جمرة العقبة بسبع حصيات
ذبح الهدي (للمتمتعة)
التقصير من الشعر قدر أنملة.
طواف الإفاضة مع سعي الحج للتي لم تسع مع طواف القدوم.
المبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر (لمن أرادت التعجل) وليلة الثالث عشر (لمن أرادت التأخير) مع رمي الجمار الثلاث في تلك الأيام بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات.
طواف الوداع.
(المرأة الحائض يسقط عنها طواف الوداع)
انتهت مناسك الحج للقارنة والمفردة.
الرسالة الثالثة لباس المرأة المحرمة
قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن المرأة ممنوعة مما منع الرجال منه (يعني محظورات الإحرام إلا لبس اللباس) وهذه بعض الأحكام التي تتعلق بلباس المرأة المحرمة:
- المرأة تحرم بما شاءت من الثياب إذ ليس للإحرام بالنسبة للمرأة ملابس مخصوصة كما تظن بعض النساء ولكن يجب أن تتصف ثيابها بالصفات الشرعية: كأن تكون فضفاضة غير ضيقة، ومتينة غير شفافة، والأفضل أن تكون غير لافته للنظر أي ليست بثياب زينة منعاً للفتنة عندما تختلط بالرجال في بعض المناسك.
- يحرم على المرأة المحرمة لبس القفازين والنقاب لما رواه أبو داود (المحرمة لا تتنقب ولا تلبس القفازين)؛ ولكن إن مر بها الرجال الأجانب وجب عليها تغطية وجهها بغطاء الرأس لعموم الأدلة على وجوب ستر المرأة وجهها حال وجود الرجال الأجانب بالقرب منها كما كانت نساء السلف يفعلن قالت عائشة (كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (محرمات) فإذا حاذونا (أي قابلونا) سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه أخرجه أبو داود وغيره.
- يحرم على المرأة المحرمة لبس الثياب المطيبة، لما رواه البخاري عن عائشة قالت - وهي محرمة – " لا نتلثم و لا نتبرقع ولا نلبس ثوبا بورس ولا زعفران ".
- يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس ما شاءت من ألوان الثياب كالأسود والأحمر والأصفر وليس للون الأخضر مزية على غيره من الألوان.
- للمرأة المحرمة أن تغير ثيابها التي أحرمت بها أو استبدالها بأخرى نظيفة.
- من تبرقعت في الإحرام جاهلة للحكم أو ناسية للإحرام فلا شيء عليها وحجتها أو عمرتها صحيحة إنما الفدية على المتعمد العالم بالحكم الذاكر له.
- يجوز للمرأة أن تلبس الجوارب وهي محرمة بل هي أفضل للمرأة وأستر لقدميها.
الرسالة الثانية محظورات المرأة في الإحرام
محظورات قبل الإحرام وبعده!!:
هناك أمور محرمة على المحرم وغير المحرم ولكن حرمتها على المحرم أغلظ وآكد فيجب عليه أن يبتعد عنها ويتحرز عنها وأن يتحرز الوقوع فيها مثل الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور وسماع المحرمات والنظر إلى المحرم والمشاتمة والمخاصمة والجدال - في غير إحقاق الحق- والفسوق وصدق الله العظيم إذ يقول: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ} [البقرة:197]، لذلك يستحب للمرأة قلة الكلام إلا فيما ينفع صيانة لنفسها عن اللغو والوقوع في الكذب وما لا يحل فإن من كثر كلامها كثر سقطها وفي الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه؛ ولذا فإن المرأة المسلمة تشتغل بالتلبية وذكر الله تعالى وقراءة القرآن أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تعليم لجاهل وإن تكلمت بما لا مأثم فيه فهذا مباح ولكن لا تكثر.
محظورات الإحرام:
1- إزالة شعر الرأس:
بحلق أو غيره كبعض المواد المزيلة للشعر لقوله تعالى: {وَلا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196] وألحلق جمهور أهل العلم شعر بقية الجسم بشعر الرأس وعلى هذا فلا يجوز للمحرمة أن تزيل أي شعر كان في بدنها.
2- تقليم الأظافر:
فقد أجمع العلماء على أن المحرم ممنوع من تقليم أظافره فإن انكسر الظفر فله إزالته قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم، على المحرم أن يزيل ظفره بنفسه إذا أنكسر لأن بقاءه يؤلمه.
3- التطيب في البدن والثوب:
لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران ولا الورس) متفق عليه... قال ابن عبد البر (لا خلاف في هذا بين العلماء) وقال في المحرم الذي وقصته راحلته وهو واقف بعرفة (ولا تقربوه طيبا) فدل هذا على أن المحرم ممنوع من قربان الطيب ولا يجوز للمحرم شم الطيب عمدا ولا خلط قهوته بالزعفران الذي يؤثر في طعم القهوة أو رائحتها ولا خلط الشاي بماء الورد ونحوه مما يظهر فيه طعمه أو ريحه.
4- لبس النقاب والقفازين:
لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تتنقب المرأة الحرم (أي المحرمة) ولا تلبس القفازين)؛ رواه البخاري.
5- عقد النكاح:
فلا يجوز تزويج المحرمة لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب) رواه مسلم. ومتى تزوج المحرم أو تزوجت المحرمة فالنكاح باطل.
6- الجماع ومقدماته:
من لمس بشهوة أو تقبيل أو غيره.. والجماع في الفرج قبل التحلل الأول يوجب فساد حج الرجل والمرأة جميعًا.
7- التعرض لصيد البر بالقتل أو الذبح أو الإعانة عليه:
لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُم} [المائدة: 95] عام في النوعين الرجال والنساء.
تنبيه: يجوز قتل كل ما فيه إيذاء للناس في أنفسهم وأموالهم.. بدليل ما روت عائشة رضي الله عنها قالت: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل خمس فواسق في الحل والحرم: الحدأة والغراب والفأرة والعقرب والكلب العقور)؛ متفق عليه.
إذا فعلت المرأة شيئا من محظورات الإحرام:
- إذا ارتكبت المرأة المحرمة شيئاً من المحظورات فلها ثلاث حالات:
أن تكون ناسية أو جاهلة أو مكرهة أو نائمة؛ فلا شيء عليها لا إثم ولا فدية ولا فساد نسك؛ لقوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].
لكن متى زال العذر، فعلمت الجاهلة وذكرت الناسية واستيقظت النائمة - وجب عليها التخلي عن المحظور.
- أن ترتكب المحظور متعمدة، ولكن لعذر فعليها ما يترتب على فعل ولا إثم عليها لقوله تعالى: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196].
أن تفعل المحظور عمداً بلا عذر يبيحه فعليها ما يترتب على فعل المحظور مع الإثم.
أقسام المحظورات باعتبار الفدية:
تنقسم محظورات الإحرام باعتبار الفدية إلى أربعة أقسام:
أولاً: ما لا فدية فيه؛ وهو عقد النكاح.
ثانيا: ما فديته بدنة أو بقرة وهو الجماع في الحج قبل التحلل الأول.
الجماع قبل التحلل الأول يترتب عليه أربعة أمور:
- فساد الحج.
- وجوب الفدية وهي بدنة أو بقرة.
- إتمام الحج الذي جامع فيه.
- قضاؤه من السنة القادمة بدون تأخير.
ثالثا: ما فديته جزاؤه أو ما يقوم مقامه وهو قتل الصيد.
رابعا: ما فديته صيام أو صدقة أو نسك (بالنسبة لبقية المحظورات غير الثلاثة السابقة).
كما في قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196] والصيام مقداره ثلاثة أيام والصدقة مقدارها ثلاثة أصعة من الطعام لستة مساكين (لكل مسكين كيلو ونصف تقريباً) أما النسك فهو ذبح شاة.
الرسالة الأولى قبل الشروع بالحج
أولاً: هناك أمور لا بد من مراعاتها قبل الشروع بالحج:
1- استئذان الزوج:
(أ) يستحب للزوجة أن تستأذن زوجها في حجة الفريضة، فإن أذن لها وإلا خرجت بغير إذنه. ولا يجوز للرجل أن يمنع زوجته من حج الفريضة إذا تمت شروطه وتيسر لها فعله؛ لأن الحج يجب على الفور ولا يجوز تأخيره مع القدرة.
أما في الحج النفل (أو التطوع) فللزوج أن يمنع زوجته من ذلك ولا يجوز لها الحج تطوعاً إلا بإذنه.
(ب) وليس للوالد أو الأم منع ابنتهما من حج الفرض، وليس للبنت طاعة والديها في ترك فرض الحج إذا تيسر لها وكان لها محرم.
2- وجود محرم:
من شروط وجوب الحج على المرأة وجود محرم لها؛ إذ يحرم على المرأة أن تسافر بدون محرم، يستوي في ذلك المرأة الشابة والعجوز، والجميلة والشوهاء، وسواء كانت ستسافر في طائرة أم في سيارة؛ لحديث ابن عباس إنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)؛ متفق عليه.
تنبيه: المرأة المعتدة لوفاة زوجها لا تخرج للحج لأن الله نهى المعتدات عن الخروج من بيوتهن.
3- التوبة النصوح:
أيتها الأخت.. اعلمي أن الله لا يقبل الأعمال إلا من المتقين {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27] ولا تقوى لمن أصر على الذنوب والمعاصي فابدئي رحلتك مع الله بالتوبة النصوح وأقبلي عليه فإنه يفرح بتوبة عبده وأمته فرحا وصفه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة " أي في صحراء قاحلة " فانفلتت " هربت " منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطج في ظلها " انتظاراً للموت هلكاً " فبينما هو كذلك فإذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح)؛ متفق عليه.
وأن من تمام توبتك أن تحرصي على اجتناب المحرمات القولية..والفعلية كالغيبة والنميمة والتبرج وسماع ما حرم الله عليك سماعه من الأغاني وغيرها...
4- الإخلاص:
فكما أنه سبحانه لا يقبل الأعمال إلا من المتقين، فهو سبحانه لا يقبلها إلا إذا كانت خالصة لوجهه الكريم، فمن جاءت إلى الحج سمعة ورياءً فقد أحبطت أجرها وباءت بإثمها، يقول الله يوم القيامة (اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون).
5- الوصية:
اكتبي وصيتك قبل أن تسافري إذا كان لك ما توصين به. قال بعض أهل العلم (إذا كان على المرأة ديون أو ودائع أو حقوق واجبة وليس هناك ما يثبتها إلا الوصية فيجب كتابتها. أما الوصية من مالها فيستحب أن توصي بما لا يتجاوز الثلث.
6- تعلم أحكام الحج:
وهذا أمر مهم يغفل عنه الكثير من الناس عند أداء المناسك وهم يجهلون أحكامها مما يؤدي إلى ارتكاب المحظورات والوقوع في البدع والمخالفات.. وهذا التعلم لأحكام الحج واجب على من وجب عليه الحج بناءً على قاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به واجب) والعلم يمكن أن يتم بالسؤال لأهل العلم أو القراءة في كتب مناسك الحج أو الاستماع لبعض الدروس والمحاضرات التي توضح الطريقة الصحيحة لأداء فريضة الحج.
7- التطعيم:
يجب على المسلمة أن تتوكل على الله في جميع أمورها صغيرها وكبيرها والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، ومع هذا التوكل ينبغي أن تتخذي الأسباب التي جعلها الله سبباً في الوقاية من الأمراض والأوبئة ومن ذلك التطعيم ضد الحمى الشوكية وغيرها من الأوبئة التي ينصح الأطباء بأخذ التطعيمات ضدها.
ثانيا: حاجات يفضل اصطحابها معك:
هناك أشياء ننصحك باصطحابها معك في رحلة الحج نظرا لأهميتها ولحاجتك إليها ومنها:
- مصحف: ليمكنك من قراءة وردك في المخيم أو في السيارة وخير ما يستغل فيه الوقت أثناء هذه الرحلة الإيمانية هو القراءة من كتاب الله عز وجل.. كل حرف لك فيه حسنة والحسنة بعشر أمثالها.
- مسجل صغير مع بطاريات: ليمكنك من الاستماع إلى المحاضرات من خلاله في أوقات فراغك أو عند تنقلك بين المشاعر.
- أشرطة للقرآن الكريم والمحاضرات الإسلامية المفيدة.
- كتب مفيدة: ولا بد أن يكون معك كتاب عن مناسك الحج حتى تتمكني من الرجوع إليه عند الحاجة.
- فوط صحية: اصطحبي ما تحتاجين إليه من الأدوية ولا سيما إذا كنت مصابة ببعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والصداع النصفي.