( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
----------------
﴿ وعلى الله ﴾ أي لا على غيره. ﴿ فتوكلوا ﴾ اعتمدوا عليه. المعنى الإجمالي للآية: قال ابن القيم في معنى الآية: ” فجعل التوكل شرطاً في الإيمان، فدل على انتفاء الإيمان عند انتفائه، وفي الآية الأخرى: ﴿ قال موسى لقومه يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ﴾ فجعل دليل صحة الإسلام التوكل، وكلما قوي توكل العبد كان إيمانه أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، وإذا كان التوكل ضعيفاً كان دليلاً على ضعف الإيمان ولا بد “.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وقوله: ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ﴾.
----------------
يخبرنا الله في هذه الآية أن المؤمنون حقاً هم من اتصفوا بهذه الصفات: الصفة الأولى: ﴿ إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾. أي إذا ذكِّروا بالله خافت قلوبهم فأدوا فرائضه. الصفة الثانية: ﴿ إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ﴾. أي إذا قرأت عليهم آيات من كتاب الله زادتهم إيماناً مع إيمانهم. الصفة الثالثة: ﴿ وعلى ربهم يتوكلون ﴾. قال ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية: ” أي لا يرجون سواه، ولا يقصدون إلا إياه، ولا يلوذون إلا بجنابه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولا يرغبون إلا إليه، ويعلمون أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه المتصرف في الملك، لا شريك له، ولا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب “. أ. ﻫ
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وقوله: ﴿ يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ﴾. الطلاق (3)
----------------
(حسبك) أي كافيك. قال شيخ الإسلام في الفتاوى (1 / 293): ” ﴿ يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ﴾ أي وحده حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين، هذا هو القول الصواب الذي قاله جمهور السلف والخلف “. وقال رحمه الله في الفتاوى (10 / 154): ” ﴿ يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ﴾ أي حسبك وحسب من اتبعك الله، ومن ظنَّ أن المعنى حسبك الله والمؤمنون فقد غلط غلطاً فاحشاً “.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وقوله: ﴿ ومن يتوكل على الله فهو حســـــبه ﴾.
----------------
قال ابن القيم: ” أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذىً لا بد منه كالحر والبرد والجوع والعطش “. قال بعض السلف: ” جعل الله لكل عمل جزاء من نفسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته فقال: ﴿ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ﴾ ولم يقل: فله كذا وكذا من الأجر، كما قال في الأعمال، بل جعل نفسه سبحانه كافٍ عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وعن ابن عباس قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا له: ﴿ إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً ﴾). رواه البخاري (4563)
----------------
(حسبنا الله) أي كافينا فلا نتوكل إلا عليه، قال تعالى: ﴿ أليس الله بكاف عبده ﴾. (ونعم الوكيل) أي نعم الموكول إليه، كما قال تعالى: ﴿ اعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ﴾. (قالها إبراهيم حين ألقي في النار) قال تعالى: ﴿ قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين. قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم. وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين ﴾. (وقالها محمد...) وذلك بعد منصرف قريش والأحزاب من أحد، بلغه أن أبى سفيان ومن معه قد أجمعوا الكرة عليهم، فخرج النبي في سبعين راكباً، حتى انتهى إلى حمراء الأسد، فألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان، فرجع على مكة بمن معه، ومرّ به ركب ابن عبد القيس فقال: أين تريدون؟ قالوا: نريد المدينة، قال: فهل أنتم مبلغون محمداً عني رسالة؟ قالوا: نعم، قال: فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم. فمرّ الركب برسول الله وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان، فقال: ﴿ حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾