( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )
( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وعن ابن عباس قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا له: ﴿ إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً ﴾). رواه البخاري (4563)
----------------
(حسبنا الله) أي كافينا فلا نتوكل إلا عليه، قال تعالى: ﴿ أليس الله بكاف عبده ﴾. (ونعم الوكيل) أي نعم الموكول إليه، كما قال تعالى: ﴿ اعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ﴾. (قالها إبراهيم حين ألقي في النار) قال تعالى: ﴿ قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين. قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم. وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين ﴾. (وقالها محمد...) وذلك بعد منصرف قريش والأحزاب من أحد، بلغه أن أبى سفيان ومن معه قد أجمعوا الكرة عليهم، فخرج النبي في سبعين راكباً، حتى انتهى إلى حمراء الأسد، فألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان، فرجع على مكة بمن معه، ومرّ به ركب ابن عبد القيس فقال: أين تريدون؟ قالوا: نريد المدينة، قال: فهل أنتم مبلغون محمداً عني رسالة؟ قالوا: نعم، قال: فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم. فمرّ الركب برسول الله وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان، فقال: ﴿ حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾