باب فضل السواك وخصال الفطرة
باب فضل السواك وخصال الفطرة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة». متفق عليه.
----------------
السواك سنة بالإجماع. وهو مشروع في كل وقت، ويتأكد عند الصلاة، والوضوء، وقراءة القرآن، والانتباه من النوم، وتغير الفم. قوله: «لأمرتهم» يعني أمر إيجاب. وللنسائي: «لفرض عليهم السواك مع كل وضوء».
باب فضل السواك وخصال الفطرة
تطريز رياض الصالحين
عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك. متفق عليه.
----------------
«الشوص»: الدلك. في هذا الحديث: استحباب السواك عند القيام من النوم؛ لأنه مقتضي لتغير الفم لما يتصاعد إليه من أبخرة المعدة. والسواك آلة تنظيفه.
باب فضل السواك وخصال الفطرة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وطرف السواك على لسانه. متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
----------------
في رواية: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يستاك بسواك رطب. قال: وطرف السواك على لسانه وهو يقول: «أع أع»، والسواك في فيه كأنه يتهوع. قال الحافظ: ويستفاد منه مشروعية السواك على اللسان طولا، أما الأسنان فالأحب فيها أن تكون عرضا. وفيه: تأكيد السواك، وأنه لا يختص بالأسنان، وأنه من باب التنظيف والتطيب، لا من باب إزالة القاذورات، لكونه - صلى الله عليه وسلم - لم يختف به، وبوبوا عليه استياك الإمام بحضرة رعيته.
باب فضل السواك وخصال الفطرة
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب». رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه بأسانيد صحيحة. وذكر البخاري رحمه الله في صحيحه هذا الحديث تعليقا بصيغة الجزم وقال: وقالت عائشة رضي الله عنها.
----------------
في هذا الحديث: فضل السواك، وفي السواك فوائد دينية ودنيوية. وذكر بعض العلماء، أن السواك يورث السعة والغنى، ويطيب النهكة، ويشد اللثة، ويسكن الصداع، ويذهب وجع الضرس.
باب فضل السواك وخصال الفطرة
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب». متفق عليه.
----------------
«الاستحداد»: حلق العانة، وهو حلق الشعر الذي حول الفرج. الفطرة: الجبلة التي خلق الله الناس عليها، وجبل طباعهم عليها والمراد هنا: السنة القديمة التي اختارها الأنبياء. والحصر في قوله: «الفطرة خمس» مبالغة لتأكيد أمر الخمس المذكورة. كقوله: «الدين النصيحة»، و «الحج عرفة».
باب فضل السواك وخصال الفطرة
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:... «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء» قال الراوي: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. قال وكيع - وهو أحد رواته - انتقاص الماء: يعني الاستنجاء. رواه مسلم.
----------------
«البراجم» بالباء الموحدة والجيم: وهي عقد الأصابع، و «إعفاء اللحية» معناه: لا يقص منها شيئا. قال العلماء: ويكره في اللحية خصال، بعضها أشد قبحا من بعض: خضابها بالسواد، وتبييضها بالكبريت، ونتفها وتصفيفها طاقة فوق طاقة، والزيادة فيها، والنقص منها بالزيادة في شعر العذارين من الصدغين، أو أخذ بعض العذار في حلق الرأس، وعقدها، وضفرها، وحلقها.
باب فضل السواك وخصال الفطرة
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى». متفق عليه.
----------------
قوله: «أحفوا الشوارب». قال النووي: أي: أحفوا ما طال منها على الشفتين، و «أعفوا اللحى»، أي: وفروا. قال النووي: حصل من مجموع روايات هذا اللفظ في الصحيحين خمس روايات: «أعفوا»، و «أوفوا»، و «أرخوا»، و «أرجوا»،... و «وفروا». ومعناها كلها: تركها على حالها. وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» رواه أحمد، والنسائي، والترمذي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس». رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خالفوا المشركين وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب». متفق عليه. وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه. وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصر رجلا وشاربه طويل، فقال: «ائتوني بمقص وسواك»، فجعل السواك على طرفه ثم أخذ ما جاوزه. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (وقت لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة). رواه الخمسة إلا ابن ماجة.