يجعل الصحابة الدفاع عن المنافقين والمجادلة عنهم من علامات النفاق، وربما يقع من رجل صالح.. قال أُسيد رضي الله عنه: إنك منافق تدافع عن المنافقين.

المنافقون يخطئون كثيرا في تقدير حجمهم في مجتمعات الإسلام {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} المنافقون 8.

المنافقون يخطئون كثيرا في تقدير حجمهم في تقدير مكانتهم {لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} المنافقون 8، ثقة يعيشونها وهما خاصاً.

دل الحديث على أن: (من خذل مسلماً خذله الله).
فكيف بمن خذل نبيه حينما تنتهك حرمته، وهو قادر على نصرته؟!

دل الحديث على أن: (من نصر مسلماً نصره الله) فكيف بمن نصر نبيه عند انتهاك حرمته، فنصرة النبي؟ سبب لعزة الذليل، وقوة الضعيف، ونُصرة المظلوم.

النبي ليس بحاجة إلى أن يدافع عنه أحد ولكن كل أحد بحاجة إلى أن يدافع عنه حتى يثبت إيمانه به.

لا يهان النبي صلى الله عليه وسلم في أمة إلا أهانها الله.

{إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} التوبة 40، تكفّل الله بنصرة نبيه، ولكنه حذّر الناس من تَرْك نصرته حتى لا يُعاقب الأمة الخاذلة ويبدلها بآخرين ينصرون.

ومن نسب للنبي حركة أو سكنة من تلقاء نفسه بلا دليل يسنده الى غيره فهو متوعد بالعذاب الشديد ومرتكب لكبيرة من الكبائر، هذا مقتضى النصوص ومن أجاز لأحد أن يمثل شخصية النبي لساعات بحركاته وسكناته ولباسه ولحظه ونظره وقيامه وقعوده التي لا نعلم من وصفها الا اليسير فهو ظالم لنفسه.

كثير من أفعال النبي من الوحي، وأدناها داخل بين العاصمة، وتمثيل شخصيته يتضمن حكاية أشياء من ذلك بلا برهان وهذا داخل في الوعيد الوارد في الصحيحين: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) والكذب في الأفعال داخل في ذلك بلا ريب ولو لم تكن من التعبد المحض فهي من العصمة.

تمثيل النبي لا يجوز بحال، والصحابة يحترزون في نقل ألفاظه خشية التقديم والتأخير فيها، فكيف بأفعال تتضمن حركات وسكنات وهي متضمنة للوحي.

لا يجوز تداول أقوال التنقّص للنبي، ولو للإعلام بها، لأن إشاعتها أعظم عند الله من إشاعة الفاحشة وإنما يخبر من يملك النصرة اجمالا بلا تفصيل.

نهى الله عن سب الآلهة الحجر، ويسبون سيد البشر، الإسلام دينٌ يُحيلهم إلى صراع الحجه، وهم يُشغلون العقول عنها بالتشفي والانتقام.

لمّا قُذِفت عائشة قال الصحابي أُسيد عن الذي دافع عن الساب (إنك منافق تجادل عن المنافقين) هذا في الذي دافع عمن سبّ زوجة النبي فكيف بالنبي ﷺ !

من عادى وليا لله فقد حارب الله، فكيف بسيد الأولياء محمد ﷺ وكيف بمن يقف في صف من يحارب الله، قال الله (من عادى لي ولياً فقد بارزني بالحرب)

من رأى هيبة الدين تُنتهك فتركها خوفاً على هيبته ومكانته أسقط الله من هيبته عند الناس بمقدار ما سقط من هيبة الدين فالجزاء من جنس العمل.

لا يسلم من استهزأ بالنبي ﷺ من عقوبة في الدنيا عاجلا أو آجلا إن لم يتب قال الله عنهم { وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } التوبة 74.

قال الجاهليون في النبي صلى الله عليه وسلم آلاف الابيات من الشعر سباً وافتراء والشعر اعلام العرب، لم يحفظ التاريخ منها شيئا وحفظ كل أقواله، وهكذا كل تابع له وفي الوحي { أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } يوسف 108.

سلط المشركون إعلامهم على النبي ﷺ، يقف أبو لهب في عكاظ مناديا: أيها الناس إن محمدًا قد غوى فلا يغويكم. ذهب أبو لهب وبقي محمد ﷺ ورسالته.

{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} الشرح 4، لا يرجم أحدٌ الثريا إلا عاد رجمه عليه { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ }الكوثر 3.

من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أتباعه ونشر رسالته وهديه، والانتصار عند انتقاصه بإقامة الحد أن كان مسلماً ونقض العهد أن كان معاهدا.

تعظيم النبي سبب لغفران الذنوب وعلامة للتقوى {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} الحجرات 3.