ذكر المقدار في الذكر..
كقوله صلى الله عليه وسلم
(سبحان الله وبحمده عدد خلقه)
يراد به أحد أمرين:
الأول:
مقدار تسبيح العبد.....وهذا ممتنع لأن فعل العبد هنا مرة واحدة
(مثاله:
لو نادى رجل غيره وقال يارجل مائة مرة
ثم قال له ناديتك مائة مرة ولم تجبني لم يكن كلامه موافقا للواقع.
إذ لم يتاد إلا مرة واحدة.)
الثاني:
يراد به وصف ما يستحق الله تعالى من التسببح وهذا معنى يقوم في قلب القائل.
فالذي عظمت به هذه الكلمة ليست لأن العبد سبح عدد خلق الله
بل لأنه عظم في قلبه ما يستحق ربه من التسبيح والحمد فكأنه يقول
يستحق ربي من التسبيح عدد خلقه لكني لا أطيق بفعلي ولفظي إلا واحدة.
فهذا المعنى الذي ينبغي أن يستحضره العبد عند هذا الذكر وأمثاله.
وما كتبته محاولة لتقريب كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله حيث قال:
فالمقدار تارة يكون وصفا لفعل العبد وفعله محصور. وتارة يكون لما يستحقه الرب، فذاك الذي يعظم قدره ؛ وإلا فلو قال المصلي في صلاته: سبحان الله عدد خلقه. لم يكن قد سبح إلا مرة واحدة. ولما شرع النبي صلى الله عليه وسلم أن يسبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويكبر ثلاثا وثلاثين.
مختارات