المجالس...
في تطور اجتماعي لافت
تأخرت قيمة المجالس المباشرة ولم تعد لها جاذبية كافية بمختلف أنواعها وأيا كان مستوى وحال حاضريها.
لم يبق سوى مجالس إجبارية صورية تفرضها الواجبات الاجتماعية كالأعراس والعزاء والمناسبات.
يتطلع الحاضرون لوقت مغادرتها والتخفف من أعبائها.
حتى مجتمعات الرفاق الخاصة انطفأ الكثير من البهجة والدهشة والأشواق فيها.
ومن أعظم أسباب ذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي أترعت الجميع حتى السأم من الأحاديث والأحداث والأخبار والعجائب والصور
لم يعد في مقدور أي متحدث أن يجتذب الحاضرين مهما كان مبدعا
حتى ولو كان اقتصاديا بارعا أو أديبا راوية حافظا أو شاعرا أو مؤرخا قصاصا أو باحثا في الفلك أو الطب أو العلوم أو حتى عالما شرعيا مفسرا أو فقيها أو محدثا
كل هؤلاء:
في اليوتيوب من هو أكثر اتقانا وعرضا وجمالا منهم.
لم تعد هناك وجوه تتشوف للاستماع أو الإصغاء
يصبح الحديث للناس مع الزهد في الاستماع عملا بدون جدوى.
في هذا الجو الجديد من النادر أن تخرج بمجلس ذي فائدة.
مع شعور متنام بالمعرفة عند الجميع وشعورهم بالاكتفاء المعرفي...
والنصيحة للجميع:
أن يتوقفوا عن محاولة إثراء أو تعليم أو إدهاش أو إغراب بعضهم البعض.
فهي محاولة في،الغالب ستكون فاشلة.
المجلس الوحيد من مجالس الناس العامة الذي يحقق الفائدة للجميع ولو مع عدم الشغف والجديد من المعرفة المجردة
هو الذكر.
المجلس الذي يبقى له معنى في كل هذا الركام هو مجلس يذكرك الله فيه
ولو لم يكن هناك إضافة معرفية جديدة
ولو كان كان ما سمعت من الذكر معلوما لديك.
لكن ثمرات الذكر تكفي ليكون هذه المجلس هو تاج المجالس.
توقفوا رحمكم الله عن الاستعراض المعرفي واذكروا الله.
لا أحد يستمع لاهتمامك المفاجيء بالطب والكيمياء
ولا بطبقات الأرض وطول الأنهار،وأسباب الزلازل
ولا أحد يثق بما تقول عن المناخ والفلك والنجوم.
الكل عند أطراف أصابعه نفس المقاطع التي شاهدتها أنت.
والكل تناقلوا العجائب التي تريد أن تدهش الحاضرين بها.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن تنفع نفسك اليوم به وتنفعهم
قل:
اذكروا الله.
سبحوا الله.
اذكروا نعم الله.
مختارات