الرحمة
الرحمة أصل مذكور في الأدعية الكبار، فما تيب على أبينا وأمنا عليهما صلوات الله وسلامه إلا برحمته: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
وهي حاضرةٌ في دعاء سيدنا نوح عليه صلوات الله وسلامه: وإن لا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين.
وفي دعاء سيدنا أيوب عليه صلوات الله وسلامه،" رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.. وغير ذلك الكثير
وفي حديث اختصام الملأ الأعلى يقول سيدنا أبو القاسم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحبَّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي وإذا أردت بعبادك فتنةً فاقبضني إليك غيرَ مفتون، اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك.
وفي الدعاء الجامع خيري الدنيا والآخرة، الذي أوصى به من سأله بم يدعو: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني.
وهو كثيرٌ كثرةً ظاهرةً في أدعيته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وفي أدعية المؤمنين في القرآن كثيرا ما ترد الرحمة، ومن أجلها خاتمة سورة البقرة: واعف عنا واغفر لنا وارحمنا..وفي دعاء فتية الكهف: ربنا آتنا من لدنك رحمةً..وفي دعاء الملائكة من حملة العرش ومن حوله: ربنا وسعت كل شيء رحمةً وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم..
والاسم الذي سميت به سورة، وأتى وحده في آيةٍ، هو: الرحمن. ففي ذكر هذا الاسم وحده آيةً=معنًى جليل وإشاراتٌ لا تتناهي!
تدور على أن من أعظم أسمائه وأجل آلائه:
رحمته خلقه، فما قام هذا العالم إلا برحمته، ولا ينجو أحد من آفات الدنيا وشدائد الآخرة إلا برحمته، ولا يدخل الداخلون الجنةَ إلا برحمته، وما أرسل الرسل وأنزل الكتب إلا برحمته..
وهذا معنى جليل يطول البيان عنه طولًا، فلا تفلت ذكر الرحمة في ضراعاتك، وتوسل إليه بها=لينال قلبك ومعاشك وحياتك نثار الرحمات الذي لا يتناهى، فتنجو هنا وهنالك! والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم!
مختارات