أعذب الحب أدومه..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ.)
متفق عليه.
الأعمال هنا يعم جميع الأعمال الصالحة ويدخل فيها العلاقات ومعاملة الخلق بالحسنى.
العلاقات مع بعض الخلق تفتقر للديمومة والتوازن يعطون بسخاء ثم يبتعدون بجفاء
علاقاتهم كالمد والجزر
عواصف من الحب الجارف أو البرود التالف
فهم يبالغون في الإحسان حتى يملوا
فيقطعوا إحسانهم ولطفهم
ولو أنهم توسطوا في علاقاتهم واعتدلوا في معاملتهم لكان هذا أعون لاستدامة حبهم وأجرهم.
حين نمنح الآخرين طوفانا من اللطف والعناية والحب فإننا نعرض أنفسنا للانقطاع لأننا لا نملك الطاقة الكافية للمحافظة على هذه الوتيرة.
وحينها نتوقف فجأة مما يسبب لهم آلاما وتساؤلات وحيرة عن سبب هذا الانقطاع.
فنستلب من سعادتهم أضعاف ما منحناه لهم بحبنا ولطفنا معهم.
نعم قد يكون هذا الانقطاع لأسباب منهم أو ظروف صعبة يعذر بها الجميع.
الحديث هنا عن شخصيات تفتقد للتوازن فهي تقبل بحرارة ولطف بالغين...لكنها سرعان ما تنقطع من غير سبب ظاهر.
السبب الوحيد أن هذا الإقبال واللطف فوق القدرة على الدوام
أحبب وتلطف وامنح وعبر باعتدال حتى تكون قادرا على مواصلة الطريق.
لا تعود نفوسا ضعيفة أحبتك على مواسم ربيع
ثم تتركهم في شتاء كالح.
الوفاء ليس إلا القدرة على ترشيد الحب وتدبيره على المواسم.
الأوفياء هم أناس قاوموا نزعات غلو المشاعر وحافظوا على لطف دائم معتدل.
وكان أحبتهم آمنين من عواصف مشاعرهم الصاخبة.
مختارات