مريم عليها السلام..
فَأَجَاۤءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ یَـٰلَیۡتَنِی مِتُّ قَبۡلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسۡیࣰا مَّنسِیࣰّا ٢٣﴾ [مريم ٢٠-٢٣]
من عجيب لطف الله بعباده
أن مريم عليها السلام تمنت في ساعة الضيق لو كانت نسيا منسيا تمنت أن تكون شيئا ينسى فلا يتذكره أحد ولا يخطر على باله وأكدت ذلك بلفظي (نسيامنسيا) كما قال قتادة
أي ليتنى لا أعرف ولا يدرى من أنا
وخافت أن تأكلها ألسن الناس وأن يطعنوا في عرضها.
ولكن الله بلغها عكس ما تمنت لنفسها من النسيان ومحو الذكر
فجعل لها ذكرا لا يكاد يكون لامرأة قط
ولا تكاد تمر لحظة من الدهر إلا ومريم عليها السلام مذكورة بالطهر والذكر والثناء الجميل. وقد ذكرت في القرآن أكثر من ثلاثين مرة
ومليارات البشر اليوم وعلى مدى قرون متطاولة يذكرونها بالثناء الجميل.
وليس العجب مما يصيب الإنسان من الهم والضيق ولا مما يتمنى لنفسه في تلك الساعة ولا من فرج الله على عبده
فكل هذا يقع لكن غاية الألطاف هنا
كأن الله قال لها (حين تمنت أن تكون كقطعة بالية رماها الناس زهدا فيها ونسوها):
لا...بل أجعل لك الذكر الجميل والثناء المنشور ولسان الصدق ولا تنسين قط. وأعطيك وقد تمنيت النسيان بسبب هذا الموقف أجعله نفسه سببا لخلود ذكرك الطيب في العالمين
بل حين ذكرها الله تعالى في كتابه قال لنبيه(واذكر) في الكتاب مريم....) (اذكر ) والذكر ضد الترك والنسيان والإغفال.اذكر يا خاتم النبيين ويا أعظم الرسل في (الكتاب) الذي هو أعظم الكتب (مريم).
مختارات