كل ضيق يكون متسعا لتراحم الناس وتباذلهم وتعاطفهم
ومن استحضر: "وآتى المال على حبه"، و" ويطعمون الطعام على حبه"، و قوله تعالى في الحديث الإلهي"، "أنفِق أُنفِق عليك"، وقول سيدي ﷺ " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته"، ووصاته لسيدنا بلال رضي الله عنه ولا يُعرف سيدنا بلال رضي الله عنه بثراء، ومع هذا قال له: "أنفق بلال ولا تخشَ من ذي العرش إقلالا"=طابت نفسه بالبذل وفرحت بالعطاء والجود.وكما قال أبو عبدالله ابن قيم الجوزية رحمه الله: والله يكون لعبده كما يكون العبد لعباده! فهو جواد يحب الجود كريم يحب الكرماء عفو يحب العافين.ومن علم نفسه وأنها لا تستقيم بضعفها وأعمالها المسكينة، سارع في مؤازرتها بصنائع المعروف، وقضاء الحوائج؛ فإنه بمعروفه يبسط من خيره ظلا يقيه حر البلاء في الدنيا، وحر الموقف يوم البعث؛فقد قال سيدي ﷺ: " كلُّ امرئٍ في ظل صدقته حتى يُفصَل بين الناس".وقد روى هذا الحديث سيدنا أبو الخير، وكان لا يخطئه يومٌ إلا تصدق فيه بشيء، رضي الله عنه.وهذه الرحمة هي التي يُرحم بها الناس: إنما يرحم الله من عباده الرحماء!اللهم اجعلنا من المرحومين الراحمين، أرفق الناس بالناس وأكثرهم حبا للخير لهم.
مختارات