كيفية الجمع بين أن الرحمة صفة من صفاته واستغاثة النبي بها صلى الله عليه وسلم كما في الحديث : برحمتك أستغيث ..
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله
:
الاستغاثة برحمته استغاثة به
في الحقيقة، كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة، وكما أن القسم بصفاته
قسم به في الحقيقة.
( 1/111)..
كيفية الجمع بين أن الرحمة صفة من صفاته تعالى اتفاقا..
واستغاث بها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث:
" يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث.. " إلخ
مع نصه صلى الله عليه وسلم أنها مخلوقة..
كما في صحيح البخاري:
" إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة..
فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة..
وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة..
فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة:
لم ييأس من الجنة..
ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب:
لم يأمن من النار"
..
قال الشيخ الراجحي ـ سلمه الله ـ في تعليقاته على صحيح البخاري[81 كتاب
الرقاق]:
(1)-هذه رحمة مخلوقة وهي غير الرحمة التي هي صفة من صفات
الله تعالى..
فالرحمة رحمتان:
رحمة صفة لله لا تكيف ولا تعطل..
ورحمة مخلوقة هي المذكورة في هذا الحديث..
(2)- ويوم القيامة يضم هذه الرحمة إلى ما عنده
فتكون مائة رحمة يرحم بها عباده كما جاء ذلك في الحديث، مع رحمته التي هي صفة من صفاته.ا.هـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في "العقيدة
الواسطية":
( إثبات صفة الرحمة وأنها حقيقة لا مجاز )
فهذه الآيات أفادت إثبات صفة الرحمة وأنها حقيقة لا مجاز،
كما أفادت أن الرحمة
المضافة إليه -سبحانه وتعالى- تنقسم إلى قسمين: قسم يضاف إليه -سبحانه وتعالى- من إضافة الصفة إلى
الموصوف كما قال سبحانه: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وكما في الحديث: برحمتك أستغيث.
والثاني: يضاف إليه سبحانه وتعالى من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، وهي الرحمة
المخلوقة كما
في الحديث: إن الله خلق مائة رحمة والحديث الآخر: أنه قال سبحانه وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء..
*قال الشيخ الراجحي معلقاً على المتن:
يعني: رحمتي مخلوقة، فالرحمة تضاف إلى الله إضافة الصفة
للموصوف، فهي صفة من صفاته..
والثانية: تضاف إليه إضافة المخلوق إلى الخالق، الرحمة
المخلوقة، كالأرض: أرض الله، سماء الله، رحمة الله.. المخلوقة يعني.ا.هـ
..
من الإيضاح حول الرحمة المخلوقة بتصرف
مختارات