المُعين الثالث: الجهر والتغني بالقراءة
الجهر: هو رفع الصوت بالقراءة.
والتغني: هو التطريب والتلحين وتزيين الصوت بالقراءة وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ " رواه البخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ، يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ "
رواه البخاري ومسلم.
ومعنى أذن: أي استمع.
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا - أَيِ اسْتِمَاعًا - لِلرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ
مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ " سنن ابن ماجه.
إن الجهر بما يدور في القلب أعون على التركيز والانتباه ولذلك تجد الإنسان يلجأ إليه قسرا عندما تتعقد الأمور ويصعب التفكير.
إن البعض عند قراءته للقرآن يسر بقراءته طلبا للسرعة وقراءة أكبر قدر ممكن وهذا خطأ ومن الواضح غياب قصد التدبر في مثل هذه الحالة.
والجهر درجات:
أدناها أن يُسمع المرء نفسه، مع تحريك أدوات النطق من لسان وشفتين.
وأعلاها أن يُسمع مَنْ قرب منه، فما دونه ليس بجهر، وما فوقه يُعيق التدبر ويُرهق القارئ.
ومما يضبط لك مقدار الجهر أن يكون كـقراءة الإمام بالصلاة.
وكلما كان الصوت مشدودًا حيًا، كان أعون على التدبر وطرد الوساوس والأفكار المتطفلة على القلب أثناء القراءة.
فوائد الجهر بقراءة القرآن:
من فوائد الجهر بقراءة القرآن ما يلي:
- استماع الملائكة الموكلة بسماع الذكر لقراءة القارئ.
- هروب وفرار الشياطين عن القارئ والمكان الذي يقرأ فيه.
يقول أبو هريرة -رضي الله عنه-:
" الْبَيْتُ يُتْلَى فِيهِ كِتَابُ اللَّهِ كَثُرَ خَيْرُهُ، وَحَضَرَتْهُ الْمَلائِكَةُ، وَخَرَجَتْ مِنْهُ الشَّيَاطِينُ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي لَمْ يُتْلَ فِيهِ كِتَابُ اللَّهِ ضَاقَ بِأَهْلِهِ، وَقَلَّ خَيْرُهُ،
وَحَضَرَتْهُ الشَّيَاطِينُ، وَخَرَجَتْ مِنْهُ الْمَلائِكَةُ ".
كيفية التغني:
التغني يحصل بالـتلحين وشد الصوت، ألا نلاحظ المطربين كيف يتلاعبون بالعواطف ويسيلون الدموع بكلام غير مفهوم أو بكلام فاسد،
فكيف إذا كان مثل هذا التغني بكلام الله تعالى؟.
إن حسن الصوت له ارتباط قوي بخشوع القلب، وبينهما تلازم كبير، فكل واحد منهما يؤثر في الآخر، فـخشوع القلب يؤدي إلى قوة التغني،
وقوة التغني تؤدي إلى خشوع القلب وهكذا.
والمتأمل لأحكام التجويد يجد أن معظم التغني يدور على أمرين هما:
- المد.
- والغنة.
ولكل منهما مواضع وأحكام من ركز عليهما تحسنت قراءته كثيرا، وأمكنه التغني بالقرآن، وزيادة مستوى تدبره للقرآن.
مختارات