أهؤلاء النساء إماء ... ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أهؤلاء النساء إماء...؟؟
الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
نظرة مؤلمة:
أتعجب كثيراً وأقف في حيرة الحليم...، حينما أرى هذه الصورة المؤرقة المحزنة، التي تترى على أبصارنا كثيراً كثيراً، وتملأ القلوب بعاصفة مزلزلة من الفتن والشهوات واللذات المحرمة، إنها الصور المتبرجة والعارية الفاضحة على صفحات العالم من المجلات والدوريات والجرائد وصفحات الشبكة العنكبوتية (Internet)، فضلاً عن الشوارع والسينما والشاشات والفضائيات وكذلك الإعلانات المخزية للسلع والمنتجات وغالب المطعومات والمشروبات.
ويزداد الألم والكمد حينما نعلم أنها صورة من صور قومٍ تسموا بأسمائنا، وسكنوا بيننا، وكثير منهم أقارب لنا، فهم أمهات وأخوات، وخالات وعمات، وزوجات وبنات، ومحارم وأصهار، وجيران ومعارف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كانت المرأة في الجاهلية الأولى من سقط المتاع،... لا كرامة لها توزن بها إنسانيتها،... لا وزن ولا اعتبار لأنها شئ قليل حقير،... لا مكانة لأنها ليس كالرجال،... لا سلطان لأنها ليست صاحبة القرار،... لا ملكية لأنها مملوكة وما ملكت،... لا حرية لأنها عبدة مستعبدة،... لا اختيار لأنها تحت إمرة سيدها،... لا تصرف لأنها لا تملك شيئاً،... متاع لكل من أراد،... شهوة لكل طالب لذة في الحرام أو في الحلال سواء،... أمة تباع في أسواق النخاسة والعبيد،... ذليلة حسيرة كسيرة،... توأد حيةً بالقتل والدفن بين الحفر والرمال، وبين أحضان العواصف الهائجة في تخوم الجبال،... وما كان لها من شأن إلا بقايا من دين إبراهيم عليه السلام أومروأة الرجال...، إلى آخر ذلك من الذل والهوان....، وهذه هي امرأة الجاهلية الأولى وبنتها..
تكريم رباني:
أما الإسلام... فقد غير مجرى تاريخ المرأة، وصاغ بناء شخصيتها بناء جديداً فريداً، حقاً أقول لقد ولدت المرأة في دين الإسلام مولداً جديداً طاهراً، لقد رفعها الإسلام وصان لها كرامة إنسانيتها، لأنها مخلوقة كالرجل ومن الرجل وللرجل سواء بسواء كما قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً "، وقال تعالى: " وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ "، وقال تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "، وفك الإسلام قيود الجاهلية من الذل والاستعب اد لها، وقدم لها الحرية في حدود الشريعة التي رسمها الله تعالى، وتحفظ لها كرامتها وأنوثتها وإنسانيتها...
لقد صاغ الإسلام سياجاً وقائياً قوياً، لحماية المرأة من أن ينالها سوء أو مكروه، أوتقع ثانية في موارد الذل والإهانة والعبودية لغير خالقها تعالى، فمن ذلك:
1- أن كرم الإسلام المرأة تكريما عظيما، كرمها باعتبارها (أُمّاً) يجب برها وطاعتها والإحسان إليها، وجعل رضاها من رضا الله تعالى، وأخبر أن الجنة عند قدميها، أي أن أقرب طريق إلى الجنة يكون عن طريقها، وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد التأفف، وجعل حقها أعظم من حق الوالد، وأكد العناية بها في حال كبرها وضعفها، وكل ذلك في نصوص عديدة من القرآن والسنة.
ومن ذلك: قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) الأحقاف/15، وقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الإسراء/23، 24.
وروى ابن ماجه (2781) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَال َ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ: قَالَ: وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ارْجِعْ فَبَرَّهَا. ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْجَانِبِ الآخَرِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَ: وَيْحَكَ ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا. ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَ: وَيْحَكَ ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَيْحَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ) صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة. وهو عند النسائي (3104) بلفظ: (فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا).
وروى البخاري (5971) ومسلم (2548) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ.قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ). إلى غير ذلك من النصوص التي لا يتسع المقام لذكرها.
وقد جعل الإسلام من حق الأم على ولدها أن ينفق عليها إذا احتاجت إلى النفقة، ما دام قادرا مستطيعا، ولهذا لم يعرف عن أهل الإسلام طيلة قرون عديدة أن المرأة تُترك في دور العجزة، أو يخرجها ابنها من البيت، أو يمتنع أبناؤها من النفقة عليها، أو تحتاج مع وجودهم إلى العمل لتأكل وتشرب.
2- وكرم الإسلام المرأة زوجةً، فأوصى بها الأزواج خيرا، وأمر بالإحسان في عشرتها، وأخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إلا أنه يزيد عليها درجة، لمسئوليته في الإنفاق والقيام على شئون الأسرة، وبين أن خير المسلمين أفضلُهم تعاملا مع زوجته، وحرم أخذ مالها بغير رضاها، ومن ذلك قوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء/19، وقوله: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة/228.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي) رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
3- وكرمها بنتا، فحث على تربيتها وتعليمها، وجعل لتربية البنات أجرا عظيماً، ومن ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ) رواه مسلم (2631).
وروى ابن ماجه (3669) عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه. وقوله: (من جِدَته) أي من غناه.
4- وكرم الإسلام المرأة أختا وعمة وخالة، فأمر بصلة الرحم، وحث على ذلك، وحرم قطيعتها في نصوص كثيرة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ) رواه ابن ماجه (3251) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.
وروى البخاري (5988) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: قال اللَّهُ تعالى – عن الرحم-: (مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ).
وقد تجتمع هذه الأوجه في المرأة الواحدة، فتكون زوجة وبنتا وأما وأختا وعمة وخالة، فينالها التكريم من هذه الأوجه مجتمعة.
وبالجملة ؛ فالإسلام رفع من شأن المرأة، وسوى بينها وبين الرجل في أكثر الأحكام، فهي مأمورة مثله بالإيمان والطاعة، ومساوية له في جزاء الآخرة، ولها حق التعبير، تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله، ولها حق التملك، تبيع وتشتري، وترث، وتتصدق وتهب، ولا يجوز لأحد أن يأخذ مالها بغير رضاها، ولها حق الحياة الكريمة، لا يُعتدى عليها، ولا تُظلم.ولها حق التعليم، بل يجب أن تتعلم ما تحتاجه في دينها.ومن قارن بين حقوق المرأة في الإسلام وما كانت عليه في الجاهلية أو في الحضارات الأخرى علم حقيقة ما قلناه، بل نجزم بأن المرأة لم تكرم تكريما أعظم مما كرمت به في الإسلام.
ولا داعي لأن نذكر حال المرأة في مجتمع الإغريق أو الفرس أو اليهود، لكن حتى المجتمعات النصرانية كان لها موقف سيء مع المرأة، فقد اجتمع اللاهوتيون في " مجمع ماكون " ليبحثوا: هل المرأة جسد بحت أم جسد ذو روح؟! وغلب على آرائهم أنها خِلْو من الروح الناجية، ولا يستثنى من ذلك إلا مريم عليها السلام. وعقد الفرنسيون مؤتمرا سنة 586م للبحث في شأن المرأة: هل لها روح أم لا؟ وإذا كانت لها روح هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وأخيرا قرروا أنها إنسان ! ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب. وأصدر البرلمان الإنجليزي قرارا في عصر هنري الثامن يحظر على المرأة أن تقرأ " العهد الجديد " لأنها تعتبر نجسة. والقانون الإنجليزي حتى عام 1805 م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات.
وفي العصر الحديث أصبحت المرأة تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في العمل لنيل لقمة العيش، وإذا ما رغبت في البقاء في المنزل فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها وثمن طعامها وغسيل ملابسها ! ينظر: " عودة الحجاب " (2/47- 56).
فكيف يقارن هذا بالإسلام الذي أمر ببرها والإحسان إليها وإكرامها، والإنفاق عليها؟!
(الإسلام سؤال وجواب).
5- ومن ذلك أيضاً: أن الإسلام صاغ لها قواعد جليلة كبرى حفاظاً عليها من عبث العابثين، وشهوات المغرضين والغاوين فمما شرع الإسلام:
أولاً: أمر المرأة المسلمة بالقرار في بيتها.
ثانياً: منع الاختلاط عند الخروج.
ثالثاً: منع الدخول عليهن والاختلاء بهن.
رابعاً: حرم سفرها من غير محرم.
خامساً: أمرها بلبس الحجاب والاحتشام عند الخروج من بيتها وقرارها للحاجة والضرورة والعلم والبيع والشراء، وحرم عليها التبرج والعري والسفور، وإظهار الزينة والمفاتن.
سادساً: أمرهن بغض البصر عن الرجال إلا من ضرورة شرعية، وكذلك أمر الرجال بالعفة وغض البصر عن المحرم من النظر إلى النساء. إلى غير ذلك من قواعد صيانتها والمحافظة عليها من لوث الجاهليات البشرية، والشهوات المحرمة الجامحة في النفوس الدنيئة الضعيفة.
• نداء الفطرة:
واليوم وبعد طول زمان، عبث العابثون، وطمع الطامعون، خلف هذه الجوهرة المصونة، واللؤلوة المكنونة بنت الإسلام، فأخرجوها من قعر بيتها، ومكان تشريفها، ولباس حيائها وعفتها وطهرها، وابتكروا لها وسائل متنوعة من العبث واللهو بها، وجعلها دمية بأيديهم، ومحلاً لشهواتهم الرخيصة، وخدعوها وقالوا حرروها، وأعروها وجردوها من لباسها وجوهرها، وقالوا قدموها وطوروها، وجعلوها محلاً نجساً لأغراض فروجهم وفواحشهم، وقالوا وردة زاهية نستنشق عبيرها، لقد صيروها لاعبة للكرة تتعرى في النوادى من أجلها، وصيروها ممثلة وفنانة زعموا ليتمتعوا بها من خلف الكواليس الشيطانية، وليغروا بها السفهاء والإماء والجاهلين، وصيروها قائداً للسيارات توصلهم إلى أغراضهم الدنيئة كثيراً، وصيروها رئيسة للوزراء، وقاضية للمحاكم، ومديرة للنوادي، وخادمة للركاب في الطائرات والاستراحات، وتقديم المنافع وربما الفواحش والزنا في الفنادق والبارات...، وجعلوها عارضة للأزياء العالمية والموضات، وجعلوها تاجرة مروجة للسلع والمأكولات وأطباق الحلويات... ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى...
وليت شعري... ماذا قدمت المدنية العصرية الحديثة للمرأة من جديد.. في عالم التقدم والحرية... كل ذلك فضلاً عن أنها صورها وجمالها الذي يلفت انتباه الناظرين... والآن صارت صورة المرأة فضلاً عن جسدها تعرض بأرخص الأثمان، تعرض على صفحات الشبكة العنكبوتية بلا خجل أو وجل،... وسؤال راودني كثيراً... أين آبائهم وأمهاتهم....؟؟ وأين إخوانهم وأقربائهم...؟؟ وأين... وأين... وأين...
ذكرتني هذه الصور المؤلمة من التردي والتلهي بالمرأة المسلمة، بما كانت عليه أيام الجاهلية، فالإسلام أمر المرأة بالستر والحجاب عن الرجال، فكيف بالعالم، لقد أمرت المرأة بالحجاب وتميزت الحرة به دون الإماء من العبيد والخدم وغيرهن، حتى قالت هند رضي الله عنها وهي تبايع النبي صلى الله عليه وسلم على ترك الزني والفواحش: أو تزني الحرة يا رسول الله..؟؟؟
نعم أو تنشر الحرة اليوم صورها ولباسها وتعريها على صفحات الجرائد والمجلات والجرائد...؟؟
أو تنشر الحرة زينتها وجمالها ليراها كل العالمين من الصالحين والطامعين والمغرضين..؟؟
أو تصنع المرأة اليوم مدونة أو موقعاً لها أو منتدىً تنشر فيه ما لديها من حيائها وعفتها وكرامتها..؟؟؟
إن كل ذلك... من صفات الإماء والعبيد وليس من صفات الحرائر والعفائف والطاهرات...
حقاً: لقد تحولت المرأة اليوم من جديد ببعدها عن معينها ومنبع عزها إلى أمة تباع على كل الوجوه، وتعرض في كل الأماكن وبأرخص الأثمان..
فمتى ترجع المرأة المسلمة الحرة العفيفة إلى النور..؟، ومتى تتلمح البصيرة والهداية...؟، ومتى تعلن التوبة والرجعة...؟، ومتى تسلك طريق الصالحات القانتات خلف النساء الحرائر...؟، ومتى تفقه فقه عائشة أم المؤمنين، وحياء فاطمة الزهراء البتول...؟، وطهارة مريم بنت عمران، وعزة آسية بنت مزاحم، ونفاسة نفيسة البيت والعلم...؟؟
ومتى يصحوا قلبها وإيمانها ليقول لها:: أو تزني الحرة يا رسول الله..؟؟؟
نعم أو تنشر الحرة اليوم صورها ولباسها وتعريها على صفحات الجرائد والمجلات والجرائد، في خزي فاضح، وعيب لائح...؟؟ عصمنا الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن...
مختارات