هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان رواه البخاري (2025)، ومسلم (2/830).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده. رواه البخاري (2026)، ومسلم (2/831).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر، ثم دخل معتكفه، وأنه أمر بخبائه فضرب، لما أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فأمرت زينب بخبائها فضرب، وأمر غيرها من أزواج النبي ﷺ بخبائها فضرب، فلما صلى رسول الله ﷺ الفجر نظر فإذا الأخبية، فقال: " آلبر تردن؟! " فأمر بخبائه فقوض، وترك الاعتكاف في شهر رمضان، حتى اعتكف في العشر الأول من شوال رواه البخاري (2033)، ومسلم (2/831).
وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يتخذ خباء يخلو فيه في أيام اعتكافه.
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين رواه البخاري (2044).
وكان سبب اعتكافه ﷺ طلب ليلة القدر، كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول اللهﷺ يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان رواه البخاري (2020).
وثبت في " صحيح مسلم " (2/825) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهﷺ: إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ـ ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف.
وكان يرغب في قيام ليلة القدر، كما ثبت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. رواه البخاري (1901)، ومسلم (1/524).
وكان صلى الله عليه وسلم في حال اعتكافه ربما أخرج رأسه لعائشة لترجله له، وكان لا يخرج من المسجد إلا لحاجة الإنسان، كما ثبت في الصحيحين (البخاري (2028)، مسلم (2046) عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد، فأرجله وأنا حائض. وفي حديث آخر البخاري(2029) قالت: كان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا.
وكان ﷺ ربما زاره بعض أزواجه وهو معتكف، فيخرج معها ليرجعها إلى بيتها، كما ثبت في " الصحيحين " البخاري(2035)، مسلم (4/1712) من حديث علي بن الحسين أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيىّ،فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا.
وفي رواية عند البخاري (2038): كان النبيﷺ في المسجد وعنده أزواجه فَرُحْنَ، فقال لصفية بنت حيى: لا تعجلي حتى أنصرف معك، وكان بيتها في دار أسامة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم معها.
وقال العلامة ابن القيم: (وكان إذا اعتكف طرح له فراشه، ووضع له سريره في معتكفه، وكان إذا خرج لحاجته، مر بالمريض وهو على طريقه، فلا يعرج عليه ولا يسأل عنه. واعتكف مرة في قبة تركية، وجعل على سدتها حصيراً، كل هذا تحصيلا لمقصود الاعتكاف وروحه، عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع عشرة، ومجلبة للزائرين، وأخذهم بأطراف الأحاديث بينهم، فهذا لون، والاعتكاف النبوي لون. والله الموفق) انتهى من ـ " زاد المعاد " (2/89-90).
مختارات