أخطاءٌ عامَّةٌ وشائعةٌ في الحجِّ
1- التمسُّح بكِسْوة الكعبة وجدرانها وحِلَق الأبواب؛ فإنه لا يجوز التبرُّك بالشجر أو بالحجر.
2- وقوف البعض تحت ميزاب الكعبة عند نزول المطر؛ للتبرُّك بالماء النازل منه.
3- استباحة المرور بين يَدَي المصلِّي في المسجد الحرام، ومقاومتهم للمصلِّي الذي يحاول دفعهم.
4- تلاوة بعض الحجَّاج أذكار خاصَّة عند تقبيل الحجر الأسود، وكذا عند دخول حِجْر إسماعيل.
5- اتِّباع الحجَّاج وتوديعهم عند السفر إلى الحج بآلات اللهو والموسيقى، أو استقبالهم بها عند عودتهم، وتعليق الزينة والأنوار وغيرها.
6- يقوم البعض بدهان واجهة بيت الذي سافر للحج ونقشه بالصُّور، وكتابة اسم الحاجِّ عليه وبعض آيات القرآن، والمراءة بذلك.
7- والبعض يتفاخر على أقرانه أنَّه حجَّ حجًّا سياحيًّا أو حجًّا سريعًا أو حجًّا ممتازًا، فأين الحج المبرور؟!
والرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم - حجَّ عام الحجِّ على رَحْلٍ رثٍّ، عليه قطيفةٌ لا تساوي أربعة دراهم، وكان يخاف من الرِّياء والسُّمعة؛ فكان النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعو ويقول: (اللهم اجعله حجًّا لا رياء فيه ولا سُمْعَة)، وقال أنسٌ – رضيَ الله عنه -: حجَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم - على رَحْلٍ رَثٍّ عليه قطيفةٌ لا تساوي أربعة دراهم، وقال: (اللهم اجعله حجًّا لا رياء فيه ولا سُمْعَة).
فأين هذا ممَّن يتفاخر على أقرانه بأنه حجَّ حجًّا سياحيًّا أو سريعًا أو ممتازًا! فأين الحج المبرور الذي ذكره الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي هو مطلب المسلم حتى يُغْفَر له ما تقدَّم من ذنبه؟!
8- زيارة بعض الآثار على سبيل التعبُّد؛ مثل غار حراء وغيره، قد قال عمر بن الخطاب – رضيَ الله عنه – والأثر ذكره سعيد بن منصور – رحمه الله -: " إنما هلك مَنْ كان قبلك بمثل هذا؛ يتَّبعون آثار أنبيائهم ".
9- التقاط الصور التذكارية وسط الحَمام أو عند الأماكن المقدَّسة، وقد لعن الله المصوِّرين، والملائكة لا تدخل بيتًا فيه تصاويرٌ، والتصوير حرامٌ إلا لمصلحةٍ راجحة، والحُرْمَة أشدُّ في هذه البقاع المباركة.
10- استعمال المعازف والملاهي في الحجِّ وغيره، وكذلك مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني، وسائر مظاهر الفُحْش والتفحُّش.
11- اعتقاد بعض الحجَّاج أنَّ كلمةَ (حاجٍّ) أصبحت حقًّا مكتسبًا لهم عند عودتهم من أداء هذه الفريضة، ولا ينبغي أن يُنادَوا إلاَّ بها، ولا يلقَّبوا بدونها، وهذا خطأٌ في الفَهْم لهذه الفريضة؛ بل ولأمور الدِّين عامَّة؛ فلم يشتهر أنه خوطب بها رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد حجَّته التي حجَّها، والتي عُرِفَت بحجَّة الوداع، كما لم يشتهر عن سلفنا الصالح – رضوان الله عليهم – أنه لقَّبوا أحدًا بـ (الحاجّ فلان).
فالحج فريضةٌ كالصلاة والزكاة، وكما أنه لا يُقال للمصلِّي: يا مصلِّي، ولا يُقال للمزكِّي: يا مزكِّي - فكذلك لا يُقال للحاجِّ: يا حاجُّ.
وأما إن قيلت على سبيل التوقير والإجلال – وخاصةً أنَّ مَنْ يحجَّ في الغالب كبار السن - فلا بأس في ذلك؛ بل هذا الأمر من إعظام واحترام الصغير للكبير، وتصديقًا لحديث النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إن من إجلال الله - عزَّ وجلَّ - إكرام ذي الشَّيْبَة المسلم)، وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (ليس منَّا مَنْ لم يرحمنا صغيرنا ويوقِّر كبيرنا، ويعرف لعالِمنا حقَّه).
مختارات