أنماط: (38) نمط الفزع الهلوع!
ومن الأنماط المؤسفة نمط الأخ الفزع الهلوع!
وهذا النمط شديد الخطورة على نفسه وعلى غيره..
كل خبر أو شائعة تهز قلبه وكل بغي أو جور يزعزع ثقته وكل صيحة يحسبها عليه..!
لستُ أتحدَّث هنا عن الخوف الذي هو شعور إنساني مُعتبر منه ما هو جبلي طبيعي..
ولقد خاف نبي الله موسى وخاف نبي الله هارون عليهما السلام وخاف وغيرهما من الصالحين لكن خوفهم لم يُثنهم عن قولة حق وإقدام صدق ولم يُزعزع ثقتهم أو يهز يقينهم..
فليس كل خوف جُبنًا وليس كل خائف خوارًا..
فقط حين يكسر الخوف الهِمَّة ويخرس اللسان عن نطق الحق ويقمع الصوت عن دعوة الصدق يكون ذلك هو الجبن والخور..
والأدهى إن يتعدَّى القلب فيخرج إلى ما حوله ويصير مفزعًا لغيره مُرجفًا لهم..
وهذا هو النمط الذي أتحدَّث عنه..
حين يُسيطر الفزع على نفسه ويتمكن الهلع من روحه ثم ينقله لمن حوله فيصير بؤرة تخذيل وتوهين وإضعاف للصف..
ولهذا النمط أقول إن كنت ولا بُدَّ خائفًا فاقصر خوفك على نفسك ولا تنقله لغيرك وإن كنت قد رضيت بضعفك فاكتفِ بذلك؛ ولا تُضعِف من دونك وإن كان الأولى بك أن تتذكَّر كون ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك..
فتوكل على مولاك واعتصم به ولتكن ممن آووا إلى رُكنه الشديد واجعل ذلك السؤال القرآني دومًا نُصب عينيك: {أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة من الآية:13].
مختارات