لم لا يأخذ الله الظالمين ويريح المؤمنين؟!
لأن الدنيا دار ابتلاء لا دار جزاء...
تخيل أن كل ظالم أخذه الله في الدنيا وعجّل عقوبته، هل سيظلم من الناس أحد؟!
أو يسيء أحد؟!
لو كانت العقوبة فورية ما كان لامتحاننا جدِّية؟!
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ} [الفرقان:20]، فقضى سبحانه أن يجعل بعض العباد فتنةً لبعض. فالصحيح فتنة للمريض، والغني فتنة للفقير، والفقير فتنة للغني، ومعنى هذا أن كل واحدٍ مختبر بصاحبه، فالغني ممتحن بالفقير عليه أن يواسيه ولا يسخر منه، والفقير ممتحن بالغني؛ عليه ألا يحسده ولا يأخذ منه إلا ما أعطاه، وأن يصبر كل واحد منهما على الحق كما قال الضحاك في معنى: {أَتَصْبِرُونَ} أي على الحق.
أصحاب البلايا يصيحون: لمَ لمْ نعاف؟ والأعمى يتبرّم: لمَ لمْ تجعلني بَصِيرا؟ وهكذا صاحب كل آفة.
والفتنة بحق أن يحسد المبتلى المعافى، ويحقر المعافى المبتلى.
والصبر الواجب: أن يحبس كلاهما نفسه... هذا عن البطر؛ وذاك عن الضجر.
وقوله: {أَتَصْبِرُونَ} محذوف الجواب يعني: أم لا تصبرون؟!
وهو سؤال موجه إلى كل مسلم؛ يحتاج منا جوابًا! لسانًا وأفعالًا وأحوالًا... أتصبرون؟!
مختارات