الم يعلم بأن الله يرى
يقول الله – عز وجل-:{ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق:14] نحن أمام تعجب شديد من تعجبات القرآن التى تزلزل القلوب وتقهر المتكبرين المستعلين المعاندين، حين يشعر الإنسان وهو يقرأ هذه الآية العظيمة أن الله يراه ويرعاه ويمنحه الصحة والمال الذي يتكبر به على ربه. فإنه يشعر بالضعف أمام مالك هذا الكون الذي يحيط بعلمه كل شيء! فحينها ينتابه الشعور بالخضوع والقهر من العلي القهار، نحن أمام آية تربي المؤمن على المراقبة والشعور بأن الله يراقب أفعاله وأقواله وأن الله هو المدبر لكل شيء في هذا الكون الفسيح وهو المتحكم في كل شيء والقادر على كل شيء فمهما تكبرت وتجبرت فأين أنت من الله؟! ألم تعلم أن الله يراك وبحفظه يرعاك! ثم بعد ذلك تجاهره بالمعاصي والذنوب وتستكثر على نفسك أن تتوب! ولا ترجع إلى ربك وتئوب! والله ما أحلم الله! إذ يراك تفعل كل هذا ويتركك! لا من ضعف ولا إهمال ولكنه أمهال، فلا تغتر بكثرة المال ولا كثرة العيال وتذكر المآل واعلم أنك راجع إلى الكبير المتعال، واعلم أن الله عليك رقيب وهو منك قريب ويفعل ما يريد فاخش على نفسك الدوائر واعلم أن الموت سيأتيك لا محالة، ثم ينبؤك ربك بكل عملته وما كسبته، فبادر بالتوبة قبل فوات الأوان واعلم أن ربك رحيم رحمن، ولا تنس شعارك ردده في كل وقت وفي كل زمان، وخاطب به نفسك وقل لها ألم تعلمي أن الله يراني! ويكلؤني ويرعاني:{ ألم يعلم بأن الله يرى}[العلق:14].
مختارات