المقدمة
يا صاحب الرسالة..
يا من تُعرف وسط ألوف من الناس، كسبيكة الذهب الأصلية بين الزيف، وحبة اللؤلؤ الطبيعي في كومة الخرز الرخيص.
يا صاحب الرسالة
هذه رسالتي إليك إن كان عزمك قد وهن، وعهدك قد نُسي.
هذه وصيتي
لمن زار الفتور روحه، وانخفضت لذلك درجة حرارة القلب، وتعرَّض لوعكة روحية.
لمن..
توالت عليه المسئوليات فاضطربت عنده الأولويات: الدنيا ومشتقاتها في رأس القائمة والآخرة في المؤخِّرة!!
غيث الكلِمات
ربما كان البكاء كافيا في حق غيرك، أما أنت فدموعك وأحزانك لهما وظيفتان: رفع الحق ودفع الباطل.
هذا الكتاب ديوان من دواوين الحماسة، وشعلة من شعلات العزم توقد البأس وتقدح زناد الفكر وتُعلي الهمم.
هو عصارة هَمٍّ وزفرة ألم.. أوجِّهها إلى من نسي مهمته وانشغل عن رسالته وأخذته دنياه بعيدا عن غايته.
وليس له فحسب.. بل لكل مسلم حيث نصرة الدين أمانة في عنقه مهما كان عليه من معصية من أكل الربا إلى ارتكاب فاحشة.
ليس هذا كتابا لطائفة خاصة من الأمة أو للصفوة من دعاتها بل للأمة بأسرها، ولكل لمن يعقل عن الله ورسوله ^ رجلا كان أو امرأة، شابا كان أو شيخا، أيًّا كان موقعه أو درجة قربه أو بعده عن ربه، ومهما كان علمه وثقافته، حيث واجب نصرة الدين قد طوَّق عنق الجميع، من آكل الحرام إلى المتهجِّد بالقيام، ومن مرتكِب الفحشاء إلى السامي إلى العلياء.
هذا الكتاب يُخاطب به الشيخ ذو الشيبة الذي يمتلك عزما وهمة، ولا يخاطب به الشاب مقعد الهمة الدنيوي.
أولا: مهموما بدعوته:
لماذا الهم بالدعوة؟!
كيف لا تحمل هَمَّ دعوتك..•
* وأنت ترى المنكرات تملأ الأرجاء حتى لو رآنا رسول الله ^ لأنكرنا.
• وأنت تخرج للأسواق فلا ترى غير شباب تائه يبحث عن فريسة تتعرَّض له وتتهادي بين يديه!!
• وأنت تعيش في أمة المليار ومع هذا لم تحصد في ميادين الإنجاز سوى الأصفار!!
•وأنت ترى التبرج يستشري والعري يسري وحجاب بناتنا يذوي، وإن ارتدينه فمظهر لا جوهر وشخص بلا روح، فلا سلوك يدل عليه أو آداب تبشِّر به.
•وأنت ترى غزة الأبية تعاني ما لو مَرَّ بالحديد لذاب و بالوليد لشاب؟!
•وقد علا صوت الباطل وخفت صوت الحق، وصار الأمر إلى ما قال شيخ الإسلام مصطفى صبري:
إذا قلتُ المحال رفعتُ صوتي وإن قلتُ اليقين أطلتُ همسي
•والدعوة كل يوم تطلبك وتستصرخ نجدتك وترتقب عودتك، ودينك الذي هو أغلى الأشياء أضحى وأمسى تحت القصف ولا ناصر أو مغيث؟!
مختارات