اسم الله الشكور 2
الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى : ( الشكور) :
أيها الأخوة الكرام ، لازلنا مع اسم " الشكور " وكما يقال ملخص الملخص أن المؤمن مع المنعم ، وأن غير المؤمن مع النعمة ، المؤمن يتجاوز النعمة إلى المنعم ، فيشكره بينما غير المؤمن يستمتع بالنعمة ويغفل عن المنعم .
الشكور يزكو عنده القليل من أعمال العباد ويضاعف لهم الجزاء :
أيها الأخوة ، اسم الله " الشكور " يعني أن " الشكور " إذا أعطى أجزل ، أي أكثر ، وإذا أُطيع بالقليل قبل ، وهو الذي يقبل القيل ويعطي الجزيل ، وهو الذي يقبل اليسير من الطاعات ، ويعطي الكثير من الدرجات .
و " الشكور " يزكو عنده القليل من أعمال العباد ، ويضاعف لهم الجزاء ، فيثيب الشاكر على شكره ، ويرفع درجته ، ويضع عنه وزره .
ورد في بعض الأحاديث أن المؤمن إذا وضع لقمة في فم زوجته ، يراها يوم القيامة كجبل أُحد ، أي عمل تقدمه هو في الحقيقة قرض لله عز وجل ، أي عمل تجاه أي مخلوق ولو كان هرة .
امرأة بغي ، شكر الله لها ، وغفر لها بأنها سقت كلباً كاد يأكل الثرى من العطش .
أي عمل تقوم به تجاه أي مخلوق ، ولو كان حيواناً ، ولو سقيت نباتاً ، هو في الحقيقة قرض لله عز وجل ، وهذه الآية إذا قرأها المؤمن ينبغي أن يقشر جلده : " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً " [البقرة:245] .
من أراد أن يكون أسعد الناس فليسعد من حوله :
أيها الأخوة ، شكر العبد لله ثناءه عليه ، المؤمن يشكر ، والله عز وجل يشكر ، المؤمن يشكر الله لإحسانه إليه ، والله عز وجل يشكر العبد لطاعته له .
للإمام الغزالي رحمه الله تعالى قول لطيف : إذا كان الذي أخذ فأثنى يعد شكوراً فالذي أعطى وأثنى أولى أن يكون شكوراً ، يعطي ، ويثني ، يعطي العبد يشكر ، والله عز وجل هو الذي أعطاه ، هو الذي مكنه أن يشكر ، وبعد ذلك الله عز وجل يشكر هذا العبد .
أنت حينما تقرأ في القرآن الكريم أن الله شكور ، يجب أن تندفع بكل ما تملك لخدمة عباده .
والله أيها الأخوة ، يمكن قرأت كلمة في مجلة مترجمة من أربعين عاماً ، هذه الكلمات دخلت في أعماق نفسي : إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين ، فأنت أسعدهم ، لأن الله شكور ، أنت حينما تفكر أن تقدم خدمة لإنسان ، لحيوان ، لنبات ، أنت حينما تفكر أن ترسم بسمة على وجه طفل ، أو على وجه أسرة بائسة تكون أسعد الناس .
أعرف رجلاً فقيراً جداً ، أصيب بآفة في قلبه ، والعملية تكلف مئات الألوف ولا يملك مها قرشاً واحداً ، زرته في البيت الكآبة مهيمنة ، الأولاد ، وضعهم حزين ، البيت فيه غمامة سوداء ، هو الرجل ، الأب ، الزوج ، ما في شيء ، إنسان محسن أمر طبيباً أن يجرى لهذا الفقير العملية على حسابه ، والله زرته بعد نجاح العملية الأطفال يكادون يرقصون من فرحتهم .
هذا الذي يدخل الفرح على قلوب الخلق بإحسانه إليهم ، بتخفيف آلامهم ، بحمل همومهم له عند الله مقام كبير ، إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين ، ولأن الله شكور تكون أنت أسعدهم .
سعادة الإنسان لا تأتي من المال بل تأتي من اتصاله بالله عز وجل : نحن في الأوراد نقول : اللهم صلِّ على سيدنا محمد ، وعلى آل محمد ، وصلِّ على أسعدنا سيدنا محمد .
السعادة لا تأتي من المال ، بل تأتي من اتصالك بالله عز وجل ، فإذا قدمت خدمات لعباد الله فالله شكور ، وعندئذٍ يشكرك .
والله مرة أخ حدثني ، قال لي : أنا كنت خارج دمشق ، وصلت إليها في الساعة الثانية عشرة ليلاً ، القصة بالثمانينات ، بأزمة لبنان ، رأى امرأة تمسك بطفل صغير وتبكي ، وإلى جانبها زوجها ، سأل ، الابن حرارته 42 ، هم غرباء من لبنان ، لا يعرفون أحداً ، قال لي : بقيت معهم حتى الساعة الرابعة صباحاً ، من مستشفى لمستشفى ، من صيدلية لصيدلية ، حتى انخفضت الحرارة وزال الخطر ، يقسم لي بالله أنه بقي أسبوعين وهو في جنة .
يحدثني طبيب ، يدخل لمستشفى عامة ، العناية فيها قليلة جداً ، يعامل المرضى وكأنهم في أرقى مستشفى ، المرضى الفقراء ، التحاليل ، الإيكو ، المرنان ، وكأنهم في أرقى مستشفى ، يقول لي : وأنا في هذه المستشفى العامة التي فيها إهمال كما هي العادة في كل بلاد العالم ، قال لي : أشعر وكأني في جنة ، لأن الله شكور .
سيدنا ابن عباس كان معتكفاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، معتكف بعبادة ، بل من أرقى العبادات ، رأى رجلاً كئيباً ، قال له : ما لي أراك كئيباً ؟ قال له : والله ديون لزمتني ما أطيق سدادها ، قال له : لمن ؟ قال له : لفلان ، فقال له ابن عباس : أتحب أن أكلمه لك ؟ قال له : والله أتمنى ، فانطلق ابن عباس من معتكفه ( أي خرج من عبادته ) قال له أحدهم : يا بن عباس أنسيت أنك معتكف ؟ قال : لا والله ، ولكني سمعت صاحب هذا القبر ( يقصد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، والعهد به قريب ، ودمعت عيناه ) سمعت صاحب هذا القبر يقول : والله ، لأن أمشي مع أخي في حاجته ، خير لي من صيام شهر ، واعتكافه في مسجدي هذا ، صيام من ؟ صيام سيد الخلق ، اعتكاف من ؟ اعتكاف رسول الله ، والله لأن أمشي مع أخ في حاجته خير لي من صيام شهر ، واعتكافه في مسجدي هذا .
الشكور الحقيقي هو الله جل جلاله لأنه يعطي العبد ثم يوفقه للشكر :
أيها الأخوة ، عالم جليل ابن القيم رحمه الله تعالى يقول : " الشكور " هو سبحانه وتعالى ، هو أولى بصفة الشكر من كل شكور ، بل هو " الشكور " على الحقيقة ، وإذا سمي عبد ما بأنه شاكر أو شكور فالتسمية مجازية ، الشاكر الحقيقي " الشكور " الحقيقي هو الله جل جلاله ، لأنه يعطي العبد ، ثم يوفقه للشكر ، ويشكر القليل من العمل ، فلا يستقله ، فيشكر ، الحسنة بعشرة أمثالها إلى أضعاف مضاعفة ، ويشكر عبده بأن يثني عليه ، بين ملائكته ، وبين ملئه الأعلى ، يشكره بفعله ، فإذا ترك شيئاً لله أعطاه أفضل منه وإذا ضحى بشيء ردّه عليه أضعافاً مضاعفة .
" ما ترك عبد شيئاً لله ، إلا عوضه الله خير منه في دينه ودنياه " [الجامع الصغير] أي مبلغ فيه شبهة ، وكبير ، فالمؤمن الصادق ركله بقدمه ، وقال : " مَعَاذَ اللَّهِ " [يوسف:23] ، " إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " [الحشر:16] إلا عوضه الله خير منه ، في دينه ، بقيت هذه الصلة بينه وبين الله ، ودنياه عوضه أضعافاً مضاعفة .
العاقل من يتاجر مع الله عز وجل :
لما بذل الشهداء أجسادهم ، الشهيد بذل أثمن ما يملك ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود ، ولما بذل الشهداء أجسادهم حتى مزقها أعداؤهم شكر لهم ذلك ، بأن جُعلت طيراً خضراً ، أقرّ أرواحهم فيها ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها إلى يوم القيامة ، فيردها عليهم أكمل ما تكون جمالاً وبهاءًا .
الله شكور ، والبطل ، والذكي ، والعاقل ، والموفق ، والفالح ، والناجح ، هو الذي يتاجر مع الله ، يعني مثال بسيط : لو أن ملكاً أمر معلماً أن يعطي ابنه دروساً خاصة ، المعلم أفقه ضيق ، بعد عشرة دروس أين الأجرة ؟ قال له : كم تريد ؟ قال له : على كل درس ألف ، قال له تفضل أعطاه فوراً ، ليته لم يسأل ، لأن الملك كان مهيئاً له بيتاً ، ومركبة ، مقابل هذه الدروس ، فلما طلب أجرته من هذا الطالب أعطاه ما يريد ، من هو الذكي ؟ هو الذي يقدم عملاً لله ، فإذا سأل على عمله أجرة ، عمل طبعاً صالح أخذ أقل شيء ممكن ، أما إذا احتسب هذا عند الله أخذ أكبر أجر ممكن .
الله عز وجل لن يضيع عملاً صالحاً لأي إنسان :
الآن هناك فكرة من شكر الله سبحانه وتعالى ، أنه يجازي أعداءه بما يفعلونه من خير ، أعداؤه الذين كفروا به ، بل الذين أنكروا وجوده ، بل الذين تفلتوا من منهجه ، بل الذين انغمسوا في ملذات محرمة ، أعداؤه يجازيهم ، إذا فعلوا الخير ، ويخفف به عنهم يوم القيامة ، فلا يضيّع عليهم ما يعملونه من إحسان ، وهم من أبغض الخلق إليه ، لن تفعل شيئاً ويضيع عليك أجره .
أما الحديث الذي يؤكد هذا المعنى ، طبعاً الحديث عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، الآن القول يرويه عمرو بن العاص : " تَقُومُ السَّاعَةُ والرُّومُ أكْثرُ النَّاسِ ، فقال له عمرو بن العاص : أبْصِرْ ما تقول : قال : أقول ما سمعتُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لئن قلتَ ذلك إنَّ فيهم لَخِصالاً أربعاً ، إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة " [مسلم] .
أحياناً بعض الشعوب تهوج وتموج ، ثم تفتر ، الإنسان العاقل يفكر قبل أن يتصرف وهناك إنسان يُثار ، ويُستثار ، ويهوج ، ويموج ، وفي النهاية لا يفعل شيئاً ، هذا شأن بعض الشعوب النامية ، قال : " إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة ، وأسْرَعُهُم إفَاقَة عند مُصِيبة ، وأوْشَكُهُم كَرَّة بعد فَرَّة ، وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف " هؤلاء الغارقون في المعاصي والآثام ، الذين يعتدون على شعوب الأرض ، يعاملون شعوبهم معاملة تفوق حدّ الخيال ، مع أنهم أعداءه ، مع أنه يبغضه لكنه يشكرهم على هذه الأفعال .
المسلمون هم أول من أساء إلى النبي الكريم لأنهم لم يطبقوا سنته بشكل صحيح :
قوانين ، والبطولة أن تكتشف قوانين الله عز وجل ، أي مؤمن ، غير مؤمن ، مستقيم ، غير مستقيم ، إذا قدّم عملاً صالحاً لمن حوله ، فالله عز وجل يشكره عليه ، لا يمكن أن يضيع عليك عملاً طيباً ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ، ولو أن تبتسم في وجه أخيك : " إنَّ فيهم لَخِصالا أربعا ، إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة " يفكرون ، يخططون بهدوء ، يرسمون خططاً بعيدة ، شعوب أخرى تثور ، وتهوج ، وتموج ، ثم تخمد ، يعني شيء مؤلم جداً .
يعني هذا الرسام الذي رسم ، المفروض أن نتلقى هذا بهدوء ، وأن نخطط لتعريف الغرب برسول الله ، أما قتل ، وضرب ، هذا ماذا يفعل ؟ يصورون هؤلاء الشعوب حينما تهوج وتموج ، ويسخرون ، أما الذكاء والعقل أن نخطط ، أن نُعرف الناس بهذا النبي الكريم ، أن نطبق سنته ، حتى يأخذ الناس فكرة عن هذا الدين العظيم ، من هم الذين أساؤوا للنبي عليه الصلاة والسلام ؟ أنا أرى أن المسلمين هم أول من يسيء إليه ، إذ لم يطبقوا سنته ، أكلوا المال الحرام ، اعتدوا على بعضهم بعضاً ، سفكوا دماء بعضهم بعضاً ، فالعالم الآخر يراهم متخلفون ، يظن أن هذا دينهم ، حتى الرسام الدنمركي لما عوتب عتاباً شديداً قال : كنت أظنه كأتباعه ، إذاً من هو الذي أساء حقيقة ؟ نحن أسأنا إلى نبينا ، فكان ردّ فعل الغرب أنهم أساؤوا إليه .
" وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف ، وخَامِسَة حسنة جَميلة : وأمْنَعُهُم منْ ظُلْمِ الْمُلُوك " .
ما أحسن عبد مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا أو في الآخرة :
النبي سافر إلى أوربا ؟ سافر إلى بلاد بعيدة ؟ التقى بهم ؟ .
" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " [النجم:3-4] .
هذا الحديث في صحيح مسلم ، من أعلى درجات الصحة يصف الروم :
" تَقُومُ السَّاعَةُ والرُّومُ أكْثرُ النَّاسِ ، فقال له عمرو بن العاص : أبْصِرْ ما تقول : قال : أقول ما سمعتُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لئن قلتَ ذلك إنَّ فيهم لَخِصالا أربعا ، إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة " يخططون ، يملكون أعصابهم " وأسْرَعُهُم إفَاقَة عند مُصِيبة ، وأوْشَكُهُم كَرَّة بعد فَرَّة ، وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف ، وخَامِسَة حسنة جَميلة : وأمْنَعُهُم منْ ظُلْمِ الْمُلُوك " .
منهج الإسلام منهج موضوعي ، طبعاً الفكرة قد تبدو غريبة ، أعداؤه غارقون في المعاصي والآثام ، أعمالهم الطيبة محفوظة لهم ، لأنه شكور .
ما أحسن عبد من مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا أو في الآخرة .
أعمال الإنسان الطيبة محفوظة له عند الله عز وجل :
أيها الأخوة ، لي صديق من لبنان ، أثناء أحداث لبنان سكن في دمشق ، وضعه المادي جيد جداً، كنت إلى جانبه في مكتبه فسيارته ارتكبت حادثاً مع سيارة سورية، يعني صاحب المركبة يجب أن يغضب ، وأن يثور ، وإذا كانت تربيته متدنية ، وأن يتكلم الكلام القاسي ، وأن يشتم ، ونظر إلى المركبة اللبنانية ، وقال له : ما في مشكلة مسامح ، هو يحتاج لعدة آلاف لإصلاح السيارة ، شيء عجيب ، بهذه البساطة ؟ لو أنه طالبه بالتعويض قال له : مسامح ، هذا الأخ اللبناني انهمرت دمعة على خده ، أنا ما فهمت تفسيرها ، إنسان ميسور مالياً فرح أنه وفر خمسة آلاف ؟ مستحيل ! سألته لماذا تأثرت لهذا الموقف ؟ قال لي : أنا قبل سنتين في بيروت إنسان مركبته سورية ، معه نساء محجبات ، وضرب لي سيارتي ، ما أردت أن أزعجه وهو في نزهة ، قال له : مسامح ، تذكر هذا الحادث .
والله أيها الأخ الكريم ، لو وقفت لإنسان متقدم في السن في مركبة عامة وأجلسته مكانك .
" ما أكرم شاب شيخاً لسنه ، إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه " [أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك إسناده ضعيف] .
الله شكور ، ينتظر أن نقدم له عملاً يكافئنا عليه ، ورد في بعض الآثار :
" يا داود ! لو يعلم المعرضون انتظاري لهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم من حبي ، هذا انتظاري للمعرضين فكيف بالمقبلين ؟ " .
إنسان ناجى ربه قال : يا رب إذا كانت رحمتك بمن قال : أنا ربكم الأعلى فرعون فكيف بمن قال : سبحان ربي الأعلى ؟ وإذا كانت رحمتك بمن قال : ما علمت لكم من إله غيري فكيف رحمتك بمن قال : لا إله إلا الله ؟ .
ألم يقول الله عز وجل : " اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى " [طه:43] .
" فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " [طه:44] .
ما من عمل صالح تقدمه لمخلوق كائناً من كان إلا كافأك الله عليه :
أيها الأخوة ، إذا أردنا السعادة فالسعادة بين أيدينا ، أَسْعِد الآخرين تكون أسعدهم ، إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين ، اخرج من ذاتك إلى خدمة الخلق ، كل واحد منا يذوق لذة الأخذ ، قد يغيب عنه أن لذة العطاء أضعاف مضاعفة ، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا ، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، الأنبياء ملكوا القلوب ، الأقوياء ملكوا الرقاب ، الأنبياء عاشوا للناس ، الأقوياء عاش الناس لهم، الأنبياء يمدحون في غيبتهم ، وبعد ألف وخمسمئة عام ، الأقوياء يمدحون في حضرتهم ، لا في غيبتهم .
أيها الأخوة ، اسأل نفسك هل أنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة ؟ ما السؤال ؟ ما الذي يفرحك أن تعطي أم أن تأخذ ؟ إذا كنت من أهل الآخرة يسعدك أن تعطي لا أن تأخذ ، إذا كنت من أهل الآخرة يسعدك أن تكون في خدمة الآخرين لا أن تستهلك جهد الآخرين ، إذا كنت من أهل الآخرة لا تبني مجدك على أنقاض الآخرين ، ولا غناك على فقرهم ، ولا أمنك على خوفهم ، ولا عزك على ذلهم ، ولا غناك على فقرهم .
أيها الأخوة ، اسم " الشكور " يدور مع المؤمن في كل دقيقة ، ما من عمل صالح تقدمه لمخلوق كائناً من كان وأنت في أي وضع ، مستقيم ، غير مستقيم ، مؤمن ، غير مؤمن ، أنا بأي وضع إلا كافأك الله عليه ، لأنه شكور ، وكما قلت قبل قليل : يكافئ أعداءه ، الذين لا يحبهم على أعمالهم الطيبة .
والحمد لله رب العالمين
مختارات
-
" عقبات في طريق العفاف "
-
" كيف تفعل إذا حل بك المرض ؟ "
-
موقع الإنسان من الكون
-
الكريم الاكرم
-
ترويحة على الطريق : البلاء موكل بالمنطق
-
" التشميرة العشرون "
-
قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ
-
" الأعمال المثقلة للميزان : العمل السابع : حفظ كتاب الله والإكثار من تلاوته "
-
ليلة النصف من شعبان
-
القاعدة الرابعة عشرة: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ)