أعاني من قسوة القلب فما هو الحل؟
أعاني من قسوة القلب فما هو الحل؟
القلب يتقلب في هذه الحياة بين القسوة واللين، فإذا توارت عليه القسوة والعصيان قسى، وإذا أكثر العبد من الطاعات رق الفؤاد.
وسبب غلظة القلب هو البعد عن الله جل وعلا. وإذا وقع القلب في وحل الذنوب وجب على العبد أن لا يستسلم لتلك الأدران، بل عليه البدار بغسل تلك الأوساخ التي علقت بالقلب بالرجوع إلى الله والإنابة إليه، وقد أثنى الله على خليله بأنه دائم الرجوع إليه أواه منيب له في كل حال، قال سبحانه: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ " [هود: 75] ومن أنجع أسباب علاج قسوة القلب:
1- الإكثار من ذكر الله:
الذكر يجلب الفرح والسرور والرزق والمهابة، ويوجب مراقبة الله وكثرة عبادته والإنابة إليه والقرب منه، وسبب للنجاة من عذابه، يقول مكحول: " ذكر الله دواء، وذكر الناس داء " وجاء رجل إلى الحسن البصري فقال له: أشتكي قسوة قلبي، فقال: " ألنه بذكر الله ".
بالذكر ترفع الدرجات، وتغفر السيئات، وتستدفع الآفات، وتستكشف الكربات، وتهون به على المصاب الملمات، به انشراح الصدر وطمأنينة القلب: " أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " [الرعد: 28].
وهو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن طلب منه أن يوصيه «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله» (رواه الترمذي).
يذكر الله تحيى القلوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت» (رواه البخاري).
ومن عرف عظمة الله أكثر من ذكره، والإكثار علامة الصدق مع الله.
2- حفظ الجوارح عن المعاصي:
فتحفظ السمع عن استمع المعازف والغيبة مثلاً، وتحفظ البصر عن مشاهدة مالا يحل، وتحفظ اللسان من الكذب والبهتان.
3- الإكثار من قراءة تفسير القرآن الكريم:
في القرآن المواعظ والعبر، والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، فقد لا تستوقف قارئ القرآن هذه المعاني إلا بالتأمل في الآيات بقراءة التفسير وبيان معاني تلك الآيات.
4- حضور دروس العلماء:
فالاجتماع بالصالحين والاستماع إلى العلماء يحدوان بك إلى طريق الآخرة، ويزهدانك في الدنيا الفانية.
5- قراءة كتب العلماء:
في الاطلاع على مسطور كنوز العلماء زيادة الخشية من الله فإذا قرأت لعالم عامل فأنت تقرأ لمن أثنى الله عليه بأنه يخشى الله: " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ " [فاطر: 28] وحقيق بمن يقرأ لمن يخشى الله أن يتصف بصفاتهم.
6- زيارة القبور:
زيارة القبور من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ وهي خاصة بالرجال دون النساء ـ وهي أوضح بيان لقصر هذه الحياة وعدم الاغترار بالأمل المذموم، وكم من دمعة ذرفها الصالحون عند زيارة القبور خوفاً من الله بتذكر منازلهم بعد الرحيل، وقد قال عنها عليه الصلاة والسلام: «إنها تذكركم الآخرة» (رواه الترمذي وابن ماجه).
* أنواع من الذكر:
«أحب الكلام إلى الله: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» (رواه مسلم).
«ولا حول ولا قوة إلا بالله. كنز من كنوز الجنة» (متفق عليه).
«ومن قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة» (رواه الترمذي).
«كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» (متفق عليه).
«والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض» (رواه مسلم).
وعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة؟ قال يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة» (رواه مسلم).
مختارات