" يتهمون خالدًا "
" يتهمون خالدًا "
ويواصل خليل عبد الكريم في كتابه " شدو الربابة في أحوال الصحابة " ص159 نشرَ أكاذيبه ضد سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهو سيف سَلَّه الله على أهل الكفر والإلحاد ويتهمه بالزنى مع امرأة مالك بن نويرة، ويَتَّهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه بالمداهنة؛ حيث لم يُقِمْ حَدَّ الزِّنى على خالد، كما ذكر عددًا من الأكاذيب على بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وفي رميهم لخالد بن الوليد رضي الله عنه ووَصْفِه وتلبيسه بأبشع جريمة أخلاقية، ولَمْزِهم لأبي بكر رضي الله عنه وهو خير الناس كلهم بعد الأنبياء واتِّهامهم إياه بالمداهنة وعدم تطبيق الحد الشرعي على خالد، وهذا اتهام قد يؤدي وحده إلى الكفر، فكيف إذا اجتمعت المكفِّرات واستحلُّوا جريمة سَبِّ الصحابة رضي الله عنهم، وإلصاق تُهَمٍ مفتراة ومختلَقَة وتلبيسهم بها وهم أبعد الناس عنها وأشد الناس خشية لله وغيرة على محارمه وإقامة شرعه، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
" إعجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بخالد بن الوليد "
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
ينقم العلمانيون على خالد ومع خالد كل عباقرة العالم الإسلامي وأفذاذ الرجال من المسلمين، ومِنْ قبلِهم مَنْ هو أعلاهم مرتبة وأعظمهم منزلة وأشرفهم مقامًا.. هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو وصحابته - خصوصًا القادة المشاهير منهم - فهم غيظ الكفار ومَحَلُّ نِقْمَتِهم، وليس بغريب أن يطعن أذناب الخواجات على مثل خالد إرضاءً لسادتهم؛ فإنهم يموتون حسرة ويعضون الأنامل غيظًا أن يحوي المجتمع الإسلامي في قادته مثل خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي لم يُهْزَمْ في الجاهلية ولا في الإسلام، وهو الذي دَوَّخَ سادة العلمانيين العرب في بلاد الشام، وفاتح مدينة دمشق، وقاهر قادة أحزاب الردة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف لا يغيظهم الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالنُّبْلِ والشَّهامة ومكارم الأخلاق، وعَيَّنَه قائدًا للمُلِمَّاتِ العظام، وخَلَعَ عليه لَقَبَ سيف الله المسلول؛ سَلَّه الله على الكفار والمنافقين.
أورد ابن حجر في الإصابة بسند جيد عن أبي هريرة حين مَرَّ خالد وهم في مسير لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من هذا؟» فقالوا: خالد بن الوليد، فقال صلى الله عليه وسلم: «نعم عبد الله، هذا سيف من سيوف الله» وأخرج البخاري وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراء يوم مؤتة وأخبر أنهم أصيبوا جميعًا فقال: «وأخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يده».
نقل الذهبي عن أحمد والبيهقي والحاكم والطبراني بسندٍ جيِّدٍ رجالُه ثقاتٌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خالد بن الوليد سيفٌ سَلَّه اللهُ على الكفار والمنافقين» وروى كلمة «خالدٌ بنُ الوليد سيفٌ من سيوف الله» أبو عبيدة عامر بن الجراح وعمر بن الخطاب وأبو هريرة وغيرهم رضي الله عنهم في رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه من حديث طويل؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «إنكم تظلمون خالدًا، وخالد قد احتبس أدراعه وعتاده في سبيل الله» [متفق عليه].
إذًا فماذا يَضِير خالدًا رضي الله عنه أن تنبحه الكلاب أو يحوم حوله الذباب؟ فإنَّ تصاعدَ الدخان الأسود لا يَضِير قِمَمَ الجبال الراسيات، وصاحب الشرف الرفيع مستهدف لسهام كل جبان وضيع، وإن من الشِّعْر لحكمة؛ خصوصًا إذا أصاب كبدَ الحقيقةِ، وجميلٌ قولُ الشاعر:
تسطو الكلاب على أسد الشرى سفهًا والباز الأشهب يخشى صولة الحجل
والقـــرد يضحـــك من نمــــر على هــزو والكلــب يوعــد ليـــث الغيــل بالغيــل
مختارات