" تعريف الغيبة "
" تعريف الغيبة "
عرَّف النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة وذلك عندما سأل أصحابه: «أتدرون ما الغيبة ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره».
وربما ظنَّ بعض الناس أنَّ ذلك مذموم إذا كان عن طريق الكذب والافتراء، أما إذا ذكر أخاه في غيبته بما فيه فليس من الغيبة، وهذا غير صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل في نفس المجلس فقيل له: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» (رواه مسلم).
وقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: «لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم» (أبو داود أحمد وصححه الألباني).
والغيبة أيضًا من شعار المنافقين وأفعالهم، ولذلك توعد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابها بالفضيحة في الدنيا قبل الآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم، اتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته» (أبو داود وأحمد وصححه الألباني).
" ماذا تفعل في مجلس الغيبة؟! "
أخي المسلم:
ينبغي عليك بادئ ذي بدء ألاَّ تحضر مجلسًا يُغتاب فيه مسلم، لأنَّ حضورك من باب التعاون على الإثم والعدوان والمشاركة في الباطل، فكما أن الغيبة محرَّمة، فسماع الغيبة أيضًا محرم.
وإذا حضرت مجلسًا اغتيب فيه أحد المسلمين فالواجب عليك ردُّ غيبته، وزجر المغتاب وتخويفه بالله تعالى وتحذيره من أليم عقابه.
قال سماحة الشيخ ابن باز:
الواجب على كلِّ مسلم ومسلمة الحذر من الغيبة والتواصي بتركها طاعةً لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وحرصًا من المسلم على ستر إخوانه وعدم إظهار عوراتهم ؛ لأنَّ الغيبة من أسباب الشحناء والعداوة وتفريق المجتمع.
والواجب عدم مجالسة من يغتاب المسلمين مع نصيحته، والإنكار عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» (رواه مسلم).
فإن لم يمتثل فاترك مجالسته لأنَّ ذلك من تمام الإنكار عليه.
مختارات