" قالت وهي تبكي : وأشهد أن محمدًا رسول الله ! "
" قالت وهي تبكي: وأشهد أن محمدًا رسول الله ! "
راسلتني منذ بضعة أسابيع.. مبدية رغبتها في التعرف على الإسلام.. وأنها تبحث عن الحقيقة..
جينفر.. فتاة كندية في الثامنة عشرة من عمرها.. ولكن ليست كبنات جيلها من الكنديات.. بل وإن شئت قل والكثير من العربيات في مجتمعاتنا المستغربة.. فقد شعرت أن للحياة غرضًا وهدفًا.. وأن الحقيقة هي مطلب كل إنسان.
بدأنا محاولة تعريفها على جوانب من الإسلام، وكان هناك شخص آخر أيضًا يساعدها وهو الذي دلها على موقعنا..
فتحدثت معها عن القرآن الكريم ذلك الكتاب المعجزة التي تثبت للعالم كله أن الإسلام هو دين الله الحق، فالقرآن لم يتعرض لتحريف منذ أكثر من 1400 عام.. ونسخة القرآن في مصر هي ذاتها في أمريكا والصين واليابان.
وحدثتها عن تلك الحقائق العلمية التي وصل العالم لها بعد تحقيق مستويات غير عادية في وسائل التكنولوجيا والعلوم الحديثة وباستخدام وسائل البحث العلمي المعقدة.. بينما قد كانت هذه الحقائق موجودة في كتاب الله منذ أن أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم في صحراء مكة.
وأخبرتها عن التحدي الذي تحدى الله - تعالى - به أهل جزيرة العرب.. بأن يأتوا بمثل هذا القرآن مع أنهم فطاحل اللغة وفرسان الكلمة.. ومع ذلك عجزوا للدلالة على عظمة هذا الكتاب..
ومرّت الأيام وهي يومًا بعد يوم تسأل عن الإسلام.. وتتعرف على جانب.. حتى أني ذلك اليوم بدأ سؤال عن أعياد المسلمين؛ فأجبت عليها وشرحت لها كيف يحتفل المسلمون بالأعياد مثل: عيد الفطر وعيد الأضحى..
وتوقفت عن المحادثة برهة.. ثم قلت لها: ألم يحن الوقت بعد؟
قالت: بلى.. فسررت أشد السرور لإجابتها.. ولكن أرادت التأكيد..
فقلت لها: أقصد تدخلي في الإسلام !
قالت: نعم.. أعرف..
قلت لها والفرحة تغمر قلبي المتراقص حمدًا لله: الآن؟!
قالت: نعم
فقلت: هي تسمحين برقم هاتفك..
فأعطتني الرقم.. وسارعت بالاتصال..
قلت لها: لقد شرحت لك من قبل كيف تدخلين في الإسلام.. والآن بقي التنفيذ... وشرحت لها معنى الشهادتين باللغة الإنجليزية ثم قلت لها: رددي ورائي..
أشهد... أن... لا... إله... إلا... الله..
فرددتها والصوت يميل شيئًا فشيئًا للانكسار.. فاستطردت قائلًا لها.. وأشهد أن محمدا رسول الله..
فقالت بصوت يميل أكثر وأكثر للانكسار.. حتى أخذت تبكي بصوت عال..
قلت لها: ما يبكيك.. أحزينة أنت؟
قالت: إنها ليست دموع حزن..
فقلت لها: فلماذا تبكين إذن.. والله إنك الآن لفي خير عظيم.. لقد اختارك الله - سبحانه وتعالى - للإسلام من بين ملايين البشر الذين تركوا الإسلام.. ومن المسلمين الذين تركوا الالتزام بدينهم.. فعلام البكاء؟
قالت لي وهي مستمرة في البكاء: لا أعرف.
فوضحت لها كيف أن الله - سبحانه وتعالى - قد أكرمها بهذه النعمة.. وأنه قد غفر لها كل ما كان منها قبل الإسلام.. وطلبت منها أن تدعو الله لي أن يغفر لي ذنوبي.. وتركت السماعة على وعد أن تبدأ تعلم الصلاة إن شاء الله عبر الإنترنت حتى يتسنى لها مقابلة جالية إسلامية في مدينتها تعلمها الصلاة.
وبعد مضي فترة.. جاءت مرة أخرى للحوار فسألتها: لماذا كنت تبكين؟ فقالت: لا أدري فعلًا.. لا أستطيع أن أعرف لماذا بكيت.. لقد كان شعورًا غريبًا.. فقد شعرت بالسعادة في قلبي.. شعرت بالأمان والحب.. وشعرت أن الإسلام هو الحقيقة..
والله تألمت لأن الكثير منا قدم حرم من هذه المشاعر.. بل قد يقرؤها فلا يصدقها وهي الحقيقة.. فالله - سبحانه وتعالى - جعل القرآن شفاء للقلوب من كل سقم.. وجعل الإسلام علاجا لمشاكل البشرية.. فما أعجب تلك الأحاسيس الصادقة حينما تتجلى في صدور المسلمين الجدد..
" من موقع إذاعة طريق الإسلام /http://www.islamway.com ".
مختارات