" اليقين "
" اليقين "
إن الراحة والسعادة تكمن في اليقين بأنك لابد أن تلتقي بالأحبة والأقارب، إذا كانت محبتكم في الله وبغضكم في الله، واليقين هو القائد إلى ذلك بأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن يصيبك، وأن الذي يقدر المقادير هو الله – سبحانه وتعالى – وحده لا أحد يستطيع نفعك أو ضرك إلا بإذن الله – تعالى – فهو النافع الضار، وهو الذي يقدر المقادير، ويجمع الأحباب والمتحابين فيه في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ما أحسنه من لقاء، وما أجمله من اجتماع دائم لا تنغصه فرقة، ولا يشوبه تشاجر ولا شحناء، ولا يكدره مرض، ولا ينغصه فقر أو قحط، ولا يزعزعه خوف ولا رعب، ولا يخافون قطعه، فهو متوفر دائم، قطوفها دانية، لا مقطوعة ولا ممنوعة، ولا يفكرون في الزوجات، ولا تفكر النساء في الأزواج، فهو متوفر للجميع، فلا يخافون زوال النعم والفواكه، فهى دانية ثمارها، ولا يسأمون أو يملون، فهم في شغل فاكهون، هم وأزواجهم يحبرون، فهم في لذة أبدية متنوعة ومتجددة، لهم فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين وهم فيها خالدون، هذا هو اللقاء الطيب، وهذا هو لقاء الأحبة الذين تحابوا في الله اجتمعوا عليه وتفرقوا عليه.
مختارات