" الانطلاقة العاشرة "
لنقلب صفحات مضت ونستحث الخطى لنرى معركة حمي فيها الوطيس واشتدت فيها سيوف المشركين .
إنها معركة أحد المشهورة.. موقف واحد يرويه أنس رضي الله عنه إذ يقول : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون قال : اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها من دن أحد، قال سعد، فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه .
قال أنس : كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفيه أشباهه : "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ"[الأحزاب: 23] إلى آخر الآية (رواه البخاري) .