" الانطلاقة التاسعة "
" الانطلاقة التاسعة "
فترة الشباب فترة حاسمة في حياة الإنسان وهي مرحلة الزرع والإنتاج والعمل والنشاط.
وما قامت أمة من الأمم بعد توفيق الله عز وجل إلا على همم وأكتاف شبابها ورجالها.
اليوم شباب الإسلام، إلا من رحم ربك يهيمون في أودية الضياع والانحراف، هواية أحدهم ليست الجهاد في سبيل الله ولا طلب العلم ولا تحصيل الفوائد بل هم الكثير وهوايته متابعة الموسيقى والرقص وإن أردت شاهد عدل على هذا العار فقلب صفحات المجلات لترى كثرة هواة المراسلة ومحبي التعارف كما يدعون.
ولتقر عينك: انطلق بنا لنرى واقع شباب صدر الإسلام الأول حينما كانت السيوف محبوبتهم والجهاد هوايتهم ورغبتهم.
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: حدثنا مسدد حدثنا يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك فغمزني الآخر فقال مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال: " أيكما قتله؟ " قال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: " هل مسحتما سيفيكما " ؟ قالا: لا فنظر في السيفين فقال: " كلاكما قتله " سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح.
وللآباء والأمهات.. على أي شيء تربى الأجيال القادمة؟ وماذا يغرس في قلوبهم؟ إنها الأمانة والمسئولية اليوم، والحساب والجزاء غدا.
مختارات