" ثانيًا : أحبُّ الأعمال إلى الله صلةُ الرحم "
" ثانيًا: أحبُّ الأعمال إلى الله صلةُ الرحم "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الأعمال إلى الله إيمانٌ بالله، ثم صِلَةُ الرحم».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله خلق الخَلْقَ حتى إذا فرَغَ من خَلْقه قالتِ الرَّحِمُ: هذا مقامُ العائذ بك من القطيعة، قال: نعم؛ أمَا تَرْضَيْنَ أن أصلَ من وصلَكِ، وأقطعَ من قطعَكِ؟! قالَتْ: بلى يا رب، قال: فهو لَكِ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فاقرؤوا إن شئتم: " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ " [محمد: 22 – 23]» [رواه مسلم].
وفي الحديث: «لعن الله قاطع الرحم».
قال العلماء: وحقيقةُ الصلة العطفُ والرحمة؛ قال القرطبي: «الرحمُ على وجهَيْن: عامة، وخاصة:
1- فالعامة: رحمُ الدّين، ويجبُ مواصلتها بملازمة الإيمانِ والمحبِة لأهله ونصرتهم، والنصيحةِ لهم، وتركِ مضارَّتهم والعَدْلِ بينهم، والإنصاف في معاملاتهم، والقيام بحقوقهم الواجبة؛ كزيارة المرضى، وحقوق الموتى، وغسلهم والصلاة عليهم ودفنهم.
2- أما الخاصة: وهي رحمُ القرابة من طرفَيِ الرجُلِ أبيه وأمه، فتجبُ لهم الحقوقُ الخاصَّة وزيادة؛ كالنفقةِ، وتفقُّدِ أحوالهم، وتركِ التغافلِ عن تعاهدهم في أوقاتِ ضروراتهم، وإذا تزاحَمَتِ الحقوق بدأ بالأقرَبِ فالأقرب.
قال ابن أبي جَمْرة: «تكونُ صلةُ الرحم بالمالِ، وبالعونِ على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاءِ، وإيصالِ ما أمكَنَ من الخير، ودفعِ ما أمكَنَ من الشر بِحَسَبِ الطاقة.
وهذا إنما يستمرُّ إذا كان أهلُ الرحم أهلَ استقامة؛ فإن كانوا كفارًا أو فجارًا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم؛ بشرطٍِ بذلِ الجهد في وعظهم ثم إعلامهم إذا أصرُّوا أنَّ ذلك بسبب تخلُّفهم عن الحق، ولا يسقُطُ مع ذلك صلتهم بالدعاءِ لهم بظهرِ الغيب أنْ يعودوا إلى الطريقِ المُثْلَى طريق الحق».
مختارات