" رابعًا : آخر يوم في الدنيا وعلاماته "
" رابعًا: آخر يوم في الدنيا وعلاماته "
اليوم الآخر فيه تنتهي الحياة الدنيا وتتدمر، هكذا تكرر سمع القدماء من رسل الله تعالى، لكن الكفار لم يتصورا كيف لهذه الشمس التي تسطع دائما أن تنتهي، وكيف لهذه الأرض التي هلك عليها أجيال وأجيال أن تنتهي.. عرفوا أن للأحياء آجالًا، ولكن هل للأرض والشمس ولهذا الكون أيضًا أجل؟
الآن يرى كل إنسان أن الأرض والشمس والقمر والنجوم، وكل ما حولنا في الكون له أجل مسمى (لقد علم الناس اليوم أن الشمس عبارة عن كتلة هيدروجينية هائلة. ويتدمر منها كل ثانية 655 طنًا تتحول إلى الهليوم الخامل.. أما متى تنتهي تمامًا فهذا الذي لا يعلمه إلا الله) رؤية لقول الله سبحانه ﴿كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن علامات القيامة التي تبين خطوات البشر الى آخر يوم في الدنيا..
*فقد أخرج البخاري في باب (وكان أمر الله قدرًا مقدوراً) حديث حذيفة رضي الله عنه قال: «لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئًا إلى قيام الساعة إلا ذكره.. وإن كنت لأري الشيء قد نسيته فأعرفه ما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه».
1-فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح مصر (رواه أحمد ومسلم)... وهلاك كسرى وقيصر (صحيح البخاري) وقال صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله»(صحيح البخاري).. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على كسرى – حين مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - مزق الله ملكه كل ممزق (صحيح البخاري).
2-وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم «أن يتطاول الناس في البنيان»(صحيح البخاري).. وأن يظهر صنفان من أهل النار كما في الحديث: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» رواه مسلم.
3-وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما سيكون من تجمع الأمم ضد المسلمين كما بالحديث «كيف أنت يا ثوبان إذا تداعت عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها؟ فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال: لا، بل أنتم يومئذ كثير، ولكن يلقي في قلوبكم الوهن، قال وما الوهن يا رسول الله؟ قال: «حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال» البداية والنهاية لابن كثير.
ولو أن أمة غير أمة الإسلام بهذا التجمع عليها لانتهت تمامًا، إلا أن الله تعالى قال في الحديث القدسي: «يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا» [رواه مسلم].
(والمراد بالبيضة: أي جماعتهم وأصلهم).
4-وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأقوام في أمته سوف يستحلون ما حرم الله وأن تعلو وتظهر المعازف والمغنيات، وأن ذلك سيكون مقدمة للخسف والقذف والمسخ بين يدي الساعة (صحيح الجامع).
5-الوسائل المكتوبة والمقروءة:
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة؛ فشو التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق... وظهور القلم» [رواه أحمد] (السلسلة الصحيحة)
ولا يخفي على إنسان ظهور القلم والوسائل المكتوبة والمقروءة من صحف وكتب، وغير ذلك في كل مدينة وفي كل العالم.. بل إن بلدان العالم الآن تجعل إمساك كل طفل (نحو 6 سنوات) بالقلم أمرًا إلزاميًا.
انتشار الدين:
هكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى وتقريره منذ أن بعثه الله رسولًا حين قال صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه يصبرهم على أذى قريش لهم بمكة وهم قلة: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه.. حتى قال صلى الله عليه وسلم:«والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» [رواه البخاري].
وقد شمل انتشار الدين صنعاء وحضرموت.. وسيرى الناس دين الله يشمل كل مشارق الأرض ومغاربها كما بالحديث: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زُوي لي منها» [رواه مسلم].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله» [رواه مسلم].
8-تفصيل عز الإسلام والمسلمين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وأهله، وذلًا يذل به الكفر» السلسلة الصحيحة.
9-الزلازل وآخر يوم في الدنيا: أما عن الزلازل: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها ستكثر (صحيح البخاري) وأن كثرة الزلازل ستكون من مقدمات وأمارات القيامة الكبرى، حتى يأتي الزلزال الحقيقي: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾..
وقد علم الإنسان اليوم أن أثقال الأرض بباطنها (متوسط كثافة القشرة الأرضية 3 طن/ م3 أما متوسط كثافة باطن الأرض فهي 10 طن /م3).
﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ [سورة الانشقاق].
تمد الأرض وتفقد جاذبيتها (تجذب الأرض الأشياء عليها في اتجاه مركز ثقلها بمركز الكرة الأرضية.. أما عندما تمد، وتلقي أثقالها فسوف تفقد جاذبيتها، وتتناثر الأشياء من عليها)، فتسير الجبال وتصبح غبارًا.. وتصبح البحار نارًا.. الماء الذي يستخدمه الناس لإطفاء الحريق يصبح نارًا يوم القيامة (والآن نرى بأعيننا أن الماء يتركب من عنصرين أحدهما يشتعل والآخر يساعد على الاشتعال)(يتركب الماء من عنصري الهيدروجين والأكسجين، ومن خواص الهيدروجين أنه يشتعل، أما الأكسجين فإنه يساعد على الاشتعال) رؤية لقول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴾.. بل وقد عرف الناس نظير الهيدروجين في تركيب الماء الثقيل في قاع المحيطات، وأن من خواصه الاشتعال بانفجار!!
فأي تصوير رهيب وعجيب في قوله تعالى:﴿وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ﴾..
فماذا ينتظر الإنسان؟؟ (يوم يخرجون من الأجداث سراعًا كأنهم إلى نصب يوفضون)؟؟
(يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)؟؟
لذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا» [رواه مسلم].
فماذا تنتظرون؟؟ هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا؟.. أو غنى مُطغيًا؟أو مرضًا مفسدًا؟.. أو هرمًا مفندًا؟ أو موتًا مجهزًا؟.. أو الدجال فشر غائب ينتظر؟أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر؟؟
مختارات