" هل... أنت متشائم ؟ "
" هل... أنت متشائم؟ "
التشاؤم هو: النظر إلى الكون بكره، والتطلع إلى الدنيا بمقت، فالمتشائم يرى كل شيء أسود، الزهرة شوكة، والسنبلة قنبلة، والنخلة حنظلة، والمطر نار.
المتشائم معقود الجبين، كالح الوجه، ضيق الصدر، فليس عنده أمل ولا رجاء ولا فرج ولا يسر، فهو يرى أن الليل سوف يبقى، والفقر سوف يستمر، والجوع سوف يدوم، والمرض لن يقلع، في قاموس المتشائم الموت والسقم والهلاك والفشل والإحباط، والسقوط " يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ".
المتشائم يموت كل يوم مرات، ويجوع وهو شبعان، ويفتقر وهو غني، لأنه أطاع الشيطان: " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ " والمتشائم لا يقرأ قوله تعالى: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ".
قريب: يسمع فيجيب، يعطي البعيد والقريب.
قريب: يغيث اللهفان، ويشبع الجوعان، يسقي الظمآن، ويتابع الإحسان.
قريب: عطاؤه ممنوح، وخيره يغدو ويروح، وبابه مفتوح، حليم كريم صفوح.
قريب: يدعوه الغريق في البحار، والضال في القفار، والمحبوس خلف الأسوار كما دعاه عبده في الغار.
قريب: فرجه في لمح البصر، وغوثه في لفتة النظر، المغلوب إذا دعاه انتصر، اطلع فستر، وعلم فغفر، وعبد فشكر، وأوذي فصبر.
قريب: جواد مجيد لا ضد له ولا نديد، أقرب للعبد من حبل الوريد، على كل نفس قائم وشهيد محمود ممدوح حميد.
قريب: دعا المذنبين للمتاب، وفتح للمستغفرين الباب، ورزق عباده من غير حساب.
* فاسأل نفسك بصدق...وأجبها بصدق.. هل ستبقى متشائما بعد كل هذا الفضل من ربك؟؟.
مختارات