" جزاء الصبر "
" جزاء الصبر "
عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سلمة، فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب، قال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوا؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال: تركتيني حتى تلطخت ثم أخبرتيني بابني مني، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بارك الله لكما في غابر ليلتكما» قال: فحملت فولدت غلامًا، فقال لي أبو طلحة: احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم. وبعثت به بتمرات، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أمعه شيء؟» قالوا: نعم، تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذها من فيه فجعلها في فيّ الصبي، ثم حنَّكه وسماه عبد الله.. خرَّجاه في الصَّحيحين (البخاري ومسلم).
وفي رواية البخاري قال سفيان بن عيينة: فقال رجل من الأنصار: فرأيت لهم تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن يعني من أولاد عبد الله الذي ولد من جماع تلك الليلة التي مات فيها الولد المذكور؛ وهو أبو عمير الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يداعبه ويقول: «يا أبا عمير ما فعل النغير؟».
وفي رواية (هذه الرواية ذكرها طاهر بن محمد الحداد في كتابه: عيون المجالس عن معاوية بن قرة، وانظر برد الأكباد (25)) : قال: فحملت بابن له فسمَّاه عبد الله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل صبارة بني إسرائيل» فقيل: يا رسول الله، وما كان خبرها؟ فقال: «كان في بني إسرائيل امرأة وكان لها زوج وكان لها منه غلامان، وكان زوجها أمرها بطعام تصنعه ليدعو الناس عليه ففعلت واجتمع الناس في داره، فانطلق الغلامان يلعبان فوقعا في بئر كانت في الدار، فكرهت أن تُنَغِّصَ على زوجها الضيافةَ، فَأَدْخَلَتْهُما البيت وسجتهما بثوب، فلما فرغوا دخل زوجها فقال: أين أبنائي؟ قالت هما في البيت، وإنها كانت تمسحت بشيء من الطيب وتعرضت بالرجل حتى وقع عليها، ثم قال: أين أبنائي؟ قالت: هما في البيت فناداهما أبوهما فخرجا يسعيان فقالت المرأة: سبحان الله، والله لقد كانا ميتين، ولكن الله تعالى أحياهما ثوابًا لصبري».
مختارات