"رسـالة إلــى قلبــك "
" رسـالة إلــى قلبــك "
فهذا حديث إلى أخ لي حبيب.
قد أراه في كل صف من الصفوف.
قد أراه بين كل اثنين.
أراه في كل مسلم رضي بالله ربًا، وبمحمد، صلى الله عليه وسلم نبيًا، وبالإسلام دينًا.
أخ لــي:
* لم يسلم من أخطاء سلوكية، وكلنا خطاء.
* لم ينجُ من تقصير في العبادة وكلنا مقصر.
* ربما رأيته حليق اللحية، طويل الثوب، مدمنًا للتدخين.
* بل ربما أسرّ ذنوبًا أخرى ونحن المذنبون أبناء المذنبين.
نعم، أريد أن أتحدث إليك - أنت أخي - حديثًا أخصك به، فهل تفتح لي أبواب قلبك الطيب ونوافذ ذهنك النيّر؟!.
فوالله الذي لا إله إلا هو إنيّ لأحبك.. أحبك حبًا يجعلني
* أشعر بالزهو كلما رأيتك تمشي خطوة إلى الأمام.
* وأشعر والله بالحسرة إذا رأيتك تراوح مكانك أو تتقهقر وراءك.
أحدثك حديثًا أسكب روحي في كلماته.. وأمزّق قلبي في عباراته..
إنه - أخي - حديث القلب إلى القلب.
حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء
أخي وحبيبي:
هل تظن أن أخطاءنا أمر تفردنا به لم نسبق إليه؟!. كلا..فما كنا في يوم ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. ولكن نحن بشر معرضون للخطيئة، يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
وكل من ترى من عباد الله الصالحين لهم ذنوب وخطايا، قال ابن مسعود – رضي الله عنه – لأصحابه وقد تبعوه: «لو علمتم بذنوبي لرجمتموني بالحجارة»، وقال حبيبك محمد، صلى الله عليه وسلم «لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».
إي، والله أخي لقد أحرقتنا الذنوب، وآلمتنا المعاصي ولكن أيها الحبيب المحب أرعني سمعك يا رعاك الله.
إن هذه الخطايا ما سلمنا منها ولن نسلم، ولكن الخطر أن تسمح للشيطان أن يستثمر ذنبك ويرابي في خطيئتك.
أتدري كيف ذلك؟!.
* يلقي في روعك أن هذه الذنوب خندق يحاصرك فيه لا تستطيع الخروج منه.
* يلقي في روعك أن هذه الذنوب تسلبك أهلية العمل للدين أو الاهتمام به.
ولا يزال يوحي إليك: دع أمر الدين والدعوة لأصحاب اللحى الطويلة، والثياب القصيرة، دع أمر الدين لهم فما أنت منهم.
وهكذا يضخم هذا الوهم في نفسك حتى يشعرك أنك فئة، والمتدينون فئة أخرى. وهذه يا أخي حيلة إبليسية ينبغي أن يكون عقلك أكبر وأوعى من أن تمرر عليه.
فأنت يا أخي متدين من المتدينين.. أنت تتعبد لله بأعظم عبادة تعبد بها بشر لله؛ أن تتعبد لله بالتوحيد.
أنت الذي حملك إيمانك فطهرت أطرافك بالوضوء، وعظمت إلهك بالركوع، وخضعت له بالسجود.
أنت صاحب الفم المعطر بذكر الله ودعائه، والقلب المنور بتعظيم الله وإجلاله.
فهنيئًا لك توحيدك وهنيئًا لك إيمانك.
إنك يا أخي صاحب قضية.
* أنت أكبر من أن تكون قضيتك فريق كروي يكسب أو يخسر.
* أنت أكبر من أن تدور همومك حول شريط غنائي أو سفرة للخارج.
* أنت أكبر من أن تدور همومك حول المتعة والأكل.
فذلك كله ليس شأنك، إن ذلك شأن غيرك ممن قال الله فيهم: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ " [محمد: 12].
أي: أخي أنت من يعيش لقضية أخطر وأكبر هي: هذا الدين الذي تتعبد الله به.. هذا الدين الذي هو سبب وجودك في هذه الدنيا وقدومك إلى هذا الكون " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات: 56 ٍ].
وأذن لي أن أذكرك مرة أخرى أن تقصيري وإياك في طاعة ربنا أو خطئي وإياك في سلوكنا لا يحللنا أبدًا من هذه المسؤولية الكبرى ولا يعفينا من هذه القضية الخطيرة، انظر يا رعاك الله إلى هذين الموقفين، وأرجو أن تنظر إليهما نظرة فاحصة، وأن تجعلهما تحت مجهر بصيرتك.
مختارات