" يقطع جسده من أجل كلمة "
" يقطع جسده من أجل كلمة "
البطل: حبيب بن زيد رضى الله عنه.
البطولة: الصبر.
تفاصيل البطولة:
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حبيب بن زيد بكتاب إلى مسيلمة الكذاب بعد أن ادعى النبوة، فلما جاء حبيب إلى مسيلمة قام مسيلمة بتقييد حبيب بالقيود والأغلال، مع العلم أن الرسل في عرف الناس لا يُفعل بها ذلك.
ثم أوقفه بين الجموع الكافرة ممن آمنوا بمسيلمة وقال له: أتشهد أن محمد رسول الله؟ فقال: نعم، فقال له: وتشهد أني رسول الله؟ فقال له مستهزئًا وساخرًا: إن في أذني صممًا عن سماع ما تقول، فقال مسيلمة لجلاده اقطع قطعة من جسده فهوى الجلاد بكل فظاظة وغلظة على حبيب بسيفه وقطع قطعة من جسده وألقاها أمامه، ثم عاد مسيلمة ليسأله: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم، فقال له: وتشهد أني رسول الله؟ فقال: إن في أذني صممًا عن سماع ما تقول، فأمر أن تقطع قطعة أخرى من جسده.. وهكذا مضى مسيلمة يقطع حبيب رضى الله عنه قطعة قطعة، وحبيب رضى الله عنه لا يلوي على شيء، ثابت في إيمانه، صابر في سبيل ربه، حتى انفلق جسده إلى فلقتين، وكل ذلك في سبيل الله عز وجل.
فما زال الجلاد به يقطعه قطعة قطعة، حتى فاضت روحه إلى بارئها، وهو ثابت لم يتزحزح.
بعد ذلك وصل الخبر إلى أمه نسيبة المازنية فما تظنون أنها فعلت؟ أجزعت؟ أشقت ثيابها؟ ألطمت خدودها؟ لا والله، ما كان لقلب مِِلؤه الإيمان واليقين بالله عز وجل أن يفعل من ذلك شيئا، بل قالت: من أجل هذا أعددته. وعند الله احتسبته.
* العبرة المنتقاة:
إن من دخل الإيمان قلبه وذاق لذته فإنه لن يضعف بأي حال من الأحوال أمام أعدائه؛ لأن الله تعالى معه، يثبته في الحياة الدنيا إلى أن يلقاه يوم القيامة على إيمانه وثباته.
حيث إن حبيب بن زيد رضى الله عنه، لم يستجب لطلب مسيلمة حتى وهو يقطع قطعة قطعة.
وصدق الله جل وعلا إذ يقول: " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " [سورة إبراهيم: 27].( رجال حول الرسول).
مختارات