" أقوال العلماء في الاستهزاء "
" أقوال العلماء في الاستهزاء "
تصدى كثير من علماء المسلمين للمستهزئين، كما بينوا حكم الاستهزاء، ودرجاته وصوره، وحذروا من الوقوع فيه.
وهذه جملة من أقوالهم، نسوقُها للقارئ الكريم ليقف على حكم هذه المصيبة، والتي ابتُلى بها كثير من المسلمين:
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر، يكفر به صاحبه بعد إيمانه» (الفتاوى).
* جاء في كتاب (روضة الطالبين) للإمام النووي – رحمه الله تعالى -: «ولو قال وهو يتعاطى قدح الخمر، أو يُقْدم على الزنا: بسم الله تعالى، استخفافًا بالله، كفر»(روضة الطالبين).
* قال ابن قدامة المقدسي: - رحمه الله تعالى -: « من سبَّ الله تعالى كفر، سواءً كان مازحًا أو جادًا، وكذلك من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه، قال الله تعالى: " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ " [التوبة: 65، 66] وينبغي أن لا يُكتفى من الهازئ بذلك بمجرد الإسلام حتى يؤدَّب أدبًا يزجره عن ذلك » (المغنى).
* وسئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى: الذي يبغض اللحية ويقول: وساخة هل هو مرتد؟فأجاب: «إن كان يعلم أنه ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا استهزاء بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيُحرى أن يُحكم عليه بذلك» (فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم).
* ويقول العلامة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في تفسيره: «إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين، لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسوله، والاستهزاء بشيء من ذلك منافٍ لهذا الأصل، ومناقض له أشد المناقضة»(تفسير السعدي).
* وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – عن حكم الاستهزاء بأهل الخير والصلاح، فأجاب: «هؤلاء الذين يسخرون بالملتزمين بدين الله المُنفِّذين لأوامر الله، فيهم نوع نفاق، لأن الله قال عن المنافقين: " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [التوبة: 79] ثم إن كانوا يستهزئون بهم من أجل ما هم عليه من الشرع، فإن استهزاءهم بهم استهزاء بالشريعة، والاستهزاء بالشريعة كفر، أما إذا كان يستهزئون بهم يعنون أشخاصهم وزيِّهم بقطع النظر عمَّا هم عليه من اتباع السنة فإنهم لا يكفرون بذلك، لأن الإنسان قد يستهزئ بالشخص نفسه بقطع النظر عن عمله وفعله، لكنهم على خطر عظيم، والواجب تشجيع من التزم بشريعة الله ومعاونته وتوجيهه إذا كان على نوع من الخطأ، حتى يستقيم على الأمر المطلوب (المجموع الثمين من فتاوى ابن عثيمين).
مختارات