"أركان التوحيد وأقسامه "
18- أركان التوحيد ثلاثة الصدق والإخلاص والمتابعة وأقسامه ثلاثة:
الأول: توحيد الربوبية. الثاني: توحيد الألوهية.
الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
وهذه الأقسام لا بد من الإقرار بها جميعها فلو أقر بواحد وأنكر اثنين لا ينفعه ذلك لأن الكفار مقرون بتوحيد الربوبية ولم ينفعهم قال تعالى: " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ ". ومن أقر بها وصرف نوعًا من أنواع العبادة لغير الله فهو كافر، ومن أقر بها وأنكر صفة من صفات الباري تعالى أو أنكر اسمًا من أسمائه التي ذكرت في الكتاب أو السنة فهو كافر. إذًا فلا بد من إثبات حقيقة الصفة التي ذكرها الله تعالى في كتابه أو ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته فنثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته الرسول في سنته وننفي ما نفاه الله في كتابه أو نفاه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته ونسكت عم سكت الله عنه في كتابه أو سكت عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته فلا نتكلفه في البحث لأن من أثبت شيئًا لم يثبته الله تعالى لنفسه ولا أثبته الرسول لربه فهو مبتدع أو نفى ما لم ينفه الله في كتابه ولا نفاه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته فهو مبتدع هذا ما أجمع عليه علماء السلف الصالح من أهل السنة والجماعة.
19- فائدة: في أنواع الشرك الأكبر وأحكامه:
حد الشرك الأكبر: هو أن يسوي غير الله فيما هو من خصائص الله كالمحبة والدعاء وأنواعه أربعة:
أولا: شرك الدعوة قال تعالى: " فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ".
ثانيا: شرك الطاعة قال تعالى: " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ " الآية.
ثالثا: شرك المحبة قال تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ " الآية.
رابعًا: شرك الإرادة والنية والقصد قال تعالى: " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ".
وأحكامه أربعة:
أولا: إنه يخرج من الإسلام إلى الكفر قال تعالى: " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ { وقال تعالى: }فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ".
ثانيا: إن صاحبه خالد مخلد في نار جهنم قال تعالى " خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ".
ثالثًا: إنه لا يغفر قال تعالى: " إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ " الآية. وهذه الآية تعم الأصغر والخفي ولا مخصص لها في كتاب ولا سنة.
رابعًا: إن العمل معه باطل جميعه المتقدم والمتأخر قال تعالى مخاطبًا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم " لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ " قال تعالى: " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا " وحقيقة الشرك هو: هضم للربوبية: وتنقص للألوهية وسوء ظن برب العالمين.
20- فائدة في أقسام التعطيل: أقسام التعطيل ثلاثة:
الأول: تعطيل المصنوع عن صانعه.
الثاني: تعطيل الصانع سبحانه عن كماله المقدس بتعطيل أسمائه وصفاته وأفعاله.
الثالث: تعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد ومنه شرك أهل وحدة الوجود.
21- فائدة في أقسام النفاق: النفاق قسمان: الأول: نفاق اعتقادي: وهو أن يحب أن ينتصر الكفار على المسلمين أو يحب أن تكون الذلة والإهانة والخروج عن الدين الإسلامي للمسلمين، بينما يظهر للناس حب الإسلام والمسلمين وحقيقة إظهار الإنسان شيء خلاف ما يبطنه يخلد صاحبه في نار جهنم بل في الدرك الأسفل منها قال تعالى " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " الآية.
والنفاق مأخوذ من النافقاء وهو جحر اليربوع وهو أن يجعل بجحره ثلاثة منافذ فإذا جاءه الصياد من واحد هرب من الثاني أو الثالث وهكذا المنافق من البشر فإنه يستعمل الكلام الطيب مع المسلمين ليخفي ما يبطن.
الثاني: نفاق عملي: وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " في رواية " وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر " فهذا حكمه إنه كبيرة من كبائر الذنوب تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
22- فائدة: ميلاد الشيخين صاحبي الصحيحين ووفاتهما وأعمارهما:
البخاري ولد في عام 194 هـ وتوفي في عام 256 هـ وعمره 62 سنة.
مسلم ولد في عام 204 هـ وتوفي في عام 261 هـ وعمره 57 سنة.
23- فائدة: كل عبادة مؤقتة فالأفضل فعلها في أول وقتها إلا في سبعة مواضع.
الأول: الإبراد بالظهر إذا اشتد الحر.
الثاني: صلاة الضحى فإن أول وقتها طلوع الشمس ويستحب تأخيرها إلى ربع النهار.
الثالث: صلاة العيد فإن أول وقتها ارتفاع الشمس ويستحب تأخيرها قليلا.
الرابع: صدقة الفطر فإن أول وقتها غروب الشمس ليلة عيد الفطر ويستحب تأخيرها ليومه قبل الصلاة.
الخامس والسادس والسابع: الرمي والطواف والحلق فإن أول أوقاتها في نصف ليلة النحر ويستحب تأخيرها اهـ فتاوى.
24- فائدة في أقسام الكفارة: الكفارة ثلاثة أقسام:
الأول: ما كان على التخيير: وهو كفارة الصيد وفدية الأذى ونحوهما.
الثاني: ما كان على الترتيب: وهو كفارة الوطء في نهار رمضان.
الثالث: ما كان على التخيير والترتيب: وهو كفارة اليمين ونحوها.
25- فائدة: إذا اشتبهت أخته بأجنبية أو ميتة بمذكاة حرمتا معا فالأخت والميتة بالأصالة والأجنبية والمذكاة بعارض الاشتباه.
26- فائدة تاريخية: الخلفاء الذين زادوا في المسجد الحرام ثمانية نظمها بعضهم فقال:
من زاد مسجد بيت الله جملتهم قالوا ثمانية إمامهم عمر
عثمان وابن الزبير والوليد كذا والمنصور وابن المهدي قد ذكر
وزاد معتضد باب الزيادة قل وزاد باب خليل الله مقتدر
27- فائدة: قال العلماء إن مقاصد التأليف تنصرف في سبعة أمور:
1- إبداع شيء لم يسبق إليه.
2- شرح مغلق. 3- تصحيح مخطيء.
4- ترتيب منثور. 5- جمع مفرق.
6- تقصير مطول. 7- تتمة ناقص.
28- فائدة: قال في الإنصاف قال المصنف في المغني والشارح وغيرهما قال أهل العلم بالمدينة لا نعرف بها عيرًا ولا ثورًا، وإنما هما جبلان بمكة، وقال في المطلع عير جبل معروف مشهور وقد أنكره بعضهم، قال مصعب الزبيري ليس بالمدينة عيرًا ولا ثورًا، وأما ثور فهو جبل مكة معروف فيه الغار الذي توارى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر قال عياض: أكثر رواة البخاري ذكروا عيرًا فأما ثورًا فمنهم من كنى عنه بكذا ومنهم من ترك مكانة بياضًا.
قال أبو عبيد أهل الحديث من عير إلى أحد وكذا قال الحلواني وجماعة قال في المطلع، وهذا كله لأنهم لا يعرفون ثورًا بالمدينة، وقد أخبرنا العلامة عفيف الدين عبد السلام بن مزروع البصري قال صحبت طائفة من العرب من بني هشيم وكنت إذا صحبت العرب أسألهم عما أراه من جبل أو واد وغير ذلك فمررنا بجبل خلف أحد فقلت ما يقال لهذا الجبل قالوا: هذا جبل ثور، فقلت ما تقولون قالوا هذا ثور من زمن آبائنا وأجدادنا فنزلت فصليت ركعتين اهـ.
وقال المحب الطبري: فعلمنا أن ذكر ثور في الحديث صحيح وإن عدم علم أكابر العلماء به لعدم شهرته وعدم بحثهم عنه؟ وقال وهذه فائدة جليلة.
فائدة: غيروا هذا الشيب ولا تقربوه السواد:
أ) روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه المجلد الثالث الصفحة (160) قال جاء أبو بكر بأبيه رضي الله عنهما أبو قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لو أقررته لآتيناه مكرمة لك ورأسه ولحيته كالثغامة بيضاء فأسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروهما وجنبوه السواد ".
ب) وروى الإمام أحمد أيضًا في المسند الصفحة (247) المجلد الثالث عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا الشيب ولا تقربوه السواد ".
ج) وروى الإمام أحمد أيضًا في المسند الصفحة (322) المجلد الثالث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال أتي بأبي قحافة إلى رسول الله e يوم الفتح كأن رأسه ثغامة بيضاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " غيروه وجنبوه السواد ".
د) وروى الإمام أحمد في المسند أيضًا الصفحة (338) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بأبي قحافة أو جاء عام الفتح ورأسه ولحيته مثل الثغام أو مثل الثغامة قال فأمر به إلى نسائه قال: غيروا هذا الشيب قال حسن قال: زهير قلت لأبي الزبير هل قال جنبوه السواد قال: لا.
ه) وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي قحافة (غيروا هذا الشيب ولا تقربوه السواد).
ذكره مسلم في كتاب (اللباس والزينة) باب (استحباب خضاب الشيب الصفحة (79) من الجزء الرابع عشر على النووي.
فائدة: قال ابن الجوزي في المدهش: أول من صبغ بالسواد فرعون.
فائدة: منقولة من الاختيارات.
قال في الصراع والسبق بالأقدام ونحوهما طاعة إذا قصد بهما نصر الإسلام، وأخذ السبق عليه هو أخذ بالحق، والمغالبة الجائزة تحل بالعوض إذا كانت مما ينفع في الدين كما في مراهنة أبي بكر رضي الله عنه على انتصار الروم على الفرس.
قال في الفروع: فظاهره جواز المراهنة بعوض في باب العلم لقيام الدين بالجهاد، والعلم، قال في الإنصاف، وهذا ظاهر اختيار صاحب الفروع وهو حسن.
وقال في الاختيارات بعد حكاية كلام الشيخ تقي الدين فظاهر ذلك جواز الرهان في العلم وفاقًا لحنفية قيام الدين بالعلم والجهاد انتهى.
فائدة: قال ابن حجر في لسان الميزان الدرجات لتعديل المحدث كثيرة، أعلاها. ثبت حجة، ثم ثبت إمام، ثم ثبت حافظ. ثم ثبت ثبت. ثم ثبت ثقة. ثم ثقة ثقة. ثم ثقة عدل، ثم ثقة ثم عدل. ثم مقبول. انتهى.
مختارات