شرح دعاء" اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء "
((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ، وَشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ))([1]).
غلبة الدين: شدته و ثقله.
غلبة العدو: تسلط العدو بغير حق.
الشرح:
قوله: ((اللَّهم إني أعوذ بك من غلبة الدَّيْن)): استعاذ صلى الله عليه وسلم من شدة الدين، وثقله بحيث لا قدرة على وفائه سيما مع الطلب؛ لما فيه من الوقوع بالمحذورات الشرعية: كالخلف في الوعد والكذب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والانشغال عن الطاعات؛ ولما فيه كذلك من الغم على القلب، وإتعاب العقل، ووهن الجسد، والنفس, وإنما استعاذ من غلبته؛ لأن الاستدانة بدون غلبة قد يحتاج إليها كثير من العباد, وقد مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة في أصواع من شعير.
قوله: ((وغلبة العدو)): والاستعاذة من تسلط العدو بغير حق؛ لأنه يتحكم بمن يعاديه، وينزل به أنواع المضار في دينه ودنياه.
قوله: ((وشماتة الأعداء)): والاستعاذة من شماتة الأعداء، وهي فرحهم ببلية تنزل على من يعادونه؛ فإن في ذلك موقعاً عظيماً في القلب، وتأثيراً كبيراً في النفس([2]).
ولا يخفى أن الاستعاذة من كل الأمور السابقة لما فيها من المضار والمساوئ في الدين والدنيا.
([1]) أخرجه النسائي، كتاب الاستعاذة، الاستعاذة من غلبة الدين، برقم 5475، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب صفة الصلاة، باب الانصراف من الصلاة، برقم 7863، وأحمد
11/ 189، برقم 6618، وابن حبان، 3/ 394، والحاكم، 1/ 531، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 3/1113.
([2]) انظر تحفة الذاكرين ص 423 .
مختارات
-
شرح دعاء " اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني "
-
أنماط: (10) نمط المغبون
-
" المعاصي وأقسامها "
-
" أرض المحشر وصفة الحشر "
-
الأسباب المعينة على التحصيل العلمي
-
خمس أفكار لمن انشغل من الأبرار!
-
الأصل التاسع عشر : اجن العسل ولا تكسر الخلية
-
" حفظ السر والوفاء بالعهد "
-
" فتـوى "
-
تابع" معالجة الآفات النفسية والخلقية "