نحمده ونستعينه ونستغفره
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، لا سيما عبده المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى.
أما بعد..
فاللهم لك الحمد كله، وإليك يرجع الأمر كله
فاللهم لك الحمد حمدًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، أهل الثناء والمجد.
فالواجب على كل من شهد هذه النعمة نعمة العشر أن يقوم لله بعبودية (الشكر) فأكثر من حمدك لله تعالى، وتذكر معي فضل ذلك.
فقد روى الطبراني وحسنه الألباني عن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: الحمد لله كثيرا فأعظمها الملك أن يكتبها فراجع فيها ربه عز وجل فقال: اكتبها كما قال عبدي كثيرا.
(فالحمد لله كثيرا).
وإذا كان هذا زمان " العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى " فينبغي علينا أن نستعين بالله ونتوكل عليه في استقصاء الجهد في الطاعات.
قال تعالى: " فَإِذَا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يحِبّ المتَوَكِّلِينَ " فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
فاستعن بالله ولا تعجز، وفوض الأمر له، ونحن له عبيد يفعل بنا ما يريد، وأرد تراد، وليكن همك بلوغ أعظم مقامات الإيمان (الرضا) واعزم على الخير تناله يدك بإذن الله تعالى.
وحتى لا تعرقل ولا تتعثر، جدد توبتك، وأكثر من الاستغفار، ليصفو الحال، ويتحرك القلب.
فواجبنا العملي: يتلخص في هذه الكلمات الثلاث (نحمده ونستعينه ونستغفره) ولا أخفي عليكم سرًا فقد رأى من أحب لي رؤية فيها أن الشيخ الحبيب: محمد حسان قال للرائي لما سأله النصيحة لي: فقال له: قل
لهاني: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.
وقد أولتها على معنيين منها هذا المعنى فتعالوا: نجدد هذه المعاني (الشكر والتوكل والتوبة) من أول يوم عسانا نبلغ تلكم الدرجات.
مختارات