عبد الله بن حذافة
اسمه وكنيته:
عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السَّهمي. أبو حُذافة، أو أبو حُذيفة. وأمُّه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة.
بعض مناقبه:
من السَّابقين الأولين، يُقال شهد بدراً، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق، ولا غيرُهما من أصحاب المغازي. وفي صحيح البخاريِّ عن ابن عباس قال: نزلتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء. في عبد الله بن حُذافة.
ومن مناقبِهِ ما قاله أبو رافع قال: وجَّه عمرُ جيشاً إلى الرُّوم فأسروا عبد الله بن حُذافة، فذهبوا به إلى ملكِهم، فقالُوا: إنَّ هذا من أصحابِ محمد، فقال: هل لك أنْ تتنصرَ وأُعطيَك نصفَ ملكي، قال: لو أعطيتني جميعَ ما تملك وجميعَ ما تملك العرب، ما رجعتُ عن دين محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - طرفةَ عينٍ، قال: إذاً أقتلك، قال: أنت وذاك.
فأمر به، فصُلب، وقال للرُّماة: ارمُوه قريباً من بدنه، وهو يعرضُ عليه ويأبى فأنزله ودعا بقدرٍ فصبَّ فيها ماء حتى احترقتْ، ودعا بأسيرينِ من المسلمين فأمرَ بأحدِهما فأُلقي فيها، وهو يعرضُ عليه النَّصرانيةَ وهو يأبى، ثم بكى فقيل للملك: إنه بكى فظن أنه قد جزع فقال: ردُّوه، ما أبكاك؟ قال: قلتُ: هي نفسٌ واحدة تُلقى الساعة فتذهب فكنتُ أشتهي أنْ يكونَ بعدد شعري أنفس تُلقى في النار في الله، فقال له الطاغيةُ: هل لك أنْ تُقبِّلَ رأسي وأُخلِّي عنك، فقال له عبدُ الله: وعن جميع الأسارى، قال: نعم، فقبَّل رأسَهُ، وقدم بالأسرى على عمرَ، فأخبرَهُ خبرَهُ، فقال عمر: حقٌّ على كلِّ مسلمٍ أنْ يُقبِّلَ رأسَ ابن حُذافة، وأنا أبدأ فقبَّل رأسَهُ. ومناقبُهُ - رضي الله عنه- كثيرةٌ جِدَّاً.
وفاته:
يُقال: مات في خلافة عثمان. وقال أبو نُعيم: تُوفِّي بمصر في خلافة عثمان. وقال ابن يونس: إنه تُوفِّي بمصر ودُفن بمقبرتها.
مصادر الترجمة:
الإصابة (2/296 – 297). والسِّير (2/11). وأُسد الغابة (3/211).
مختارات