*عبدالغفور* ...
قبل سنوات لقيت عبدالغفور في مجمع العمال في أبحر الشمالية اصطحبته للبيت للمساعدة في التنظيف حيث قدمنا للتو من ديارنا في الجنوب.
.
كان وضيئا ذا لحية بيضاء (صبغها بعد ذلك) قليل الكلام صادق المعاملة سمحا فكنت كلما احتجت لشيء كلمته ثم بان لي أنه يحسن أشياء كثيرة في البناء كالبلاط واللياسة
ويمر العام وبعض العام ثم ألقاه في حاجة للعمل فإذا هو هو
ولما بدأت أعمر داري أوكلت له اختيار العمال في الغالب فكان نقيا أمينا وفيا
فأحببته وعظم في نفسي وصرنا أصدقاء تحجز اللغة بين كمال التواصل لكن الأرواح مؤتلفة.
.
رأيته محافظا على الصلاة أمينا لا ينحاز لأبناء وطنه على حساب أمانته فيصادمهم ويصرخ بهم
ونتناقش أحيانا بلغة أكسرها إلى كلمات عجماوية صغار من جهتي ليسهل عليه مضغها ويكسرها هو قهرا
وذات صباح وهو يعمل حدثتهم عن التوحيد وإخلاص الدعاء الاستغاثة بالله ونبهت على على أن أهل القبور عباد مخلوقون مثلنا لا قدرة لهم على شيء
فقال لي بلسان أعجمي
: في القرآن الوسيلة.
.
فشرحت له معنى الوسيلة المرادة في الآية وأنها ما شرعه الله من أسباب القرب منه بالإيمان والأعمال الصالحة وذكرتهم بحديث الثلاثة الذي انطبقت عليهم الصخرة في غارهم.
.
.
تحدثت بحب وحرارة
لأني أحب عبدالغفور
لكن اللغة خذلتني وقرأت عدم الفهم في تعابير وجهه.
ومع أنه أبدى موافقتي
لكنني بعد لم أطمئن وأظنه سكت حياء
وددت لو أني أستطيع أن أفرغ نصيحتى في روحه.
.
وفهمت أن عبدالغفور عنده شيء في هذا الباب سيحزنني لو عرفته.
.
سكت وانقلبت إلى البيت حزينا
كم من الطيبين في هذا العالم يحتاجون للتوحيد وأصول الدين وطريق الأنبياء
لا أحدثك عن المعاندين المخاصمين في توحيد ربهم وإخلاص العبادة له
أحدث عن صديقي عبدالغفور.
.
مختارات

