ودمعت عيون العامل..
قال صديقي سعود: كان لدي عامل يشتغل في البيت وكان مميزاً، وتعب كثيراً معي من بعد العصر حتى الساعة التاسعة مساءً.
حينها قررت أن أبذل له هديةً جميلة، فقلت: تعال معي لنتعشا سوياً، فاستغرب ذلك مني.
وذهبنا لمطعم مميز وتناولنا وجبةً دسمة، ولما رجعنا مررنا في الطريق بجانب سوق للملابس، فنظرت لملابسه فرأيتها لا تقوى على الشتاء، فقلت: تعال معي هنا، فنزلنا السوق، وقال العامل: أريد شراء ملابس ولكن أنا سأدفع، فقلت له: نعم لك ذلك.
فتركته يختار ما يحب من الملابس ؛ جاكيت، بنطلون.
ولما وصلنا للمحاسب نظرت له وقلت: أنا الذي سيدفع.
فجادلني كثيراً ولكني غلبته، ودفعت له المبلغ كاملاً.
نظرتُ لوجهه فإذا الابتسامة التي لا توصف.
ولما وصلنا لمنزله فإذا به يردد عبارات الشكر التي اختلطت بالدموع.
رجعتُ إلى بيتي وأنا أشعر بفرح كبير لا أدري ماسببه، ولكني تيقنت أن هذا هو الفرح بالعطاء الذي يفوق الفرح بالأخذ
مختارات

